آخر الأخبار

التوفيق ينتقد "حج المظاهر" ويكشف تقديم مختلين عقليا ومرضى لـ"شهادات طبية مضللة"

شارك

كشف وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، أمس الخميس، خلال مناقشة الميزانية الفرعية لوزارته بمجلس المستشارين، عن معطيات دقيقة تتعلق بتنظيم موسم الحج والإكراهات المرتبطة بالإقبال الكبير للمغاربة على أداء هذه الشعيرة.

وأوضح الوزير أن نظام الحصص المعتمد من طرف السلطات السعودية يحدد ألف حاج لكل مليون نسمة، وهو ما يمنح المغرب 34 ألف مقعد بعد أن كان الرقم محددا في 32 ألفا، مع إمكانية إضافة ثلاثة آلاف حاج إضافي ليرتفع السقف إلى 37 ألف حاج. غير أن حجم الطلب، يضيف التوفيق، يفوق بكثير هذا السقف، إذ تتوصل الوزارة سنويا بأزيد من 320 ألف طلب.

وأكد المتحدث، أن هذا الإقبال الكبير يثير تساؤلات حول الدافع الحقيقي إلى الحج، قائلا: “هل الحج مسألة دينية خالصة بين العبد وربه، أم أصبح لدى البعض مسألة نفسية لإرضاء شعور معين بأنهم أدّوا الحج فقط؟” وذكّر بأن النية هي أساس العمل في الدين، مستشهداً بالحديث النبوي الشريف: “إنما الأعمال بالنيات”، لافتاً إلى أن من لم يتهيأ له الحج مادياً فله أجر النية عند الله.

وفي سياق آخر، تطرّق التوفيق إلى اللقاء الذي جمعه بوزير الحج السعودي، حيث أشار هذا الأخير إلى الإجراءات الصحية الصارمة المتخذة لحماية الحجاج، ومن ضمنها منع الأشخاص المصابين بأمراض معينة من أداء المناسك. وأوضح التوفيق أنه رد عليه قائلا: “المغاربة يقولون: نريد أن نموت في الحج”، في إشارة إلى إصرار المغاربة الكبير على أداء الفريضة رغم المخاطر الصحية.

وأضاف الوزير أن الوزارة تحرص على سلامة الحجاج، غير أن واقع الممارسة يكشف وجود تحديات حقيقية، من بينها تقديم بعض المرشحين شهادات طبية لا تعكس حالتهم الصحية الفعلية، كما أن بعض الحجاج يصلون إلى الديار المقدسة ليطلبوا رعاية طبية فورية رغم تصريحاتهم السابقة بعدم معاناتهم من أي مرض.

وكشف التوفيق عن حالات يواجه فيها المشرفون على البعثة صعوبات كبيرة، موضحا أن من بين الحجاج أشخاصا مختلين عقليا يفتعلون مشاكل ويسقطون من الأسطح، أو آخرين طاعنين في السن يتجاوز عمر بعضهم 80 سنة، ما يستدعي مجهودات إضافية. وروى الوزير حادثة غريبة حين حاول مرشد مساعدة حاج مسن، فتعرض لعضة قوية نقل على إثرها إلى المستشفى.

وشدّد وزير الأوقاف على أن جميع المتدخلين يبدلون جهودا كبيرة لضمان مواكبة ميدانية مستمرة للحجاج المغاربة خلال الموسم، لكن يبقى ضرورياً –حسب قوله– إعادة الأمور إلى نصابها الحقيقي. ودعا إلى إعادة فهم الشعائر الدينية في سياقها الصحيح، قائلا: “يجب أن نعيد رمضان إلى حقيقته: رمضان هو للجوع، نأكل قليلا ونصلي كثيرا. وكذلك الحج، فعندما تخرج الأمور عن سياقها تصبح بدعة كبيرة.”

العمق المصدر: العمق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا