L’anesthésiste Frédéric Péchier va être jugé pendant trois mois et demi pour des dizaines d'empoisonnements, dont 12 mortels ➡️ https://t.co/6mkPvqkEcw pic.twitter.com/ra0mSuKEFz
— Le Parisien (@le_Parisien) September 8, 2025
تشهد أروقة المحاكم الفرنسية فصولا واحدة من أكبر القضايا الطبية المثيرة للجدل في أوروبا خلال العقدين الأخيرين. ففي مدينة بزانكون-شرق فرنسا، بدأت جلسات محاكمة طبيب التخدير فريدريك بيشييه (53 عاما)، الذي تتهمه النيابة العامة بالمسؤولية عن تسميم ما لا يقل عن 30 مريضا أثناء عمليات جراحية أُجريت بين 2008 و2017، منهم 12 وفاة.
جذور القضية تعود إلى سلسلة من المضاعفات الطبية غير المبررة، حيث عانى مرضى -من أطفال صغار إلى مسنين- من هجمات قلبية مفاجئة خلال عمليات روتينية، رغم أن حالتهم الصحية كانت مستقرة قبل التدخل الجراحي. وتشير النيابة إلى أن الطبيب كان يتلاعب بجرعات أدوية التخدير أو المحاليل الطبية، وربما دسّ مواد سامة مثل البوتاسيوم أو الليدوكايين، متسببا في أزمات قلبية متكررة.
وتفترض التحقيقات أن بيشييه كان يسعى إلى إثبات براعته أمام زملائه من خلال التدخل السريع لإنعاش المرضى وإنقاذ حياتهم بعد إدخالهم عمدا في حالات حرجة. هذه الشبهات عززها التكرار غير المألوف لحالات التوقف القلبي داخل غرفة العمليات أثناء وجوده.
من الضحايا طفل يبلغ 4 سنوات يُعرف باسم تيدي، أصيب بسكتتين قلبيتين أثناء عملية استئصال اللوزتين عام 2016، لكنه نجا بأعجوبة. أما أكبر الضحايا فكان رجلا مسنا يبلغ 89 عاما.
القضية شملت أيضا مرضى آخرين مثل ساندرا سيمارد (36 عاما)، التي نجت من سكتة قلبية خلال جراحة عام 2017، بعدما اكتُشفت جرعة قاتلة من البوتاسيوم في كيس المحلول الملحي المستخدم لتخديرها.
في المقابل، لم ينجُ والد أماندين إيلين (53 عاما)، إذ توفي عام 2008 إثر جرعة زائدة من الليدوكايين، ما جعل ابنته تقول في المحكمة: "كنت أنتظر هذه اللحظة منذ 17 عاما".
"Je ne suis pas responsable de la détresse" des victimes, affirme le Dr Péchier avant son procès
Frédéric Péchier face à @FogielMarcO dans #RTLMatin pic.twitter.com/rIHga6OiwO
— RTL France (@RTLFrance) September 8, 2025
دخل بيشييه قاعة المحكمة مرتديا قميصا أزرق وقد بدا متوترا. ورغم الهتافات التي أطلقها بعض أقاربه دعما له، إلا أنه يواجه أكثر من 150 دعوى مدنية تمثلها شبكة واسعة من المحامين. وقال قبيل بدء الجلسات: "أخشى الأشهر الثلاثة المقبلة من المحاكمة، لكن لدي حجج قوية، ولست مسؤولا عن محنة العائلات"، مضيفا إلى أنه يتفهم مشاعرهم، لكنه ينفي أي مسؤولية جنائية.
المحاكمة، التي يُتوقع أن تستمر حتى ديسمبر/كانون الأول المقبل، ستخصص أسبوعين لمراجعة أحدث القضايا التي أثارت الشبهات، قبل أن تُفصل كل حالة من الثلاثين المنسوبة إليه.
في حال إدانته، قد يواجه بيشييه عقوبة السجن المؤبد. ورغم جسامة التهم، لم يودع السجن منذ 2017، بل ظل تحت إشراف قضائي يمنعه من مخالطة المرضى. ولم يُسمح له باستئناف عمله إلا بشروط صارمة في عام 2023.