آخر الأخبار

زيدان: الاستثمار درع اجتماعي لضمان الاستقرار بالمغرب ومحرك لفرص الشغل في الجبال والواحات

شارك

أكد الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، كريم زيدان، أن الاستثمار يشكل اليوم رافعة أساسية لحماية الاستقرار الاجتماعي بالمغرب، موضحاً أن “المستثمر هو الذي يحمي البلاد اجتماعياً لأنه يوفر فرص العمل للمواطنين ويضمن كرامة الأسر”.

وأوضح زيدان، خلال لقاء “مسار الإنجازات” لحزب التجمع الوطني للأحرار بجهة الرباط، صباح السبت، أن جاذبية الاستثمار بالمملكة تشهد تطوراً غير مسبوق بفضل البنيات التحتية الضخمة، والإصلاحات المتواصلة، والأمن والاستقرار اللذين تنعم بهما البلاد تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس.

وأضاف أن اللجنة الوطنية للاستثمار صادقت خلال تسع دورات متتالية على 250 مشروعاً استثمارياً بقيمة 414 مليار درهم، من المنتظر أن توفر 179 ألف منصب شغل، إلى جانب مئات المشاريع الجهوية التي لا تقل قيمتها عن 250 مليون درهم، والتي تُعدّ جزءاً من تنزيل الجهوية المتقدمة.

وأكد أن الحكومة تعمل على دعم المقاولات الصغيرة جداً والصغيرة والمتوسطة، موضحاً أن اختيار مدينة الرشيدية لإطلاق البرنامج الجديد “جاء اعترافاً بأهمية دمج المناطق الجبلية والبعيدة في دينامية التنمية، وضمان حقها في الاستثمار وفي فرص الشغل”.

وشدد زيدان على أن الهدف هو أن يجد شباب الرشيدية وسوق الأربعاء وسيدي يحيى وسيدي سليمان وسيدي قاسم فرص عمل لائقة داخل مناطقهم، دون الحاجة إلى الهجرة نحو الدار البيضاء أو الرباط أو طنجة،.

وقال زيدان إنه “لا يمكن أن نقبل بأن يضطر شباب المناطق البعيدة إلى التفرق بين مدن كبرى مثل طنجة والرباط والدار البيضاء بحثاً عن العمل”، مؤكداً أن الهدف هو أن يجد شاب الرشيدية وسوق الأربعاء وفرصته في منطقته، “في المستوى الذي درس من أجله وتعب من أجله”.

وبخصوص جاذبية الاستثمار في المغرب، قال زيدان إن المملكة توجد اليوم في “وضعية جد مشرفة”، مؤكداً توافد شركات عالمية ووطنية لتحقيق استثمارات تعكس الدينامية التي يعرفها المغرب.

وأشار إلى إطلاق برنامج دعم المقاولات الصغيرة جداً والصغيرة والمتوسطة من مدينة الرشيدية، باعتباره اعترافاً بأهمية إدماج مختلف مناطق المغرب، بما فيها الواحات والمناطق الجبلية والنائية، في مسار التنمية والاستثمار. وأضاف أن اختيار الرشيدية “هو التزام تجاه المغرب بأكمله، حتى يكون لكل مواطن في كل منطقة فرصة للاستثمار والشغل، وخاصة الشباب”.

وبخصوص تقييم وضعية الاستثمار، دعا الوزير إلى الاستماع للمستثمرين الوطنيين والأجانب باعتبارهم الأقدر على تقييم التطور. وقال إن الإنسان بطبيعته ينسى بسرعة ولا يدرك حجم التغيرات اليومية، بينما يظهر التطور بشكل واضح لمن يغيب عن البلاد مدة ثم يعود إليها، كمغاربة العالم الذين “يبين لهم أن المغرب يتطور بسرعة كبيرة”.

وأبرز أن المستثمر الأجنبي حين يقرر الاستثمار لا يعتمد على العاطفة، بل على معطيات تقنية دقيقة، يقيس من خلالها مستوى الاستقرار والأمن وجودة البنيات التحتية. وأوضح أن المغرب رصد 42 مليار درهم هذا العام في البنيات التحتية، والمبلغ نفسه مرتقب خلال العام المقبل، وهي أرقام كبيرة تعزز جاذبية الاستثمار.

وأكد زيدان أن المستثمرين يدرسون أيضاً مستوى تكوين الشباب، مشيراً إلى أنهم يريدون “طاقات شابة مؤهلة بأفضل مستويات التكوين”، وروى أن زيارته للصين الشعبية مكنته من الوقوف على تجربة إحدى شركات البطاريات الكبرى في القنيطرة، حيث اكتشف أن شباباً من المنطقة تلقوا تكويناً أولياً في المغرب ثم استكملوه في الصين، ما جعله يشعر بفخر كبير لمستوى اندماجهم وتميزهم.

وفي ما يتعلق بمشروع مصنع النسيج المرتقب في الصخيرات، ومصنع “الجيغا فاكتوري” بالقنيطرة، أوضح زيدان أن رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، كان أول من بدأ المفاوضات مع الشركة الصينية قبل عامين، وأن التزامه بالدفاع عن استثماراتها جاء رغبة منه في خلق “فرص شغل نوعية تحترم قدرات الشباب وتكوينهم وتطلعاتهم”.

وأضاف أن المستثمر الدولي يدرس أيضاً جودة الخدمات الصحية، لأنه يريد حين يمرض موظفوه أن يجد أمامه مؤسسات صحية في مستوى جيد، معتبراً أن القطاع الصحي في المغرب يعرف تغيراً ملحوظاً يدخل ضمن عناصر الجاذبية غير المعلنة.

وشدد زيدان على أن الثقة في المغرب تمثل رأس المال الحقيقي، بفضل الاستقرار الذي توفره القيادة الملكية والإصلاحات العميقة التي تنفذ “حتى في عز الأزمات”.

وقال إن الاستثمار ربما لم يصل بعد إلى كل مناطق المغرب، “لكن البنيات التحتية الكبيرة التي نجذب بها الشركات الكبرى ستخلق فرصاً واسعة للمقاولات الصغيرة جداً والصغيرة والمتوسطة في سيدي يحيى وسوق الأربعاء وسيدي سليمان وسيدي قاسم وغيرها من المناطق”.

العمق المصدر: العمق
شارك

الأكثر تداولا دونالد ترامب أمريكا سوريا

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا