آخر الأخبار

بلكوش: الرياضة رافعة لحقوق الإنسان

شارك

قال محمد الحبيب بلكوش، المندوب الوزاري المكلف بحقوق الإنسان، إن الورشة التوعوية حول التغطية الإعلامية للفعاليات الرياضية الكبرى وتعزيز حقوق الإنسان تشكّل محطة جديدة لترسيخ حضور حقوق الإنسان داخل الفضاء الرياضي، وعلى مستوى الممارسة الإعلامية المرتبطة به.

وأوضح بلكوش، خلال افتتاح أشغال الورشة، أن أهميتها تنبع من تزامنها مع ظرفية رياضية مفصلية، يستعد فيها المغرب لاحتضان تظاهرات رياضية كبرى، في مقدمتها كأس أمم إفريقيا 2025، وكأس العالم لكرة القدم 2030 بشراكة مع إسبانيا والبرتغال، إلى جانب أحداث رياضية أخرى ذات بعد قاري ودولي.

وأشار المندوب الوزاري إلى أن المجال الرياضي بات من أكثر الفضاءات متابعة وتأثيرا على الصعيد العالمي، معتبرا أن كيفية تنظيم هذه التظاهرات وتغطيتها إعلاميا تعكس بشكل مباشر مرجعيات المملكة وقيمها الإنسانية والحضارية، وخياراتها الاجتماعية والحقوقية والتنموية.

وأكد بلكوش أن هذه الأحداث لا تقتصر على كونها منافسات رياضية أو لحظات للفرجة؛ إذ تُعد منابر عالمية لتبادل القيم الإنسانية وفضاءات للإدماج، ونشر ثقافة حقوق الإنسان، وتعزيز الحكامة، ما يسهم في ترسيخ العيش المشترك وتكافؤ الفرص والتماسك الاجتماعي، منبها في المقابل إلى أن غياب اليقظة والضوابط قد يحوّل هذه المحطات إلى فضاءات لانتشار خطابات الكراهية والعنف اللفظي أو الرمزي، ومختلف أشكال التمييز والعنصرية.

وشدّد المتحدث على أن الرياضة تُعد من الحقوق الأساسية، وأحد المداخل الرئيسية للتمتع بحقوق أخرى، من قبيل الحق في الصحة والترفيه والتربية، مبرزا أنها تشكّل رافدا أساسيا لتعزيز منظومة حقوق الإنسان، كما أكدت ذلك المرجعيات الدولية، من بينها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهدان الدوليان، واتفاقيات مناهضة التمييز، وحقوق الطفل، والمرأة، والأشخاص في وضعية إعاقة.

واستحضر بلكوش قرار مجلس حقوق الإنسان الصادر في 12 أكتوبر 2023، الذي دعا إلى إرساء “فضاء رياضي خالٍ من العنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب وما يرتبط بها من تعصّب”، مؤكدا أن المسؤولية جماعية لتحويل هذه الالتزامات إلى واقع ملموس، وجعل الفضاءات الرياضية آمنة، تربوية وتواصلية، تعكس طموح المغرب في النهوض بمشروعه الحقوقي والديمقراطي والتنموي، تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس.

مصدر الصورة

كما أبرز الأدوار الطلائعية المنوطة بالصحافيين الرياضيين ووسائل الإعلام في مواكبة هذا التوجه الوطني الاستراتيجي، والمساهمة في المجهودات النوعية التي يبذلها الفاعلون في المجال الرياضي، وعلى رأسهم الهيئات الرياضية الوطنية.

وأكد أن الإعلام الرياضي لم يعد مجرد ناقل للخبر، بل أضحى فاعلا مؤثرا في تشكيل الرأي العام، وفي الوقاية من خطابات الكراهية، وتعزيز الصورة الإيجابية للرياضة والقيم الإنسانية النبيلة التي تحملها.

وسجّل بلكوش أن اتساع رقعة التغطية الإعلامية لتشمل الفضاءات الرقمية أفرز تحديات جديدة، ترتبط بسرعة انتشار خطابات العنف والتمييز والعنصرية والصور النمطية، وما تخلفه من آثار سلبية خطيرة، خاصة في حق النساء والأطفال واليافعين والشباب، وهو ما يستدعي، بحسبه، تعبئة جماعية لضمان اضطلاع الإعلام برسالته النبيلة بما يخدم القيم المؤطرة للرياضة والإعلام معا.

وأشار إلى أن المغرب وهو يستعد لاحتضان أبرز التظاهرات الكروية قاريا ودوليا، يعي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، ويلتزم بجعل هذه الاستحقاقات نموذجا إفريقيا ومتوسطيا ودوليا في الوقاية من خطاب الكراهية والعنف والتمييز، وتعزيز التنوع داخل وسائل الإعلام، ودعم الإدماج الفعلي للنساء في الرياضة، وحماية الأطفال واليافعين والشباب والأشخاص في وضعية إعاقة، إلى جانب احترام كرامة العمال والمشجعين والصحافيين والرياضيين.

وختم بلكوش كلمته بدعوة مختلف الفاعلين، من مؤسسات وطنية، وجمعيات رياضية، ووسائل إعلام، ومجتمع مدني، وجمعيات المشجعين، وشركاء دوليين، إلى مواصلة التعبئة الجماعية لجعل هذه المحطات الرياضية رافعة حقيقية لحقوق الإنسان والتنمية، وتحويل التظاهرات المقبلة إلى ممارسة فضلى تقترن فيها المتعة الرياضية باحترام حقوق الإنسان، والفرجة بنشر القيم الإنسانية النبيلة،

كما أكد تطلعه إلى أن يكون الصحافيون والصحافيات شركاء استراتيجيين في تحقيق هذا الهدف من خلال تغطية إعلامية مسؤولة تعزّز المساواة، والإنصاف، والاحترام المتبادل، والتسامح، والتعددية والحوار.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك

الأكثر تداولا دونالد ترامب أمريكا سوريا

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا