جرى، اليوم الأحد، العثور على جثة التلميذ الرابع الذي كان في عداد المفقودين جراء فيضانات وادي فزو بجماعة مصيسي بإقليم تنغير، وذلك بعد عمليات بحث مضنية شاركت فيها مختلف فرق الإنقاذ والسلطات المختصة.
وأوضحت مصادر محلية لجريدة “العمق المغربي” أن العثور على الجثة تم بعد ساعات طويلة من التمشيط الميداني والجوي، وسط ظروف طبيعية صعبة، لتنتهي بذلك فصول هذه المأساة التي هزّت المنطقة وخلفت حالة من الحزن العميق في صفوف الساكنة وعائلات الضحايا.
وجرى، الاثنين الماضي، العثور على جثة الضحية الثالثة من ضحايا فيضانات وادي فزو بجماعة مسيصي التابعة إداريا لإقليم تنغير، فيما تواصل عمليات البحث للعثور على شخص رابع ما يزال في عداد المفقودين، وسط استنفار لمختلف فرق الإنقاذ والسلطات المختصة.
وكانت فرق البحث قد واصلت مجهوداتها المكثفة للبحث عن التلميذين المفقودين جراء سيول وادي فزو، على مستوى جماعة مصيسي، حيث جرى الاستعانة بمروحية تابعة للقيادة العامة للدرك الملكي إلى جانب خمس طائرات “درون” متطورة، قصد تكثيف عمليات المسح الجوي للمناطق الوعرة والصعبة الولوج.
وبحسب المعطيات المتوفرة، فإن عناصر الدرك تجندت بشكل كامل، حيث تواصل منذ ساعات طويلة عمليات التمشيط الميداني والجوي، أملا في العثور على المفقودين، وسط ظروف طبيعية معقدة، في وقت عيش عائلات التلميذين على وقع القلق والترقب، في انتظار أي مستجد ينهي محنتهم.
وواصلت السلطات المحلية بقيادة ألنيف، إلى جانب عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية، مدعومة بمتطوعين من ساكنة المنطقة، جهودها المكثفة للبحث عن المفقودين بوادي لحفيرة بإقليم تنغير.
وكانت مصادر محلية لجريدة “العمق المغربي”، قد كشفت في وقت سابق، أنه جرى، في إطار هذه العمليات، تسخير ست آليات للحفر، وطائرة بدون طيار “درون”، إضافة إلى الاستعانة بالكلاب المدربة، من أجل تمشيط ضفاف الوادي ومحيطه، في ظل صعوبات ميدانية ناتجة عن طبيعة المنطقة وقوة التيار.
ووفقا للمصادر ذاته، فإن عددا من الفعاليات المدنية بالمنطقة وجهت دعوة مستعجلة للساكنة، وذلك للمساهمة في عمليات البحث والتمشيط، كل حسب إمكانياته، مع الالتزام بتعليمات السلامة وتفادي الإقتراب من المناطق الخطرة.
وتعود فصول هذه المأساة إلى ليلة السبت 13 دجنبر الجاري، حين جرفت السيول القوية سيارة كانت تحاول عبور وادي فزو، بين منطقتي فزو والحفيرة بإقليم تنغير، في وقت كان الوادي يشهد ارتفاعا كبيرا في منسوب المياه ومحملا بالأوحال.
وكانت مصادر محلية لجريدة “العمق المغربي”، قد أفادت في وقت سابق، أن السيارة كانت تقل أربعة أشخاص ينحدرون من منطقة سيدي علي بإقليم الرشيدية، قبل أن تنقلب بفعل قوة التيار، ما أدى إلى مصرع شخصين، فيما ظل شخصان في عداد المفقودين.
وأسفرت عمليات البحث والتمشيط، التي باشرتها السلطات المختصة منذ وقوع الحادث، عن العثور على الجثة الأولى، ثم الجثة الثانية لاحقا، في حين لا تزال الجهود متواصلة للعثور على المفقوديْن الأخيرين، تحت إشراف عامل إقليم تنغير مولاي إسماعيل هيكل، الذي يواكب تطورات الحادث ميدانيا.
وخلفت هذه الفاجعة حالة من الحزن والأسى في صفوف ساكنة المنطقة، خصوصا عائلات الضحايا، التي عبّرت عن صدمتها الكبيرة جراء هذا الحادث الأليم.
المصدر:
العمق