آخر الأخبار

وصفوه بـ"الكاذب" و"النازي" .. هجوم جزائري على "ترامب" بسبب موقفه من الصحراء المغربية - العمق المغربي

شارك

قال مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب لشؤون العالم العربي وإفريقيا، إن الولايات المتحدة “متفائلة” بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق نهائي حول نزاع الصحراء. وأوضح بولس، في مقابلة مع قناة سكاي نيوز عربية، أن واشنطن ترى في مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب أساسا موثوقا لتحقيق حل دائم وسلمي تحت السيادة المغربية.

وأثارت المقابلة انتقادات واسعة في وسائل إعلام محسوبة على جبهة البوليساريو والجزائر، التي اتهمت الولايات المتحدة بالانحياز لصالح المغرب. كما تداولت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي مزاعم عن احتجاجات في مدينة العيون ضد مقترح الحكم الذاتي، دون أن يتم التحقق من صحتها بشكل مستقل.

وعشية زيارة ترامب للصين، تصاعد الخطاب في عدد من وسائل الإعلام الجزائرية وعلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث هاجمت مقالات وتصريحات الرئيس الأميركي بشدة. واتهمه بعض الكتّاب بعدم فهم الخصوصية السياسية والثقافية للجزائر، فيما ذهب آخرون إلى حد نعته بصفات مثل “غير المسؤول” و”النازي” و”الكاذب”، وهي لغة رأى مراقبون أنها تجاوزت الخطوط الحمراء حتى من منظور الموقفين الجزائري والصحراوي.

مصدر الصورة
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة الشروق الجزائرية مقالا لكاتب معروف بميوله الانفصالية وصلاته بجبهة البوليساريو، ادعى فيه أن المغرب خدع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وعددا من الدول الأخرى عبر تقديم نفسه على أنه “جنة للاستثمارات والمشاريع العملاقة”.

وزعم الكاتب أيضا أن ترامب كذب بشأن إعلانه فتح قنصلية أميركية في مدينة الداخلة، مشيرا إلى أن تغريدته الشهيرة في الأيام الأخيرة من ولايته عام 2020، التي أعلن فيها اعتراف الولايات المتحدة بـ”السيادة المغربية على صحرائها”، لم تكن سوى دعاية سياسية فارغة تهدف إلى إظهار إنجاز دبلوماسي وهمي.

ويأتي هذا المقال ضمن حملة إعلامية جزائرية جديدة تهدف إلى التنديد باعتراف إدارة ترامب بسيادة المغرب على الصحراء، والتشكيك في مصداقية الموقف الأميركي من هذا الملف، خاصة في ظل استمرار النقاش حول تنفيذ الاتفاقيات التي أبرمت آنذاك.

مصدر الصورة
وفي سياق مشابه، نشرت صحيفة الإخبارية الجزائرية مقالا هاجمت فيه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، متهمة إياه بأنه “خان مبدأ تقرير المصير” وسعى إلى “فرض حل غير عادل على الشعب الصحراوي”، وذهبت إلى حد الزعم بأن الولايات المتحدة “تتعامل مع الأمم المتحدة وكأنها وزارة خارجية أميركية”، بل وصلت إلى تشبيهه بـ”النازية”.

لكن هذه المزاعم لا تستند إلى أي أدلة أو وقائع موثوقة. فالمرسوم الذي وقعه ترامب في ديسمبر 2020 لم يكن تراجعا عن مبدأ تقرير المصير، بل إعلانا سياسيا يعترف بسيادة المغرب على الصحراء. كما أن القرار لم يلغ أو يحد من دعم واشنطن للحلول السلمية، ولم ينتقص من دور الأمم المتحدة في الإشراف على المسار التفاوضي القائم.

مصدر الصورة
وفي المقابل، أدلى شخص يدعى بونيف، يقدم نفسه كصحفي جزائري، بتصريحات غير دقيقة وغير موثوقة تضمنت هجمات شخصية واتهامات ضد المغرب ومؤسساته. وادعى أن ترامب لا يفهم طبيعة الخلاف الجزائري المغربي وأن النزاع “لا علاقة له بالصحراء”، مضيفا أن “جبهة البوليساريو أقوى من قرارات ترامب”.

غير أن هذا الخطاب يتناقض مع مواقفه السابقة التي أبدى فيها مواقف متشددة تصف الصحراء بأنها “مستعمرة” وتروج لخطاب البوليساريو عبر مغالطات تستهدف نزع الصحراء من سيادة المغرب. ويشير هذا التغير في لهجته إلى أن التطورات الأخيرة في الملف أحدثت ارتباكا واضحا في الخطاب الإعلامي المعادي للمغرب.
مصدر الصورة
أما المقال المنشور في جريدة الجزائر اليوم فقد صور الموقف الجزائري باعتباره “ضميرا في مواجهة القوة” في مقابل ما وصفه بـ”صفقات أميركية”، وهو طرح دعائي مبالغ فيه يتجاهل الحقائق الدبلوماسية والقانونية. فالقضية تدار منذ عقود ضمن إطار أممي واضح تشرف عليه الأمم المتحدة، وتباين المواقف السياسية لا يمنح أي طرف حق احتكار مفاهيم العدالة أو التاريخ.

تظهر موجة التغطيات والردود المتبادلة أن قضية الصحراء لا تزال ساحة صراع سياسي تتدخل فيها الجزائر يشكل قوي. وبينما تؤكد واشنطن تمسكها بمسار يقوم على الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية ضمن رعاية الأمم المتحدة، تواصل وسائل الإعلام الجزائرية التشكيك في هذا الموقف واتهامه بالانحياز. وفي هذا المناخ المتوتر، تصبح الحاجة ملحة إلى التمييز بين الرأي والدعاية من جهة، والمعلومة الموثوقة من جهة أخرى، مع الالتزام بقرارات الأمم المتحدة ومسار التفاوض بدل الانسياق وراء الشعارات أو الهجمات الشخصية.

العمق المصدر: العمق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا