أعلن الكرملين الاثنين أن مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، سيلتقي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو الثلاثاء لمواصلة المناقشات حول الخطة الأميركية لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: "من المقرر عقد الاجتماع مع ويتكوف غدا"، مضيفا أن الاجتماع سيعقد "بعد الظهر".
وتأتي هذه الزيارة إلى روسيا في أعقاب مفاوضات جرت بين الوفدين الأميركي والأوكراني في فلوريدا الأحد، ووصفها وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بأنها "مثمرة".
لكن روبيو أكد الحاجة إلى مزيد من العمل للتوصل إلى اتفاق.
واعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن الأسبوع الحالي مهم جدا لجهود إنهاء النزاع، مع استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاثنين في باريس.
ويواجه زيلينسكي ضغوطا عسكرية وسياسية كبيرة، في وقت يعبّر فيه ترامب عن تفاؤله بشأن حل الصراع الذي أشعلته روسيا قبل نحو أربع سنوات.
وأثارت خطة السلام التي تدعمها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، قد أثارت الجدل بعد انتشار أخبار كونها مستمدة من وثيقة روسية أرسلت إلى إدارة ترامب في أكتوبر الماضي.
وقالت مصادر لـ"رويترز"، إن الروس أرسلوا الوثيقة، التي تضمنت شروط موسكو لإنهاء الحرب، إلى كبار المسؤولين الأميركيين في منتصف أكتوبر، عقب اجتماع بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في واشنطن.
وتضمنت الوثيقة غير الرسمية مقترحات طرحتها الحكومة الروسية في السابق على طاولة التفاوض، منها تنازلات رفضتها أوكرانيا، مثل التخلي عن مساحات واسعة من أراضيها شرق البلاد.
ويمثل ذلك أول تأكيد على أن الوثيقة شكلت أساسا رئيسيا لخطة السلام المؤلفة من 28 نقطة.
ولم ترد وزارة الخارجية الأميركية والسفارتان الروسية والأوكرانية في واشنطن على طلب التعليق، كما لم يعلق البيت الأبيض مباشرة على الورقة غير الرسمية، لكنه أشار إلى إبداء ترامب تفاؤله بشأن التقدم المحرز في الخطة.
وكتب ترامب: "على أمل وضع اللمسات الأخيرة على خطة السلام، وجهت مبعوثي الخاص ستيف ويتكوف للاجتماع مع الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين في موسكو، وفي الوقت نفسه، سيجتمع وزير الجيش دان دريسكول مع الأوكرانيين".
ومن غير الواضح لماذا وكيف اعتمدت إدارة ترامب على الوثيقة الروسية للمساعدة في صياغة خطة السلام الأميركية.
وقالت المصادر إن بعض كبار المسؤولين الأميركيين الذين اطلعوا عليها، ومنهم وزير الخارجية ماركو روبيو، يرجحون أن الأوكرانيين سيرفضون المطالب التي قدمتها موسكو رفضا قاطعا.
شكوك في نفوذ روسي
قالت المصادر إنه بعد تقديم الوثيقة، بحثها روبيو في مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، وأقر الوزير الأميركي خلال تصريحات للصحفيين في جنيف هذا الأسبوع بتلقي "العديد من الوثائق غير الرسمية وأشياء من هذا القبيل"، من دون الخوض في تفاصيل.
ومنذ نشر أول تقرير عن خطة السلام، وذلك على موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي الأسبوع الماضي، تصاعدت الشكوك بين المسؤولين والمشرعين الأميركيين، إذ يرى العديد منهم أن الخطة ما هي إلا قائمة بالمواقف الروسية وليست اقتراحا جادا.
ومع ذلك، تمارس الولايات المتحدة ضغوطا على أوكرانيا، مهددة إياها بتقليص المساعدات العسكرية إذا لم توقع على الخطة.
وتم وضع الخطة، جزئيا على الأقل، خلال اجتماع بين جاريد كوشنر صهر ترامب والمبعوث الخاص ويتكوف مع كيريل دميترييف، رئيس أحد صناديق الثروة السيادية الروسية، في ميامي الشهر الماضي.
وقال مصدران مطلعان لـ"رويترز"، إن قليلين من داخل وزارة الخارجية و البيت الأبيض تم إطلاعهم على نتائج هذا اللقاء.
وذكرت وكالة أنباء "بلومبرغ"، الثلاثاء، أن ويتكوف قدم نصيحة إلى المساعد الكبير بالكرملين يوري أوشاكوف بشأن الطريقة التي يجب أن يتحدث بها بوتين إلى ترامب بشأنها، ووفقا لنص المكالمة الذي حصلت عليه الوكالة، لمح أوشاكوف وويتكوف إلى خطة محتملة "من 20 نقطة" في 14 أكتوبر.
وأضافت أن نطاق تلك الخطة اتسع على ما يبدو خلال محادثات لاحقة مع دميترييف.
مراجعة ما بعد الضجة
أثار الاقتراح الأميركي، الذي باغت المسؤولين في كل من واشنطن وأوروبا، موجة من المساعي الدبلوماسية عبر 3 قارات.
وأفادت شبكة "إيه بي سي" الإخبارية الأميركية، أن الخطة الأصلية تغيرت بشكل كبير منذ ذلك الحين، إذ تم إلغاء 9 نقاط من أصل 28 نقطة بعد محادثات بين كبار المسؤولين الأميركيين والأوكرانيين.
وقالت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، السبت، إن روبيو أخبرهم أن الخطة المكونة من 28 نقطة "ليست خطة أميركية بل قائمة رغبات روسية"، لكن البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية نفيا بشدة أن يكون روبيو قد وصفها على هذا النحو.
وفي مناقشات تلت ذلك، وافق وفد أميركي رفيع المستوى ضم روبيو على حذف أو تعديل بعض الأجزاء الأكثر تأييدا لروسيا من الخطة، خلال اجتماعات في جنيف مع مسؤولين أوروبيين وأوكرانيين.
وقال مسؤولون أوكرانيون، الثلاثاء، إنهم يؤيدون إطار اتفاق السلام المعدل الذي انبثق عن المحادثات الأخيرة، لكنهم شددوا على أن القضايا الأكثر حساسية، خاصة التنازل عن أراض، تحتاج إلى إصلاح في اجتماع محتمل بين زيلينسكي وترامب.
">وتضمنت الوثيقة غير الرسمية مقترحات طرحتها الحكومة الروسية في السابق على طاولة التفاوض، منها تنازلات رفضتها أوكرانيا، مثل التخلي عن مساحات واسعة من أراضيها شرق البلاد.
المصدر:
سكاي نيوز