آخر الأخبار

تتويج المغرب بلقب "كأس العرب" يُظهر مؤهلات وكفاءات اللاعبين المحليين

شارك

ألقى تتويج المنتخب المغربي الرديف لكرة القدم بلقب بطولة كأس العرب الضوء على المؤهلات المتميزة للاعبين المحليين، خريجي البطولة الوطنية.

واعتبر خبراء في الشأن الرياضي أن وضع الثقة في اللاعب المحلي قادر لوحده على منحه الطاقة الكافية لتحقيق إنجازات قارية ودولية.

وقال المهدي أحجيب، إعلامي ومختص في الشأن الرياضي، إن فوز المنتخب الرديف بكأس العرب لم يكن مجرد لقب إضافي، بل هو حجة قوية على كفاءة اللاعب المحلي.

وأوضح أحجيب، ضمن تصريح لهسبريس، أن وضع الثقة في هذا اللاعب ضمن بيئة تنافسية منظمة وقادرة على تحمل الضغوط القارية والدولية يحقق نتائج باهرة، مشيرا إلى أن تطبيق الفكر التكتيكي للمدرب طارق السكتيوي بانضباط وفعالية ورزانة أثبت أن مشكلة “ضعف التنافسية” ليست في اللاعب نفسه، بل تكمن الأزمة أحياناً في سوء التقييم، وغياب الثقة، وقلة الفرص المتاحة لإبراز المواهب الحقيقية للبطولة الوطنية.

وشدد المتحدث على أن معيار “الثقة” كان هو الفارق الأساسي والأساس الذي بني عليه فوز المنتخب المغربي بهذه الكأس؛ وبناءً عليه يرى أن منح اللاعب المحلي فرصة أكبر في المنتخب الأول أصبح اليوم “مبدأ إجبار” وليس مجرد اختيار متاح.

ودعا المختص في الشأن الرياضي إلى اعتماد منطق الاستحقاق بعيداً عن المجاملة، لخلق عدالة رياضية بين نتاج البطولة الاحترافية والمحترفين بالخارج، إذ إن هذا التوجه سيرفع من القيمة السوقية والفنية للبطولة الوطنية، ويحفز الأكاديميات والأندية على الاستثمار في التكوين بدلاً من البحث عن الجاهز.

وفي الختام أكد أحجيب ضرورة اعتماد معايير واضحة للاختيار تشمل الأداء، الجاهزية، والاستمرارية، مع دمج اللاعب المحلي تدريجياً، باعتباره ليس حلاً بديلاً أو ثانوياً، بل خزانا إستراتيجيا أثبت نجاحه وعدم وجود فارق كبير بينه وبين المحترفين.

من جهته يرى عزيز داودة، خبير رياضي، أن “النجاح المسجل لا يقتصر على اللاعب المحلي فحسب، بل يمتد ليشمل مستوى وسمعة كرة القدم الوطنية”.

وأضاف داودة، ضمن تصريح لهسبريس، أن الممارسة الكروية في المغرب لا ترقى في الغالب إلى المستوى المأمول، نظراً لوجود مشاكل جسيمة ومعقدة في التسيير والتمويل والتدبير، مبينا أن غياب استقرار الأندية إدارياً وتقنياً ينعكس سلباً على اللاعب، الذي يصبح الضحية الأولى لهذا الوضع.

فبينما يختفي المسيرون والمدربون، وفق المتحدث، باعتبارهم الحلقة الأضعف التي تدفع ثمن سوء التدبير، “يظل اللاعب هو الواجهة التي تتحمل تبعات تراجع مستوى البطولة وسمعتها”.

وأورد الخبير ذاته أن هذا الواقع يؤثر نفسياً وسلوكياً على اللاعب المغربي، ما يكرس صورة نمطية عنه بكونه “مزاجياً”، خاصة مع غياب الحدود للمعلومات اليوم، حيث تنتشر أخبار النزاعات داخل الأندية والمواقف السلبية بسرعة، ما يضر بصورة اللاعب محلياً ودولياً.

ومع ذلك استشهد داودة بنماذج ناجحة للاعبين انطلقوا من البطولة الوطنية نحو العالمية، مثل الأسطورة الطاهر لخلج وشيبو ونايف أكرد، مؤكدا على أن القاسم المشترك بين هؤلاء هو خروجهم من أندية تتمتع بنظام احترافي عالٍ، وخص بالذكر نموذج فريق الفتح الرباطي.

وخلص داودة إلى أن نجاح المدربين الوطنيين الكبار، أمثال وليد الركراكي وعموتة والسلامي، إلى جانب اللاعبين المحليين، مرتبط أيضاً بمرورهم وتكوينهم داخل منظومة وطنية استثنائية، ما يثبت أن الاستقرار التنظيمي والعمل المؤسساتي هو المفتاح الحقيقي لتطوير مواهب اللاعبين والمدربين على حد سواء.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا