5,000-Year-Old Rock Carving Is Among the Oldest Known Depictions of an Ancient Egyptian Ruler https://t.co/WQyijCIHvo https://t.co/WQyijCIHvo
— Gizmodo (@Gizmodo) July 9, 2025
عثر فريق من علماء الآثار على نقش صخري نادر بجنوب مصر يحمل دلائل مهمة عن حقبة حكم الأسرات المبكرة في التاريخ المصري القديم.
ويعود هذا النقش الاستثنائي الذي عثر عليه قرب مدينة أسوان إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد، أي قبل قرون من بناء الأهرامات العظيمة، ما يجعله من أقدم الشواهد الفنية على فترة تشكل الدولة المصرية الموحدة.
ويبرز النقش المحفوظ بشكل مدهش مشهدا فنيا دقيقا يصور شخصية مهيبة تجلس على متن مركب مزخرف، بينما يقوم خمسة أشخاص بسحب المركب بحبال، في حين يتولى شخص سادس توجيهه بمجداف.
وتتميز الشخصية الجالسة بملامح الملوك المصريين الأوائل، لاسيما اللحية المستعارة المدببة التي أصبحت لاحقا سمة مميزة للفراعنة.
وتشير التحليلات الأكاديمية التي نشرت مؤخرا في مجلة Antiquity المتخصصة إلى أن هذه الشخصية تنتمي على الأرجح إلى النخبة الحاكمة في عصر الأسرة الأولى، تلك الفترة المحورية التي شهدت بدايات التوحيد السياسي بين شمال مصر وجنوبها.
ورغم أن النقش يعود للعصر الذي سبق مباشرة حكم الفرعون نعرمر، موحد القطرين عام 3100 ق.م، إلا أن العلماء يستبعدون أن تمثل الشخصية نارمر نفسه، ما يضفي على الاكتشاف طابعا غامضا حول هوية هذه الشخصية المهمة.
وعثر على اللوحة الصخرية الفريدة ضمن تشكيلات حجرية استخدمت كمحاجر منذ العصور القديمة حتى يومنا هذا. وعلى الرغم من العثور على نقوش أخرى في الموقع تعود لعصور مختلفة، إلا أن هذا الاكتشاف يعد الأول الذي يرجع بشكل قاطع إلى عصر الأسرة الأولى. وقد وجد الفريق البحثي اللوحة مغطاة بطبقة من الأنقاض في تجويف صخري ضيق، في موقع كان يطل قديما على منظر بانورامي لنهر النيل.
ويقدم النقش رؤى ثاقبة حول الرموز الثقافية المبكرة، حيث يظهر المركب متجها شمالا عكس تيار النهر، ما قد يفسر وجود المجموعة التي تقوم بسحبه.
وأكد الدكتور دوريان فانهول، عالم المصريات من متحف "موسيه دو مالغريه-توت" في بلجيكا، على أهمية رمزية المركب في الفن المصري القديم، مشيرا إلى أنها تجسد مفاهيم متعددة الطبقات من الناحية الأيديولوجية والرمزية.
ومن خلال المقارنة مع الأعمال الفنية الأخرى، تمكن العلماء من تأريخ النقش إلى المرحلة الانتقالية بين عصر ما قبل الأسرات (لفترة التي سبقت ظهور الأسرات الحاكمة الموحدة في مصر) والعصر العتيق (عصر تأسيس الدولة المصرية الموحدة بعد صراعات طويلة بين مملكتي الشمال والجنوب)، تلك الحقبة الحافلة بالتغيرات الجذرية التي شهدت ميلاد ملامح الحضارة المصرية كما نعرفها، مع ظهور أولى المؤسسات السياسية وبدايات الكتابة.
ويكتسب هذا الاكتشاف أهميته من كونه شاهدا حيا على التحولات الاجتماعية العميقة التي رافقت قيام الدولة المصرية الموحدة. فالفنون الصخرية في تلك الحقبة تظهر تطورا واضحا من مشاهد الجماعات إلى التركيز على الشخصيات الفردية ذات الرموز الملكية، وهو ما يعكس تحولا جذريا في مفاهيم السلطة والشرعية السياسية.
ويؤكد الدكتور فانهول أن عملية تكوين الدولة المصرية القديمة والآليات التي أدت إليها ما تزال موضوعا يحتاج إلى مزيد من البحث والفهم، ويشير إلى أن النقوش الصخرية مثل هذه اللوحة لم تكن مجرد أعمال فنية، بل كانت أدوات اتصال فعالة استخدمتها النخب الحاكمة لنشر رؤيتها السياسية وترسيخ سلطتها في الأذهان والعقول.
المصدر: ديلي ميل