رفضت القنصلية الأمريكية بباريس منح الطبيب المغربي زهير لهنا، المتخصص في طب النساء والناشط الإنساني، تأشيرة السفر إلى نيويورك لحضور حفل تسليم جائزة أورورا الإنسانية، رغم اختياره ضمن الأربعة المتأهلين إلى نهائيات هذه الجائزة الدولية التي تكرم الشخصيات البارزة في مجال الدفاع عن القيم الإنسانية والتضامن العالمي.
وفي تصريح لجريدة” العمق“، عبر لهنا عن أسفه لهذا القرار قائلا إن “رفض منحي التأشيرة حال دون حضوري هذا الحدث الإنساني الكبير رغم محاولات عديدة”، مؤكدا أن “هذا المنع لن يثنيني عن مواصلة نضالي الإنساني من أجل القضايا العادلة، وعلى رأسها معاناة الشعب الفلسطيني في غزة”.
وفي تدوينة نشرها على حسابه بمواقع التواصل الاجتماعي، كتب الطبيب المغربي “لم أستطع السفر إلى نيويورك لحضور حفل تسليم جائزة أورورا الإنسانية، رغم أنني من بين أربعة نهائيين، بسبب عدم منح التأشيرة. هذا هو الثمن الذي ندفعه حين نرفع صوتنا ضد الحرب على غزة، وضد الانتهاكات والمجازر والتطهير العرقي المعلن”.
وأضاف أن “أثمن جائزة يمكن أن نحصل عليها هي أن نظل منسجمين مع قناعاتنا، وأن نواصل النضال ضد الظلم كلما سنحت لنا الفرصة”، معتبرا أن العالم يعيش اليوم في “ديستوبيا” كما وصفها الكاتب جورج أورويل، حيث يعاقب من يدافع عن المظلومين.
وينافس الطبيب المغربي في القائمة النهائية كلا من البريطانية سالي بيكر، التي ساهمت في إجلاء مئات الأطفال من مناطق النزاع في البوسنة وكوسوفو، والسوداني جمال الطيب، الذي حافظ على استمرار عمل مستشفى “الناو” في أم درمان رغم الحرب، والأمريكية/جنوب السودانية جيل سيمان، التي قدمت على مدى أكثر من ثلاثة عقود رعاية طبية حرجة في مدينة أولد فانجاك المتضرّرة من النزاع.
وتعد جائزة أورورا الإنسانية من أبرز الجوائز العالمية في مجال العمل الإنساني، وقد أُطلقت لتكريم أولئك الذين يُخاطرون بحياتهم لإنقاذ الآخرين، وتُمنح سنوياً لشخصيات تسعى إلى ترسيخ قيم الرحمة والتضامن والسلام عبر العالم.
تجدر الاشارة أن الدكتور زهير لهنا يعتبر من أبرز الأطباء المغاربة العاملين في المجال الإنساني، حيث شارك في العديد من المهام الطبية التطوعية داخل المغرب وخارجه، خاصة في مناطق النزاعات والكوارث، كما ساهم في مبادرات لدعم النساء والأطفال المتضررين من الحروب، مما أكسبه تقديرا واسعا داخل الأوساط الحقوقية والإنسانية الدولية.
المصدر:
العمق