آخر الأخبار

وزارة التربية تتيح مشاركة الأساتذة المتقاعدين في دعم مؤسسات الريادة

شارك

تفاعلا مع الإعلان الصادر عن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة الداعي إلى فتح الباب في وجه الأساتذة المتقاعدين للمشاركة في برنامج الدعم الموسع بمؤسسات وإعداديات الريادة، عبّر متتبعون للشأن التربوي عن تثمينهم لهذه الخطوة التي اعتبروها مبادرة نوعية تروم استثمار الخبرة البيداغوجية لفئة راكمت سنوات طويلة من العمل داخل الفصول الدراسية.

وسجّل مهتمون بالشأن التربوي أن الانفتاح على الأساتذة المتقاعدين يعكس إدراكا مؤسساتيا بأهمية الرصيد المهني والمعرفة الميدانية التي يمتلكونها، باعتبار مساهمتهم في دعم التلاميذ تشكل إضافة عملية، خصوصا في البيئات التعليمية التي تحتاج إلى تعزيز الموارد البشرية، مؤكدين أن نقل هذه الخبرة يشكل قيمة مضافة حقيقية لمسار التلاميذ وتقوية مكتسباتهم.

وأكد متفاعلون مع هذه المبادرة التربوية أن دعوة الوزارة إلى التواصل مع المديريات الإقليمية للانخراط في هذا البرنامج خطوة عملية تسهّل مشاركة الراغبين، وتعزز روح التعبئة الجماعية لخدمة المدرسة العمومية؛ إذ إن هذه المبادرة من شأنها أن تمنح الجيل الجديد فرصا أوسع للنجاح من خلال استثمار رصيد تربوي وطني ذي قيمة معتبرة.

تنوّعٌ يخدم المتعلّم

محمد يَعزة، مفتش تربوي بالسلك الابتدائي، قال إن “انخراط أطر التدريس المتقاعدين في عملية الدعم الممتد يحقق مجموعة من الإيجابيات، من ضمنها استثمار خبرتهم التعليمية والتربوية المتراكمة عبر سنوات العمل، مما يحقق نتائج إيجابية في صفوف المتعلمين”.

وأضاف يعزة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “انخراط الأساتذة المتقاعدين في الدعم الممتد بمؤسسات الريادة من شأنه أن يعوّض الخصاص الناتج عن عدم تغطية أطر التدريس العاملين، وكذا طلبة كلية علوم التربية لأسباب متعددة”.

وأكّد المفتش التربوي أن “التنسيق بين المتقاعدين والمزاولين بخصوص تنزيل عملية الدعم من شأنه أن يجعل المتقاعدين على اطلاع مستمر على المستجدات، مع تمكين المزاولين، خصوصا المبتدئين منهم والطلبة، من الاستفادة من تجارب المتقاعدين”.

وختم المتحدث تصريحه بالتشديد على أن “تنوّع فريق الدعم بمدارس وإعداديات الريادة سينعكس إيجابا على الأداء التربوي بشكل عام، من خلال خلق دينامية وانسجام بين مختلف الأطر المتدخلة في عملية الدعم، وبالتالي تحقيق نتائج جيدة في صفوف المتعلمين”.
إيجابيات انخراط المتقاعدين

مصطفى صائن، رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، قال إن “الدعم التربوي المؤسسي يعتبر أحد أهم مرتكزات النموذج البيداغوجي المعتمد في مشروع مدارس الريادة الذي تعمل الوزارة على تنزيله تدريجيا، كما يعتبر مشروع مدارس الريادة قطب الرحى في الإصلاح التربوي المستهدف في خارطة الطريق 2022-2026”.

وأضاف أن “الدعم التربوي بمختلف أنواعه: الوقائي، والمواكب، والممتد، هو العنصر المميز لهذا النموذج، وتتمحور حوله تكوينات مدرسات ومدرسي مؤسسات الريادة، والزيارات التأطيرية المنتظمة والمكثفة من طرف المفتشين التربويين”.

وأكد صائن أن “هذا المرتكز يحتاج إلى توفير موارد بشرية تربوية كافية لتطبيقه بشكل صحيح وشمولي، لذلك فتحت الوزارة الباب أمام المدرسات والمدرسين المتقاعدين من أجل إسناد هذا المرتكز عبر إنجاز حصص للدعم التربوي داخل مدارس وإعداديات الريادة تحت إشراف الفرق التربوية، مقابل تعويضات تُصرف من ميزانية الوزارة بهدف الاستفادة من الخبرة والتجربة المهنية التي راكموها خلال عقود من التدريس”.

وسجل رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “إشراك المتقاعدين في الدعم من شأنه أن يعزز جودة التعلمات، ويغطي الخصاص في الأطر التربوية التي يحتاجها الدعم التربوي بمدارس وإعداديات الريادة”.

ومن ضمن إيجابيات هذه الخطوة الجديدة أيضا، أشار المصدر ذاته إلى “الاستفادة من الخبرة التربوية العالية للمتقاعدين، وسد الخصاص في الموارد البشرية، وضمان استمرارية العملية التعليمية، وتعزيز البعد الاجتماعي عبر توفير مورد مالي إضافي للمتقاعدين”، منبها في الوقت ذاته إلى “التخوف من احتمالية وجود بعض الجوانب السلبية لهذا القرار”.

وشدد صائن على أن “مبادرة الوزارة تبقى عملا محمودا وضروريا من أجل إنجاح تجربة مدارس الريادة، ويشكل الانخراط في هذه العملية من طرف المدرسات والمدرسين المتقاعدين، بغض النظر عن التعويض المالي، عملا وطنيا مطلوبا، من أجل المساهمة في إصلاح المدرسة المغربية العمومية، وإرساء مدرسة جديدة تتمتع بثقة أسر التلاميذ وتساهم في ارتقاء الفرد والمجتمع وتتجلى فيها مبادئ الجودة والإنصاف وتكافؤ الفرص”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا