أشاد مصدر مسؤول من داخل منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وفق مخرجات القمة العربية المنعقدة في الرباط أواسط سبعينات القرن الماضي، بمضامين القرار الأخير رقم 2797 الصادر عن مجلس الأمن الدولي بشأن قضية الصحراء المغربية، الذي يدعم تسوية هذا النزاع المفتعل على أساس مبادرة الحكم الذاتي.
وقال المصدر المسؤول ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن “فلسطين استقبلت قرار مجلس الأمن بشأن الصحراء المغربية بالترحاب والارتياح، فهو يؤكد على وحدة التراب المغربي بما لا يترك مجالا للشك، فهذا قرار أممي يؤيد ما طرحته المملكة المغربية منذ عشرات السنين لإنهاء هذا الملف بشكل جذري”.
وثمّن المصدر الفلسطيني مضامين الخطاب الملكي الأخير، مسجلا أن “الفلسطينيين يرحبون بخطاب جلالة الملك محمد السادس الذي دعا الجزائر إلى طي صفحة الماضي وبدء علاقات جديدة قائمة على الاحترام وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخر، واحترام توصيات ومخرجات هذا القرار الأممي”.
وتابع بأن “تقوية العلاقات المغربية الجزائرية وعودتها إلى طبيعتها، أمر لا شك أنه سينعكس إيجابا على القضية الفلسطينية؛ فالشعب الفلسطيني اليوم بحاجة إلى دعم كافة الدول العربية ووحدتها أمام المحافل الدولية في مواجهة الأطماع الإسرائيلية في الضم وإنهاء حل الدولتين، وهو ما تحاول حكومة اليمين المتطرف فرضه”.
وزاد قائلا: “الانقسام، أيا كان، يضر بمستقبل حل الدولتين، وأكبر شاهد على ذلك إصرار حركة حماس على الانقسام. فالدولة الفلسطينية يجب أن تكون على كامل حدود الرابع من حزيران من العام 1967، وهذا يعني نظاما سياسيا واحدا، حكومة واحدة وسلاحا واحدا تحت حكم منظمة التحرير الفلسطينية بشكل حصري”.
وعن أهمية المصالحة والسلام بين المغرب والجزائر، قال إن “هذين البلدين الجارين يمتلكان ثروات طبيعية ومؤهلات كبيرة من النفط والفوسفاط والزراعة وغيرها، وهذا بلا شك يعطيهما قوة على الصعيدين الإفريقي والإقليمي، إضافة إلى القوة البشرية الكبيرة المؤهلة، مما يؤهلهما للعب دور هام في التنمية في المنطقة العربية”.
وشدد على أن “المملكة المغربية تمتلك علاقات قوية مع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وإسرائيل، بينما للجزائر علاقات مميزة مع حركة حماس، لذلك يمكن أن تلعبا سويا دورا هاما في الضغط على إسرائيل من أجل قبول حل الدولتين، وعلى حماس من أجل قبول الوحدة الوطنية الفلسطينية تحت مظلة منظمة التحرير كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني”.
وكان الملك محمد السادس دعا في خطابه الأخير الذي وجهه إلى الشعب المغربي مباشرة بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي الجديد حول قضية الصحراء المغربية، الجزائرَ لإنهاء الخلافات وبناء علاقات تخدم مصالح شعوب المنطقة، قائلا: “أدعو أخي فخامة الرئيس عبد المجيد تبون لحوار أخوي صادق بين المغرب والجزائر، من أجل تجاوز الخلافات وبناء علاقات جديدة تقوم على الثقة وروابط الأخوة وحسن الجوار، كما نجدد التزامنا بمواصلة العمل من أجل إحياء الاتحاد المغاربي على أساس الاحترام المتبادل والتعاون والتكامل بين دوله الخمس”.
المصدر:
هسبريس