آخر الأخبار

المحجوب السالك: القرار الأممي دفن أطروحة الانفصال.. والملك قدم خارطة طريق طي نزاع الصحراء

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

أكد المحجوب السالك أحد مؤسسي البوليساريو والمنسق العام لتيار “خط الشهيد” المعارض، أن قرار مجلس الأمن الدولي الأخير حول قضية الصحراء المغربية يمثل انتصارًا دبلوماسيًا كبيرًا للمغرب، ويؤكد عمليًا نهاية أطروحة الانفصال بعد أكثر من خمسة عقود من النزاع، معتبرا أن الخطاب الملكي أكثر أهمية وانتصارا من القرار الأممي.

وقال السالك، خلال حلوله ضيفا على برنامج “نبض العمق”، إن موقف الجزائر طوال هذه السنوات كان يسعى لضرب المغرب سياسياً واستغلال النزاع لمصالحها الإقليمية، مشيرًا إلى أن الجبهة الصحراوية السابقة والبوليساريو استُخدمت كأداة في هذا السياق.

وأضاف: لهذا كانت لدينا الشجاعة أن نتحرك سريعًا وأعلنّا معارضتنا ورفضنا المواقف التي لم تكن في صالحنا، ومع مرور الوقت أصبح واضحًا أن الاستمرار في هذا النهج لن يؤدي إلا إلى نتائج غير مجدية. هناك من يظل يحلم بعالم من التخيلات والأوهام، وهذا قد يفيد الجهلة أو بعض الشباب المراهقين الذين لا يفهمون شيئًا.”

وأوضح السالك أن القرار الأممي الأخير يشكل شهادة وفاة رسمية للبوليساريو، ويؤكد أن النزاع أصبح أمام حلين لا ثالث لهما: إما البقاء في الأوهام والعناد، أو تبني الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. وقال: القرار الأخير لمجلس الأمن يحقق تناقضات تكتيكية، فهو يرضي البوليساريو والجزائر من جهة، ويرضي المغرب من جهة أخرى، لكنه الأهم أنه ذكر الحكم الذاتي ست مرات، لأول مرة في تاريخ القرارات المتعلقة بالصحراء الغربية، ما يؤكد أن الحكم الذاتي أصبح الحل الأمثل للنزاع.”

وأكد السالك أن هذا القرار يعكس دعم مجلس الأمن الكامل للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في متابعة تنفيذ القرارات، ويشمل استمرار المشاورات بين الأطراف، بما في ذلك المغرب، البوليساريو، الجزائر وموريتانيا، وصولًا إلى التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين، وفق مبادئ ومواثيق الأمم المتحدة، بما فيها مبدأ تقرير المصير.

وأضاف القيادي السابق بجبهة البوليساريو: تفسيرنا لمبدأ تقرير المصير في سياق القرار يعني الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، وهو ما يضمن استمرار المغرب في قيادة العملية السياسية والتنمية للمنطقة.”

وأشار السالك إلى أن القرار الأممي يعزز الاعتراف الدولي بمبادرة المغرب للحكم الذاتي كأساس لحل عادل ودائم، ويؤكد أن هذا الحكم الذاتي الحقيقي يجب توسيعه ليصبح قابلًا للتطبيق على أرض الواقع تحت سيادة المغرب. وذكر السالك: القرار يؤكد أن الحل الواقعي الوحيد هو الحكم الذاتي في إطار الدولة المغربية الكبيرة، وبذلك يدفن الانفصال ويقضي على ما يسمى الجمهورية الصحراوية، فلا مكان لها بعد اليوم.”

وأضاف: من نتائج هذا القرار أيضًا أن استمرار أطروحة الانفصال وتحقيق ما يسمونه ‘استقلال الصحراء’ أصبح حلمًا في رؤوس الجهلة فقط، ولم يعد له أي وزن على الساحة الدولية. المغرب، بدخوله الاتحاد الإفريقي بعقلية ذكية، أرسى موقفًا واضحًا بأن حل هذه القضية يكمن في الحكم الذاتي، وبالتالي لم تعد هناك دولة يمكنها البقاء كعضو في الاتحاد الإفريقي أمام موقف مجلس الأمن.”

