آخر الأخبار

"همسات" من باطن الأرض.. علماء يكتشفون لغة البراكين السرية

شارك

تمكن فريق بحثي ألماني من كشف أحد أعظم ألغاز الطبيعة، حيث نجحوا في تتبع الإشارات الزلزالية الغامضة التي تصدرها الصهارة أثناء تحركها في الأعماق.

Gettyimages.ru

وقام الفريق بقيادة البروفيسورة ميريام كريستينا ريس من جامعة يوهانس غوتنبرغ في ماينز، برسم خريطة ثلاثية الأبعاد لتحرك الصهارة تحت بركان أولدوينيو لينغاي في تنزانيا، وذلك بعد مراقبة استمرت 18 شهرا.

وعندما تتحرك الصهارة والغازات من أعماق الأرض نحو السطح، فإنها تولد نوعين من الاهتزازات: زلازل قوية ناتجة عن تشقق الصخور، واهتزازات خفيفة مستمرة تشبه "الهمسات" التي كشفها الفريق البحثي لأول مرة بدقة غير مسبوقة.

وتشرح البروفيسورة ريس: "لقد تمكنا ليس فقط من رصد هذه الهمسات، بل حددنا موقعها الدقيق في ثلاثة أبعاد. والأمر الأكثر إثارة هو التنوع الكبير في الإشارات التي رصدناها، ما يشير إلى عمليات معقدة تجري في الأعماق".

وكانت المفاجأة الكبرى اكتشاف نظام مترابط من القنوات تحت البركان. حيث رصد الفريق نوعين من الاهتزازات: أحدهما ينبعث من عمق خمسة كيلومترات، والآخر من بالقرب من قاعدة البركان، مع وجود تزامن زمني بينهما يشير إلى اتصال مباشر.

وتوضح ريس: "هذا يشير إلى وجود نظام قنوات متصل تحت البركان. هذه الشبكة من القنوات هي التي تتحكم في حركة الصهارة والغازات نحو السطح".

ويتميز بركان أولدوينيو لينغاي بصفة فريدة تجعله أشبه بمختبر طبيعي لدراسة البراكين، فهو الوحيد من نوعه النشط على مستوى العالم الذي ينتج حمما كربوناتية. وتتميز هذه الحمم بأنها "أكثر برودة" مقارنة بنظيراتها في البراكين الأخرى، حيث تبلغ درجة حرارتها نحو 550 درجة مئوية فقط، أي أقل من نصف حرارة الحمم العادية التي تصل إلى 1200 درجة. كما أن قوامها أقل لزوجة وأقرب إلى سائل مائي، ما يمنحها القدرة على التدفق بسرعة وسهولة. ورغم اعتقاد العلماء سابقا أن هذه السيولة قد تمنع تولد الاهتزازات الزلزالية، إلا أن الأبحاث الحديثة كشفت العكس، ما يجعله نافذة غير متوقعة لفهم الآليات الخفية لحركة الصهارة في باطن الأرض.

وتقول ريس: "المفارقة أن هذا البركان الهادئ نسبيا قدم لنا أدلة ثمينة عن آلية عمل جميع البراكين". ويأمل العلماء أن تمهد هذه النتائج الطريق لتطوير أنظمة إنذار مبكر أكثر دقة للثورات البركانية. ففك شفرة هذه "الهمسات" البركانية قد يمكن العلماء من التمييز بين الإشارات التي تسبق الثوران مباشرة وتلك التي تمثل مجرد نشاط عادي.

المصدر: ساينس ديلي

شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار