بينما يسود الانتظار والترقب في صفوف الفلاحين وعموم المغاربة بشأن حدوث تغيرات مرتقبة في الحالة الجوية خلال منتصف الأسبوع المقبل، بشّرت بها معطيات رسمية وفق أحدث توقعات المديرية العامة للأرصاد الجوية، واصلت حقينة السدود المغربية في مجموع الأحواض المائية “منحاها التراجعي”، لتستقر عند نسبة ملء إجمالي تبلغ 31 في المائة، اليوم الخميس، مقتربةً من نظيرتها المسجلة قبل سنة.
وحسب استقراء جريدة هسبريس الإلكترونية بيانات رسمية، حصرتها إلى حدود اليوم المديرية العامة لهندسة المياه، التابعة لوزارة التجهيز والماء، حول وضعية السدود بالمغرب، يتكشّف “تفاوت كبير في الحالة المائية” بين الأحواض التسعة التي تتوزع تراب المملكة، مع “استمرار التحديات المرتبطة بشح وندرة الموارد المائية في بعض المناطق”، بشكل يهدد بعودة “سيناريو الجفاف” مع بداية الموسم الفلاحي بالمغرب.
وإجمالاً تختزن المنشآت المائية المغربية، حاليا، من أصل سعة 16 ألفا و762,51 مليون متر مكعب (م³)، مخزونات فعلية لا تتعدى 5 آلاف و205.39 مليون متر مكعب.
ورغم تسجيل “تحسّن وطني طفيف” بأقل من نقطتين مئويتين في النسبة الإجمالية للملء (من 29.7 في المائة إلى 31.05 في المائة)، بالمقارنة مع اليوم نفسه من سنة 2024، إلا أنه تطور جاء بشكل “غير موزّع”، وفق ما تبين من المعطيات الرسمية ذاتها.
ولاحظت هسبريس، ضمن تحليلها للمعطيات ذاتها، أن بعض الأحواض تحسّنت بقوة (مثلاً: حوض أبي رقراق من نحو 34.9 في المائة العام الماضي إلى حوالي 63.5 في المائة)، مقابل حوضيْن تدهوَرَا أو بقِيا منخفضَين؛ فمثلاً “زيز كير غريس” انخفضت نسبة ملئه الإجمالي من 97% إلى 47.7% (خلال عام)، أما “أم الربيع” فرغم زيادة طفيفة مازال عند مستوى منخفض جدًا” بنسبة ملء لم تتعدَّ 9 في المائة فقط، مع بداية نونبر الجاري.
ومن الاستنتاجات البارزة، حسب أرقام الحالة اليومية لحقينات السدود في المغرب، “تركيزُ المخزون في أحواض قليلة”؛ وهو ما يظهر في حالة “حوض سبو” الذي يحتل دوراً مركزياً (بنحو 43% من المخزون الوطني)، غير أن نسبة ملئه الإجمالية استقرت، الخميس، عند 40.59 في المائة (مقارنة بـ 40.31 في المائة سنة قبل ذلك).
كما تستمر أحواض ذاتُ سِعات كبيرة مثل “أم الربيع” ضمن مؤشرات مائية مقلقة، ما قد يُعرض مناطق واسعة (زراعة وسقي ومياه الشرب) لمخاطر نقص أو شحّ في الإمدادات، خاصة بالنسبة للمناطق الفلاحية المحيطة بالحوض.
وعند استقراء بعض الانخفاضات/الارتفاعات الكبيرة بين شهريْ نونبر من العام 2024 و2025 تظهر دينامية “تذبذب سنوي واضح”، بشكل يدل على “تأثير متغيّرات هطول الأمطار الموسمية وعدم انتظامها من حيث توقيت التساقطات”، فضلا عن تأثيرات متوقعة على كيفية تدبير التصريف والتخزين (الإفراغ والملء) خلال السنة، وفق الاحتياجات.
وفي حال استمرت الظروف المناخية الجافة، لكونها “معطى بنيوياً” بصمَ دينامية السنوات السبع الأخيرة، فإن الحاجة ستكون أكثر إلحاحاً لوضع خطط وتنفيذ تدابير مستعجلة؛ ولاسيما بأحواض فلاحية وسقوية الطابع مازالت تسجل نسب ملء ضعيفة بشكل مزمن (أم الربيع، سوس ماسة، ملوية).
جدير بالتذكير أن المديرية العامة للأرصاد الجوية أفادت هسبريس، ضمن تصريح سابق، بأنه “من المتوقع خلال الأيام القليلة المقبلة أن تعرف مختلف مناطق المملكة تباينا في الحالة الجوية، بين فترات من الاستقرار وأخرى تتخللها تساقطات مطرية خفيفة متفرقة”، لتستمر بذلك حالة التناوب في الطقس والتداخل بين أجواء حارة وأخرى باردة خلال هذه الفترة من منتصف فصل الخريف الجاري.
وبحسب المعطيات عينها فإن أحدث التوقعات تترقب أن “تعرف الحالة الجوية العامة تغييرا منتصف الأسبوع المقبل مع أجواء غائمة جزئيا شمال البلاد”.
المصدر:
هسبريس