في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أبرز عبد الصمد بلكبير، المحلل السياسي والبرلماني السابق، أن المغرب يمتلك الإجابة الاستراتيجية الحقيقية عن مخاطر الإرهاب في منطقة الساحل، مشيرا إلى أن المملكة قدمت الحل منذ 25 سنة تحت قيادة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، وذلك عبر التحول من “الإسلام السياسي” إلى “إسلام اجتماعي أو صوفي”، وهو النموذج الوحيد القادر على مواجهة إرهاب له أصول فكرية، في حين أثبت السلاح فشله الذريع في أفغانستان ومع الفرنسيين في الساحل، لأن “الفكر لا يواجه إلا بالفكر”.
وأوضح المتحدث خلال حلوله ضيفا على برنامج “نبض العمق” الذي يبث على منصات جريدة “العمق”، أن للمغرب أدوارا محتملة وكبيرة تتجاوز إفريقيا لتشمل القضية الفلسطينية، مستحضرا الدور “الرئيسي” الذي لعبته الرباط سابقا في اتفاقية “غزة أريحا”، ومعتبرا أن حل القضية الفلسطينية يعني حل “عقدة عالمية”، وأن استمرار تجزئة الأمة العربية هو الخطر الحقيقي، بينما يكمن الحل الجوهري في الوحدة وليس في التفتيت.
واعتبر الجامعي أن أحداث 7 أكتوبر تشكل “حدثا كبيرا” من الناحية العسكرية والسياسية والثقافية، متوقعا أن تنهي هذه الأحداث ما وصفه بـ “التلمودية” التي اعتبرها انحرافا أكبر من الصهيونية يهدف إلى “الإبادة”، ومسجلا أن الحل الأمني في غزة سيكون غالبا على يد المصريين المقبولين من طرف حركة حماس، نظرا لصمود مصر ورفضها للتهجير الذي كان سيقضي على القضية.
ووشدد المصرح على أن حل الدولتين واتفاقيات أوسلو فشلت بسبب تعنت الطرف الآخر واغتيال القادة الذين قبلوا بالسلام مثل إسحاق رابين، مؤكدا أن الأفق المستقبلي لا يجب أن يقتصر على استقلال فلسطين كدولة مجزأة، بل في إطار “ولايات متحدة عربية” على غرار النموذج الأمريكي، حيث تجد جميع الطوائف والأعراق بمن فيهم اليهود والمسيحيون مكانهم الطبيعي في ظل دولة ذات سيادة موحدة، بدل الكيانات الصغيرة التي لا تملك مقومات البقاء.
نبه بلكبير إلى أن ما يقع في العالم من حروب وصراعات، بما فيها حرب غزة، هو انعكاس لأزمة النظام العالمي وتناقضاته، مشيرا إلى أن القوى العظمى تتجه نحو التكتلات الكبرى، وأن المنطقة العربية هي “آخر أمة في التاريخ ممنوعة من وحدتها”، داعيا إلى تجاوز منطق التجزئة الذي كرسه الاستعمار واستغلته الصهيونية لخدمة مصالح خارجية لا علاقة لها بمصالح شعوب المنطقة.
المصدر:
العمق