عادت مجموعة من التلاميذ الإسبان من مخيمات تندوف بعد زيارة دامت تسعة أيام، وظفتها جبهة “البوليساريو” الانفصالية للترويج لأطروحاتها تحت غطاء مشروع “صحفيو المدارس 2030” الذي يزعم منظموه أنه يسعى لترسيخ “ثقافة السلام”، وذلك في 25 دجنبر 2025.
وضمت البعثة سبعة أطفال من السنة السادسة ابتدائي وأربع معلمات من مراكز تعليمية أندلسية برفقة فريق من جمعية ما يسمى بـ “الصداقة مع الشعب الصحراوي بإشبيلية”، حيث أقاموا في المخيمات وبتمويل من الوكالة الأندلسية للتعاون الدولي، بهدف إعداد دعامات سمعية بصرية تروج لمواقف الجبهة الانفصالية وتسوقها كـ”قضية عادلة لتقرير مصير شعب يريد الاستقلال والتحرر من الاستعمار”.
وشمل البرنامج المسطر زيارات لمؤسسات تابعة للتنظيم، حيث جرى استغلال براءة الأطفال في تسجيل “بودكاست من الملجأ” وإجراء مقابلات تخدم الخطاب الانفصالي وتركز على “معاناة اللجوء” لتضليل الرأي العام الإسباني حول الواقع الحقيقي داخل المخيمات.
واستقبل زعيم الانفصاليين إبراهيم غالي الأطفال الإسبان في لقاء سلمهم خلاله دبلومات تقديرية، في خطوة تروم حشد الدعم العاطفي والسياسي، وتوظيف صور التلاميذ في “حملة تضامن” تهدف للضغط على الحكومة الإسبانية وتغيير موقفها من قضية الصحراء المغربية، لاسيما بعد اقتناع مدريد بجدية مقترح الحكم الذاتي.
وكشفت الزيارة عن محاولات الجبهة استغلال المشاريع التعليمية والأنشطة “التعاونية” كمنصات لتمرير مغالطات سياسية، حيث جرى تحويل رحلة مدرسية إلى عملية ترويج واسعة للأطروحة الانفصالية والتحريض ضد المصالح المغربية باستخدام تلاميذ قاصرين كدروع دعائية في المحافل الدولية.
وفي هذا السياق قال عبد الوهاب الكاين، الخبير الحقوقي ورئيس منظمة “أفريكا ووتش”، في تصريح أدلى به لجريدة “العمق”، إن العملية تروم استغلال صور وقصص الأطفال وتقديم “إشارات بارزة لمعاناتهم وسوء التغذية”، دون التطرق للواقع المرتبط بـ”التهريب الممنهج للمساعدات الإنسانية” وبيعها في أسواق الدول المجاورة.
وأبرز المتحدث الحقوقي أن هذه المساعدات التي يتم التلاعب بها لا تصل إلى المخيمات إلا بعد “ثمانية وأربعين يوما” من وصولها إلى ميناء وهران، مما يؤكد وجود “فساد عارم” وتواطؤ من السلطات الجزائرية في هذا المسار الذي يحرم الساكنة المحتاجة من الدعم الدولي لغايات سياسية.
وكشف المسؤول ذاته عن “تلاعب جمعيات الدعم الإسبانية” بالكثير من التبرعات لضمان استمرارية بنياتها الإدارية والمالية وتحقيق “التربح” لقادتها، مشيرا إلى أن الغرض الحقيقي هو “الضغط الداخلي” في إسبانيا على الحكومة المركزية بعد اقتناعها بجدية ومصداقية مقترح الحكم الذاتي للمملكة المغربية.
وأكد الناشط الحقوقي أن برنامج الرحلة شمل زيارات لـ”إدارات سياسية وعسكرية” تابعة للتنظيم الانفصالي، مما يثبت أن الأطفال “مستخدمون بشكل مغرض” لخدمة الخطاب الانفصالي و”الإضرار بالمصالح المغربية”، مع إغفال تام لعمليات “التنكيل والتضييق والمنع والتعذيب والترهيب” التي يتعرض لها المحتجزون.
وشدد المصدر في ختام تصريحه على أن توظيف براءة تلاميذ إسبان لتلميع صورة تنظيم غارق في “الفساد المستشري” يمثل انتهاكا للقيم التربوية، ومحاولة يائسة للتغطية على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تقع تحت المسؤولية القانونية والأخلاقية لكل من الجزائر وجبهة البوليساريو.
المصدر:
العمق