آخر الأخبار

القفطان المغربي أمام لجنة "اليونسكو"

شارك

قاطعاً مرحلة جديدة في تثمين تراثه غير المادي يقترب القفطان المغربي من “الإدراج رسمياً” ضِمن القائمة التمثيلية لصون التراث غير المادي، بعدما تأكدت برمجته في جدول أعمال الدورة العشرين للجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).

ومع اقتراب الموعد في العاصمة الهندية تمت “المصادقة تقنياً” على الملف المغربي المعنون بـ: “القفطان المغربي: فن، تقاليد ومهارات”، ليتم وضعه على أجندة أعمال هذه الدورة التي سيحلّل خلالها الخبراء “54 ملف ترشيح، تشمل، أيضاً، عناصر تحتاج إلى صون عاجل أو مقترحة كأفضل الممارسات”، بحسب ما أعلنته “اليونسكو”، وطالعته هسبريس في موقعها الرسمي.

ويعلّق المغرب آمالاً كبيرة على هذا الاعتراف الدولي، لأنه في حال المصادقة عليه سينضاف إلى 788 عنصراً من 150 دولة، سبق لـ”اليونسكو” إدراجها في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية. وفي حال أعطت اللجنة “الضوء الأخضر” في دورة دجنبر سينضم القفطان المغربي إلى قائمة مرموقة بجانب كل من: شجرة الأركان، والحمية المتوسطية، والصقارة، أو الخط العربي، التي تم الاعتراف بها مسبقاً كعناصر من التراث غير المادي الممارَس في المملكة.

وعادة ما رافقت موضوع القفطان، كأحد أبرز رموز التراث الثقافي المغربي، رهانات تراثية بنقاشات عن “رمزية الاعتراف بإرث تاريخي شكّلته قرون من المهارات”؛ فيما يأمل المغرب بذلك، في حال المصادقة من لدن اللجنة سالفة الذكر، أن يحتفي بالتكريم الأممي لأحد أبرز تقاليده الحرفية، خاصة مع تحوّل الهويات الثقافية إلى تموضع محوري وازن في قلب الرهانات الدولية خلال السنوات القليلة الماضية.

وبنهاية كل عام تجتمع “اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي لليونسكو”، لفحص الترشيحات المقدمة من قبل الدول الأعضاء بموجب اتفاقية عام 2003، التي تؤكد أهمية حماية أشكال التعبير الثقافي وصونها لأجيال الغد.

وحتّى يتم تسجيل ممارسة أو مهارة ما يجب أن تستجيب لعدة معايير: أن يُعترف بها كتراث حيّ من قبل المجتمعات المعنية، وإثبات النقل عبر الأجيال، مع “تجسيد التنوع الثقافي والتجذر المحلي”، وأن تكون “موضوع تدابير ملموسة للصَّون”.

يشار إلى أن “اتخاذ القرار النهائي” داخل لجنة التراث الثقافي غير المادي يتم إما بـ”التوافق أو التصويت”. وفي حال المصادقة يصبح التسجيل رسمياً، ما يمنح الدولة المعنية الحق في ذكر هذا الاعتراف في إجراءاتها لتثمين التراث.

ويستند ملف الترشيح المغربي، الذي تم إيداعه تحت عنوان “القفطان المغربي: فن، تقاليد ومهارات”، إلى قاعدة تاريخية وأنثروبولوجية وحِرفية كثيفة بشكل خاص، إذ تم تقديم القفطان فيه باعتباره لباساً ضارباً في القدم، شكله مزيج من الثقافات العربية الإسلامية، والأمازيغية واليهودية، وتناقله الحرفيون والحرفيات جيلاً بعد جيل بمهارات عالية التخصص.

كما تستعرض وثيقة الملف، بحسب معطيات “اليونسكو”، “تطور هذا الزي الرمزي منذ العصور الوسطى، وهي الحقبة التي تجذرت فيها أصوله في البلاطات الأميرية والمدن العتيقة السلطانية”. فيما يسلط الملف الضوء على الدور المحوري لسلسلة من المِهن المرتبطة (المُطرّزون، نسّاجو البروكار، الخياطون التقليديون، صانعو “السّْفيفة و”العُقَد”، والمتعلّمون…)؛ إذ تساهم هذه المهارات، الموزعة حسب المناطق، في تنوع أسلوبي غني، من القفطان الفاسي إلى الطراز الرباطي، مروراً بالتأثيرات الصحراوية والأطلسية. ورغم تجذر هذه التقاليد في الماضي إلا أنها تظل حية بفضل تكيفها المستمر مع الأذواق المعاصرة.

كما تبرز “اليونسكو” الانتشار الدولي للقفطان، الذي تحقق بفضل جيل جديد من المبدعين المغاربة؛ إذ يعيد هؤلاء ابتكار التصميم والقصات مع الحفاظ على الروح الحرفية للزي. وتعتبر قدرة إعادة التأويل هذه في صلب ما يؤهل القفطان ليكون تراثاً حياً، وهو معيار أساسي لتسجيله.

جدير بالتذكير أن الموضوع شهد محاولة مؤسسات ووسائل إعلام جزائرية في السنوات الأخيرة المطالبة بالقفطان كجزء من تراثها الخاص، رغم غياب أسس تاريخية أو اصطلاحية أو حرفية واضحة؛ في محاولة “استيلاء وسطو” ندد بها العديد من الباحثين والمصممين المغاربة.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا