أُصيب مواطن فلسطيني بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، في الوقت الذي اقتحم فيه مستوطنون باحات المسجد الأقصى. تزامن ذلك مع تحذيرات من محافظة القدس بشأن القيود المتزايدة التي تفرضها سلطات الاحتلال والمستوطنون على التجمعات البدوية المحيطة بالمدينة.
أفادت مصادر طبية بأن الطبيب أصيب برصاص حي في منطقة الفخذ، وذلك أثناء مغادرته أحد بيوت العزاء في مخيم جنين، حيث كان جنود الاحتلال منتشرين.
في سياق متصل، داهمت قوات الاحتلال قرية بيتين شمال شرق رام الله في وسط الضفة الغربية. وفي تطور آخر، قام مستوطنون بإضافة منازل متنقلة إلى المستوطنة المقامة على جبل صبيح في بلدة بيتا جنوب نابلس شمال الضفة.
من جهة أخرى، أعربت محافظة القدس عن قلقها البالغ إزاء التصعيد الخطير الذي تمارسه قوات الاحتلال والمستوطنون ضد التجمعات البدوية المنتشرة في محيط المحافظة، والتي يبلغ عددها 33 تجمعًا.
أكدت المحافظة أن هذه الإجراءات الممنهجة تمثل حملة تهجير تدريجي تهدف إلى تقويض الوجود الفلسطيني في المناطق الشرقية من المحافظة، وذلك في إطار خطة واسعة النطاق تعتمد على خنق الحياة اليومية وتعميق معاناة الفلسطينيين.
تواجه التجمعات البدوية في محيط القدس واحدة من أخطر موجات التهجير الممنهج منذ عقود، وذلك مع تسارع وتيرة الخطوات الإسرائيلية لتنفيذ مخطط (E1) الاستيطاني، الذي يهدف إلى فصل شمال الضفة الغربية المحتلة عن جنوبها وقطع التواصل الجغرافي الفلسطيني بهدف ربط القدس بمستوطنة معاليه أدوميم.
أشار تقرير صادر عن المحافظة إلى أن اعتداءات المستوطنين اليومية تشمل مهاجمة السكان، وقطع إمدادات المياه، وسرقة المواشي، بالإضافة إلى إتلاف محاصيل القمح والشعير.
كما أن هذه التجمعات محاصرة بـ 21 بؤرة استيطانية رعوية تستخدم كأدوات ضغط لتهجير السكان ومنعهم من الوصول إلى مراعيهم الطبيعية.
ناشدت محافظة القدس المؤسسات الدولية والحقوقية التدخل الفوري لحماية أكثر من 7 آلاف فلسطيني يواجهون خطر التهجير القسري.
في غضون ذلك، اقتحم 348 مستوطنًا المسجد الأقصى اليوم على شكل مجموعات، وقاموا بجولات استفزازية في ساحاته، وأدوا طقوسًا تلمودية تحت حماية قوات الاحتلال.
أقدم حاخام على تثبيت لفافة توراة محرفة على حجارة باب القطانين، وهو أحد أبواب المسجد الأقصى.
ذكرت محافظة القدس في بيان مقتضب أن الحاخام زعم بعد تثبيت اللفافة المحرفة أنها تجلب البركة والحماية.
وأشارت المحافظة إلى أن هذا الانتهاك، المتمثل في تثبيت لفافة توراة تسمى (مزوزاه)، على أحد أبواب المسجد الأقصى الغربية ليس الأول من نوعه، حيث سبق وأن تم تثبيت لفافتين على بابي سور القدس، باب الخليل وباب الأسباط.
يتعرض المسجد الأقصى المبارك لاقتحامات المستوطنين بشكل يومي باستثناء يومي السبت والجمعة (وهما عطلة رسمية لدى الاحتلال) على فترتين صباحية ومسائية، وذلك في محاولة لفرض التقسيم الزماني والمكاني.
بالتوازي مع ذلك، تواصل شرطة الاحتلال فرض قيود مشددة على دخول المصلين الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى، من خلال التدقيق في هوياتهم واحتجاز بعضها عند بوابات الحرم، مما يزيد من التضييق المفروض على المصلين والمرابطين.
المصدر:
القدس