أكد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، أن معركة تثبيت الوحدة الترابية والمشاريع التنموية في الأقاليم الجنوبية هي “معركة واحدة” لا تتجزأ، مشددا على قاعدة استراتيجية جوهرية للمملكة تقوم على أنه “لا سيادة بدون تنمية ولا تنمية بدون سيادة على جميع تراب المملكة”.
وأضاف أخنوش عشية اليوم الاثنين خلال الجلسة الشهرية لمساءلة رئيس الحكومة بمجلس النواب حول السياسة العامة، أن الأقاليم الجنوبية للمملكة تشهد تحولات نوعية مدعومة باستثمارات مالية أولية تقارب 77 مليار درهم، مشيرا إلى أن هذه الديناميات التنموية تعكس جدية الاختيارات الملكية وتضع الإنسان في قلب النموذج التنموي الجديد.
وأوضح أن الحكومة عملت على تعزيز البنية التحتية بالأقاليم الجنوبية من خلال مشاريع استراتيجية تهدف إلى تحقيق تنمية جهوية مستدامة.ومن أبرز هذه المشاريع، أشار رئيس الحكومة إلى مشروع الطريق السريع تزنيت-الداخلة بطول 1100 كلم وبتكلفة تقارب 10 مليارات درهم، الذي سيساهم في ربط شمال المملكة بجنوبها ويستفيد منه أكثر من 2.5 مليون مواطن.
كما شدد أخنوش على أهمية ميناء الداخلة الأطلسي، الذي بلغت نسبة تقدم أشغاله 50% بتكلفة تتجاوز 13 مليار درهم، مؤكدا دوره في خلق فرص الشغل وجذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز الإشعاع القاري والدولي للمغرب.
وفي قطاع الموانئ الفوسفاطية، أشار المتحدث إلى تطوير الرصيف الجديد للمكتب الشريف للفوسفاط بالعيون وبناء ميناء فوسفاطي جديد بـ8 مليار درهم حيث بلغت نسبة إنجازه 93% نهاية أكتوبر 2025، مع اعتماد هذه المشاريع على الطاقة الريحية ومياه البحر المحلاة كنموذج للتنمية الصناعية المستدامة.
كما أبرز أخنوش أن الأقاليم الجنوبية تشهد طفرة في قطاع الطاقة النظيفة، حيث تهدف خطة 2025-2030 إلى إنتاج أكثر من 1400 ميغاواط من الطاقات المتجددة باستثمارات تفوق 15 مليار درهم، إلى جانب تطوير سبعة مشاريع كبرى للهيدروجين الأخضر باستثمارات تفوق 36 مليار دولار، لتجعل الجنوب مركزا إقليميا وعالميا لإنتاج الطاقة النظيفة ومشتقات الهيدروجين.
وسجل رئيس الحكومة كذلك الاهتمام بالقطاع الفلاحي والأمن الغذائي، مع تخصيص 4.9 مليار درهم لتمويل 55 مشروعا فلاحيا، وإطلاق مشروع تحلية مياه البحر بالداخلة بكلفة 2.6 مليار درهم وقدرة إنتاج سنوية تصل إلى 30 مليون متر مكعب، مع إنجاز محطة الطاقة الريحية المرتبطة به بالكامل.
وفي قطاع الصيد البحري، أوضح أن الأقاليم الجنوبية تمثل 57% من الاستثمارات الوطنية، حيث وصلت الكميات المصطادة إلى 1.14 مليون طن بقيمة 10.2 مليار درهم سنة 2024. كما لفت إلى أن الجنوب أصبح قاطرة حقيقية للسياحة المغربية، إذ ارتفعت الطاقة الإيوائية المصنفة بنسبة 31% بين 2020 و2025 لتصل إلى 7441 سريرا، مما يعكس نجاح الجهود في جعل الأقاليم الجنوبية قطبا سياحيا متكاملا.
وأشار أخنوش إلى أن هذه المشاريع، المدعومة بالجهوية المتقدمة والتحول التاريخي للقضية الوطنية، تمثل ترجمة حقيقية لإرادة المملكة في تحقيق تنمية شاملة ومستدامة تضع المواطن في قلب “المغرب الصاعد”.
المصدر:
العمق