وتابع السالك بالقول: قرار الأمم المتحدة الأخير يمثل دفن الانفصال دفنًا نهائيًا، ويؤكد القضاء على التخيلات والأوهام التي كانت تسعى إلى تقسيم المغرب، ويضمن حياة الصحراويين ضمن الدولة المغربية تحت إطار القانون والحق، وهو ما احتفل به المغاربة جميعًا باعتباره انتصارًا تاريخيًا ووطنياً.”

وقال السالك إن اعتماد المغرب لهذا التاريخ بدلًا من 6 نونبر، يوم المسيرة الخضراء، يأتي لتسليط الضوء على تحول جذري في الملف بعد نصف قرن: “31 أكتوبر محى ودفن الأحلام والتخيلات بإقامة دولة مستقلة في الصحراء، ودفن حلم الاستقلال نهائيًا. هذا اليوم أصبح نقطة بارزة في نهاية صراع طال أكثر من اللازم وخسرنا فيه 50 ألفًا من أرواح أبنائنا ودماء أهالينا”.

ورداً على سؤال حول التفاعل المغربي مع القرار الأممي وخطاب الملك محمد السادس، قال السالك: “في الواقع، لم يتصل بنا أي مسؤول، لأننا منذ أربع سنوات ونحن نطالب المغرب بالشجاعة والإرادة لتطبيق الحكم الذاتي وإنهاء النزاع. الآن بعد أن قرر مجلس الأمن، من المؤكد أن الجميع سيستمعون. الشعب المغربي ووسائل الإعلام المغربية اعتبروا القرار انتصارًا، ولهم الحق في ذلك.”

وأشار السالك إلى أن القضية لم تنته بعد بشكل كامل، قائلاً: “لا يزال هناك من في الصحراء، ولا تزال اللجنة الأممية قائمة، وبالتالي النزاع لم يُحسم بعد بالكامل، لكن القرار هو خطوة أساسية ومهمة نحو الحل”، ملفتا أن ربط الملك محمد السادس، بمناسبة الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، بين هذا التحول في الملف وخطاب التوجيه الوطني، أكثر أهمية من قرار مجلس الأمن نفسه”.

وقال في هذا الصدد: “بالنسبة لي، خطاب الملك كان نصراً أكبر من قرار مجلس الأمن. لم يكن خطابًا بالعجرفة أو بمبدأ ‘المنتصر على المهزوم’، بل كان خطابًا ملكيًا بمعنى الكلمة، يعكس الكبرياء الوطني والانفة الصحراوية، ويدعو أبناء المخيمات للعودة والمشاركة في بناء وطنهم ضمن الدولة المغربية الكبيرة.”

وأضاف: “الخطاب فتح بابًا للحل السلمي، وأكد على استمرار التفاوض والمفاوضات مع الجزائر لحل كل المشاكل، مشددًا على أن القطيعة لا تحل أي قضية، بينما الحوار والتعاون يحقق الحلول، كما أن الخطاب أعطى الحل بشكل واضح لا غالب ولا مغلوب، وهو الحل الذي يحفظ ماء وجه الجميع. هذا الخطاب كان أكثر دلالة واستراتيجية من القرار الدولي، لأنه يعبر عن الواقع على الأرض ويؤكد أن الصحراء جزء لا يتجزأ من الدولة المغربية.”

كما شدد السالك على أهمية هذا الخطاب كخارطة طريق للحل النهائي للنزاع في الصحراء الغربية، مؤكدًا أن الخطاب جاء في مستوى الحدث التاريخي، مع ما حمله من رمزية ومضمون سياسي دقيق يعكس وحدة المغرب ومصالحة المواطنين الصحراويين المغتربين ضمن إطار الدولة.

وأردف السالك: “الخطاب الملكي أكد أننا نعيش مرحلة فاصلة ومنعطفًا حاسمًا في تاريخ المغرب الحديث، وأعاد التأكيد على أن الحكم الذاتي هو الحل العادل والدائم والمقبول من الطرفين، بما يحفظ حقوق المغرب وسيادته، ويضع حدًا لكل أطروحات الانفصال التي لم يعد لها أي مكان.”

العمق المصدر: العمق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا