العنف المتنامي ضد السوريين.. تحدٍّ جديد للحكومة التركية

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على الرابط أعلاه للمشاهدة على الموقع الرسمي



دان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، موجة العنف الأخيرة ضد اللاجئين السوريين في تركيا. وقال "بغض النظر عن هوياتهم، فإن إضرام النيران في الشوارع وفي المنازل هو أمر غير مقبول"، مشددا على وجوب عدم استخدام خطاب الكراهية لتحقيق مكاسب سياسية.

كما أكد رئيس دائرة الاتصالات في الرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، أن بلاده تراقب عن كثب التحريض ضد اللاجئين السوريين والاستفزازات التي تسبب التوتر، وذلك في أعقاب أعمال تخريب ضد ممتلكات تعود للاجئين سوريين في ولاية قيصري وسط البلاد.

وتعليقاً على ذلك، أشار المحلل السياسي المتخصص في الشؤون التركية غسان إبراهيم إلى أن "تعليق مسؤولين حكوميين بارزين كالرئيس ومدير دائرة الاتصالات على عمليات الشغب التي طالت ممتلكات السوريين، تأتي لتجاوز الآثار الاقتصادية المحتملة لعمليات الشغب على السياحة والاستثمار العربي في تركيا".

وقال إبراهيم لـ "العربية.نت" إن "أردوغان وبقية المسؤولين يحاولون التخفيف من الأعباء الاقتصادية لعمليات الشغب خاصة أن تركيا تعيش أزمة اقتصادية، وأن العديد ممن تضررت ممتلكاتهم هم رجال أعمال سوريون أو لديهم منشآت سياحية تقدم خدمات للأتراك والأجانب"، لافتاً إلى أن عمليات الشغب هذه تعطي صورة سيئة للمستثمر العربي، وهو ما تحاول السلطات تجاوزه من خلال تصريحات كبار المسؤولين".

وتابع أن "أعمال الشغب واستهداف السوريين هو أمر يتكرر دوماً، والسبب في ذلك يعود لعدم اكتراث السلطات التركية لحقوق اللاجئين السوريين خشية إزعاج القوميين الأتراك الذين يقفون خلف هذه الهجمات ويحظون بامتيازات في تركيا".

واندلعت أعمال الشغب هذه على خلفية اتهام لاجئ سوري بالتحرش بطفلة صغيرة. وقد أشار وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا إلى أن مواطنين أتراكاً ألقوا القبض على المشتبه به السوري وسلّموه إلى الشرطة. وذكر يرلي كايا على منصة "إكس" أنه يشتبه بأن السوري تحرّش بقريبته السورية.

وشهدت تركيا التي تستضيف حوالي 3,2 مليون لاجئ سوري، أعمال عنف مرتبطة برهاب الأجانب عدة مرّات في السنوات الأخيرة، أثارتها في أكثر الأحيان شائعات تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الرسائل النصية.

7 قتلى وأكثر من 20 جريحاً

وفي سياق متصل، ارتفع عدد قتلى الاحتجاجات التي شهدتها مناطق سورية تخضع لسيطرة تركيا إلى 7 أشخاص، وفق ما أفاد رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لـ"العربية.نت".

وأكد عبدالرحمن أن "حصيلة القتلى بلغت 7 أشخاص رغم توقف الاحتجاجات" في ريف حلب الشمالي ومناطق أخرى تقع شمال شرقي البلاد وغربها، لافتاً إلى أن "عدد الجرحى تجاوز 20 شخصاً".

وشارك المئات أمس في احتجاجات شهدتها مناطق سورية تخضع لسيطرة أنقرة، على خلفية أعمال عنف طالت مصالح سوريين في تركيا، لكن للتظاهرات أسباب أخرى، منها إعلان تركيا عن رغبتها في تطبيع العلاقات مع سوريا.

وقال غسان إبراهيم في هذا الصدد إن "التظاهرات التي تخرج في شمال غربي سوريا، هي تنقسم إلى قسمين، الأول قسم عفوي، وآخر تفاجأ من الموقف التركي إزاء التطبيع مع دمشق، خاصة أن الجماعات الإسلامية كانت توهم الناس في تلك المناطق أن تركيا تقف معهم، لكن التقارب التركي - السوري وضعهم أمام حالة من الرعب لتسليمهم لحكومة دمشق أو وضعهم في حالة حرب".

وعبّر المتظاهرون عن غضبهم غداة أعمال عنف اندلعت إثر اتهام سوري بالتحرش بطفلة، واستهدفت أعمالا تجارية وممتلكات تابعة لسوريين في مدينة قيصري التركية، وأوقفت الشرطة التركية على خلفيتها 67 شخصا.

وشاهد مصور في فرانس برس العشرات يتظاهرون في مدينة أعزاز في شمال سوريا أمس الاثنين، تعبيراً عن استيائهم من استهداف مصالح سوريين في تركيا.

وحاول محتجون اقتحام نقاط تركية وقاموا بإنزال أعلام تركية، وفق المرصد، وردّ عليهم حرس النقاط "بإطلاق النار لتفريقهم" في مدينة الأتارب وبلدة الأبزمو في ريف حلب الغربي.

كذلك أشار المرصد إلى أن التظاهرات شملت أيضاً مناطق في إدلب المجاورة التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام وفصائل متحالفة معها.


إقرأ أيضا

أخبار عالميّة

RT Arabic