طالب عدد من النواب البرلمانيين وزير التجهيز والماء نزار بركة، بحلول وتدخلات عاجلة لوضع حد للعطش الذي تعيشه مجموعة من الأقاليم، خصوصا بالعالم القروي، ورفضوا الاختباء وراء الأزمات، فيما أبرز الوزير الجهود الحكومية، موضحا أن سبع سنوات متتالية من الجفاف خلفت انعكاسات كبيرة.
وفي إبرازه لجهود الحكومة للتصدي لندرة المياه، جوابا على مجموعة من الأسئلة خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، اليوم الاثنين، لم يكتف وزير التجهيز والماء بالإشارة إلى مختلف المبادرات والمشاريع، بل نبه إلى التأثير السلبي الذي خلفه توالي سبع سنوات من الجفاف وأثر ذلك على الموارد المائية.
لكن فريق التجمع الوطني للأحرار، المنتمي إلى الأغلبية الحكومية، رفض ما وصفه بـ”الاختباء وراء الأزمات” لتبرير الوضع، قائلا إن “على هذه الحكومة أن ترفع رأسها لأنها تواجه الأزمات”، قائلا إن المشاريع التي أنجزتها غير مسبوقة، داعيا إلى بذل مزيد من الجهود وتسريع بناء السدود.
بدوره دعا الفريق النيابي لحزب الأصالة والمعاصرة الوزير إلى القيام بزيارة مستعجلة لإقليم شيشاوة، بتنسيق مع وزارتي الداخلية والفلاحة، لتدارس الوضع الحرج الذي يعيشه الإقليم جراء ندرة المياه.
وقال النائب البرلماني عن البام هشام المهاجري، “إن أي تأخير في هذه الزيارة يعني المغامرة بملايير الدراهم من الاستثمارات العمومية وملايين أيام العمل، وهي الفرص الوحيدة بشيشاوة”، منبها إلى أن الوضع حرج جدا بهذا الإقليم.
أما فريق الاتحاد الاشتراكي فقد وصف الوضع بأنه “كارثة عظمى” والسياسة المعتمدة بأنها “عوجاء وعرجاء ولا أرجل لها”، منبها إلى أن النساء في جهة الرباط يعانين العطش، وقالت “نجيبهم ليك السيد الوزير يعمرو عندك الماء في الوزارة”، معتبرا أن صورهن وهن يعبئن مياه الشرب “تحرجنا أمام السياح”.
ويطرح تعميم الماء الصالح للشرب بالعالم القروي، بحسب الفريق الحركي، “تحديات حقيقية تمس جوهر العدالة المجالية، خصوصا في ظل استفحال الجفاف”، مشيرا إلى أن هناك فئات واسعة مازالت تعاني من ضعف التزود بالماء، مما يدفع الأسر إلى الاعتماد على شاحنات صهريجية متنقلة وآبار غير مراقبة صحيا.
ولوضع حد لهذا الوضع، دعا الفريق الحركي بمجلس النواب إلى ضرورة صياغة برنامج وطني استعجالي لتسريع وتيرة تعميم الماء الصالح للشرب بالمناطق القروية، وفي السياق ذاته اعتبر الفريق الاستقلالي أن تعميم الولوج إلى الماء يظل أولوية وطنية عاجلة، خصوصا في المناطق القروية والجبلية.
من جهته، قال بركة إن وزارته اشتغلت على تسريع وتيرة إنجاز السدود الكبرى، بالإضافة إلى العمل على عدد من السدود المتوسطة والتلية، وتحدث عن سياسة الربط بين الأحواض. وفي ما يتعلق بالفرشة المائية قال: “نشتغل على عقود الفرشة ما سيمكن من تدبير مندمج للماء”.
المصدر:
العمق