آخر الأخبار

التساقطات المطرية تخفف أعباء التكاليف على "الكسابة الصغار" بالمغرب

شارك

أفاد مهنيون في قطاع تربية المواشي بأن التساقطات المطرية الأخيرة ساهمت في “تخفيف أعباء التكاليف على ‘الكسابة’ الصغار”.

وقال حسن أبوسير، مهندس فلاحي متخصص في مجال تربية المواشي: “بالنسبة لتربية القطيع، خصوصاً الأغنام، وفي المنطقة الشاوية تحديداً، يمكن القول إن الوضع يعرف تطوراً إيجابياً بفضل الأمطار الحالية”.

وأضاف أبوسير لهسبريس أن “التساقطات المطرية التي عرفتها المنطقة رغم أنها مازالت محدودة تبقى مبشّرة إذا ما استمرت خلال الأسابيع المقبلة، فمع وجود الكلأ، ولو في حدوده الدنيا، سيكون له أثر مباشر على ‘الكسابة’، خاصة مع تحسن المراعي الطبيعية”.

وتابع المتحدث ذاته: “انتعاش الغطاء النباتي يخفف بشكل كبير من كلفة التغذية، لأن نسبة مهمة من حاجيات القطيع تصبح متوفرة عبر الرعي الطبيعي، وهذا العامل يُعد بمثابة دعم طبيعي مجاني يقدمه الموسم الفلاحي، ويساهم في تخفيف الضغط على الأعلاف المركبة؛ فكلما ارتفعت نسبة الاعتماد على الرعي انخفض الطلب على الأعلاف الصناعية”.

وهذا الانخفاض في الطلب على الأعلاف، وفق المهندس الفلاحي نفسه، “ينعكس بدوره على أسعار الأعلاف في السوق، حيث يبدأ ثمنها التراجع التدريجي”، وزاد: “بصفة عامة يمكن تسجيل تأثير إيجابي يمتد من الفترة الحالية إلى غاية عيد الأضحى، شريطة استمرار التساقطات بانتظام حتى مارس؛ فالأمطار المنتظمة تضمن نمواً جيداً للغطاء النباتي”.

من جهة أخرى أردف أبوسير بأنه يجب الانتباه إلى إشكالية تموين الأعلاف، خاصة في ظل الدعم العمومي، وتابع شارحا: “عندما يتلقى ‘الكسابة’ الدعم في الفترة نفسها يتجه الجميع إلى شراء الأعلاف في وقت واحد، ما يرفع الطلب بشكل مفاجئ، وهو ما يؤدي أحياناً إلى ارتفاع الأسعار عوض انخفاضها، ما يضر بـ’الكساب’ الصغير”.

عبد العالي الزنيتي، فلاح ومربي ماشية نواحي فاس، قال إن “للتساقطات المطرية الأخيرة أثر إيجابي واضح، إذ يُرتقب أن تُخفف بشكل ملموس من الأعباء التي يعاني منها مربو الماشية، خاصة ‘الكسابة’ الصغار”.

وأضاف الزنيتي لهسبريس: “مع تحسن الظروف المناخية وارتفاع درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة سيبدأ القطيع تدريجياً الخروج إلى المراعي، بدل الاعتماد الكلي على التغذية داخل الإسطبلات”.

وفي المرحلة الحالية، وفق المتحدث، مازال القطيع يعتمد على الأعلاف، نظراً لعدم اكتمال نمو الغطاء النباتي بعد، مبينا أن ظهوره بشكل فعلي سيمكن الأغنام من الرعي الطبيعي، وهو ما سيُظهر أثر هذه التساقطات بشكل مباشر على صحة القطيع وتوازن تغذيته، مع تراجع الحاجة إلى الأعلاف المركبة.

ومن المنتظر، حسب الفلاح نفسه، أن تُسهم هذه الوضعية في خفض أسعار الأعلاف أو على الأقل تقليص استهلاكها، إذ إن خروج القطيع إلى المراعي سيخفف الضغط على الطلب، موضحا أن “هذا الوضع سيمكن الفلاح من التقاط أنفاسه بعد فترة صعبة اتسمت بارتفاع تكاليف التربية، خاصة مع اقتراب عيد الأضحى”.

وختم الزنيتي قائلا: “الأعلاف التي سبق اقتناؤها ستبقى مخزنة للاستعمال لاحقاً، ما يعزز استقرار الوضع إلى غاية العيد. ويظل الدعم الموجه للأعلاف متنفساً أساسياً ساهم في الحفاظ على صحة القطيع وضمان استمرارية الإنتاج”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا