مع انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي القادرة على إنتاج أغنيات كاملة خلال ثوانٍ، بات من الصعب على كثير من المستمعين التمييز بين الصوت الحقيقي والعمل الاصطناعي.
ورغم التشابه الكبير في الجودة، فإن هناك مؤشرات واضحة تكشف طبيعة هذه المقاطع الموسيقية وتساعد في حماية حقوق الفنانين.
الأغاني المنتجة بالذكاء الاصطناعي غالباً ما تعتمد على حلقات موسيقية متكررة بلا تغير يُذكر.
الإيقاع يبقى ثابتاً، واللحن يسير بالمستوى نفسه، والكورس يُعاد بالطريقة نفسها في كل مرة.
على عكس الموسيقيين البشر الذين يضيفون تلقائياً لمسات صغيرة تمنح العمل روحاً وحركة، بحسب تقرير نشره موقع "analyticsinsight" واطلعت عليه "العربية Business".
أبرز ما يفضح الصوت الاصطناعي هو الكمال المبالغ فيه.
النبرة متوازنة بشكل دائم، والأنفاس غير طبيعية، والارتفاعات الصوتية تبدو نظيفة ولكن خالية من العاطفة.
حتى عندما يحاول النموذج تقليد مطرب شهير، تفشل الخوارزمية في تقديم إحساس بشري حقيقي.
رغم وضوح الآلات في الخلفية، فإن إحساس العزف الواقعي غالباً ما يكون مفقوداً.
ضربات الطبول دقيقة بشكل آلي، والجيتار يبدو وكأنه يُعزف من clavier وليس يد بشرية، وحتى البيانو تفتقد نقراته للضغط الطبيعي على المفاتيح. النتيجة: موسيقى نظيفة لكنها بلا انسيابية.
علامة قوية تكشف العمل الاصطناعي هي ظهور ما يسمى بالفنان "الافتراضي" الذي لا يمتلك تاريخاً أو حفلات أو حضوراً على الشبكات.
بعض الحسابات تنشر عشرات الأغاني خلال أيام قليلة، ما يشير عادة إلى إنتاجها عبر أدوات الذكاء الاصطناعي.
غالباً ما تفشل النماذج في ضبط الانتقال بين أجزاء الأغنية.
فتتحول من مقطع هادئ إلى ذروة صاخبة بلا تمهيد، أو تظهر "الجسر الموسيقي" فجأة، ما يجعل التغيير يبدو أقرب إلى قص ولصق وليس بناءً موسيقياً حقيقياً.
هناك منصات متخصصة يمكنها تحليل المسار الصوتي ورصد الأنماط الشائعة في الموسيقى المنتجة آلياً.
ورغم أنها ليست دقيقة بنسبة 100%، فإنها تساعد في حال وجود دلائل إضافية.
تدفق آلاف الأغاني الاصطناعية على منصات البث يهدد الفنانين الحقيقيين، ويخفض حصصهم من الأرباح، ويفتح الباب أمام سرقة الأصوات دون إذن. التمييز بين الموسيقى البشرية والصناعية خطوة مهمة لضمان الشفافية وحماية الإبداع.
المصدر:
العربيّة