هبة بريس – عبد اللطيف بركة
تعيش مدينة أكادير على إيقاع استثنائي مع نهاية السنة، حيث تلتقي أجواء الاحتفال برأس السنة الميلادية ليلة اليوم 31 دجنبر الجاري، بزخم كروي قاري تفرضه منافسات كأس أمم إفريقيا، ما حول العاصمة السياحية لسوس إلى نقطة جذب جماهيري وسياحي مكثف. هذا الوضع الاستثنائي استدعى تعبئة أمنية واسعة، وضعت سلامة السكان والزوار في صدارة الأولويات.
وأمام هذا التحدي المركب، أطلقت ولاية أمن أكادير مخططاً أمنياً محكماً يقوم على المقاربة الاستباقية والانتشار الميداني المكثف. فقد شهدت مختلف الفضاءات الحيوية للمدينة، من ساحات عمومية ومحاور طرقية رئيسية، إلى الشريط الساحلي والمناطق السياحية، حضوراً لافتاً لمصالح الأمن بمختلف تشكيلاتها، سواء عبر الدوريات الراجلة أو المتحركة.
وشمل هذا الانتشار تعزيز المراقبة بمحيط الفنادق والمطاعم والفضاءات الترفيهية، في خطوة تروم ضمان أجواء احتفالية آمنة، وتوفير شروط الراحة والطمأنينة للزوار المغاربة والأجانب، خاصة في ظل الإقبال الكبير الذي تعرفه المدينة خلال هذه الفترة.
اللافت في الخطة الأمنية المعتمدة هذه السنة هو الرهان الواضح على الوسائل التكنولوجية الحديثة، فقد جرى توظيف منظومة المراقبة بالكاميرات الحضرية، إلى جانب استخدام الطائرات المسيّرة، ما مكّن غرف القيادة من تتبع الوضع الأمني بشكل لحظي، وضمان سرعة التدخل عند الضرورة، إضافة إلى تسهيل تدبير حركة المرور خلال فترات الذروة.
ولم تقتصر الإجراءات على وسط المدينة، بل امتدت إلى مداخل أكادير ومخارجها، حيث تم إحداث نقط مراقبة وسدود أمنية لتفتيش المركبات والتحقق من الهويات، في إطار مقاربة وقائية تهدف إلى تحصين المدينة ومنع أي سلوك قد يهدد النظام العام.
هذا الاستنفار البشري واللوجيستي يعكس، في العمق، جاهزية المنظومة الأمنية الوطنية وقدرتها على مواكبة التظاهرات الكبرى، سواء كانت رياضية أو سياحية. كما يبعث برسالة طمأنة قوية مفادها أن أكادير، وهي تحتفل وتستضيف، تضع الأمن كشرط أساسي لنجاح الحدث، مؤكدة مرة أخرى قدرة المغرب على التوفيق بين الاحتفال والتنظيم المحكم في آن واحد.
المصدر:
هبة بريس
مصدر الصورة
مصدر الصورة