آخر الأخبار

المغرب في "أديف 2025" .. تعاونيات نسائية تشق الطريق إلى أسواق الخليج

شارك

مع انطلاق فعاليات الدورة الرابعة من “معرض أبوظبي للأغذية”، ظهرت مؤشرات أولية عن مشاركة مغربية متميزة، على غرار السنوات الماضية. ويتأكد ذلك مبدئيا عبر اكتشاف خصوصيات الجناح المغربي المجهّز على مستوى مركز “أدنيك”، والبالغة مساحته 300 متر مربع.

تعرف نسخة هذه السنة من هذا المعرض مشاركة 25 عارضة وعارضا مغاربة، يمثلون تعاونيات نشطة في المجال الفلاحي، مع غلبة بارزة للنساء اللواتي يفوق عددهن نصف عدد المشاركين.

يُستقبل زائرُ الجناح المغربي بنغمات من الطرب باستعمال آلة “العود”، تتكلّف فرقة موسيقية مغربية بعزفها. وأمام هذه اللمسة المتفرّدة، تُقدّم الأروقة المشكِّلة لهذا الفضاء صورة مصغّرة، أو بالأحرى مختصرة، عن الإنتاج الفلاحي بالمغرب والمنتجات المجالية التي يوفرها، والتي تدخل مواكبةُ منتِجيها من الفلاحين في صميم عمل وكالة التنمية الفلاحية “ADA”.

في هذا السياق، تحاول التعاونيات المغربية المشاركة في معرض “أديف 2025″ جذب انتباه الزوار، لا سيما الفاعلين الاقتصاديين منهم، مقترحة بذلك باقة من المنتجات المجالية، بما فيها الزيوت بأنواعها (أركان، الزيتون) والزعفران، ثم التمور بمختلف أصنافها. تنضاف إليها منتجات أخرى مثل الأعشاب العطرية و”الكسكس البلدي”.

تمور مغربية بالخليج

مستفيدا من تجربة سابقة له في معارض مشابهة خارج المملكة، لا سيما في القارة الأوروبية، يطمح زكرياء بوبكري، مسيّر تعاونية “ضيعة عامرة” بجهة الشرق، إلى أن يكون “معرض أبوظبي للأغذية”، في دورته الرابعة، خطوته الأولى إلى السوق الخليجية بالتحديد.

يقول بوبكري لهسبريس: “كتعاونية متخصصة في التمور المغربية، سبق لنا أن شاركنا في معارض خارجية، وقمنا سابقا بتصدير منتجاتنا إلى إسبانيا وفرنسا. واليوم نطمح إلى أن نكون جزءا من سوق مهمة تشكّلها دول الخليج والشرق الأوسط عموما”.

وبحسب الفاعل ذاته، فإن “منافسة المغرب باقي الدول في الأسعار غير واردة، بما يجعل الرهان قائما على عنصر الجودة”، مؤكدا “وجود إدراك مسبق لدى عدد من الدول بالتمور المغربية، مثل “بوفقوس” و”أزيزا”، ثم “بوسكري” و”بوسليخن”.

ولدى حديثه عن بعض من ما ميّز اليوم الأول من هذا المعرض، قال المتحدث: “تم تبادل المعلومات التجارية اللازمة مع عدد من الزبائن، ونسعى إلى أن نصل إلى تفاهمات نتوّج بها مشاركتنا هنا”.

سعي إلى التفوق

على مقربة من الرواق الذي يوجد به بوبكري، تُقدّم عزيزة اسماعيلي، رئيسة تعاونية “إخلاص كنفودة”، باقة من المنتجات المحلية المعدّة حصرا بأنامل نسائية، على رأسها الكسكس و”البركوكش” بجميع أصنافهما.

تأمل عزيزة أن تكون مشاركتها في هذا المعرض فأل خير على تسويق منتجات تعاونيتها بالخارج، خاصة وأنها تُشغّل حوالي 15 من النساء ذوات الدخل المحدود، قائلة: “تردّد على مكان تواجدنا هنا بعض من الزبائن، يسأل بعضهم بخصوص الاقتناء بالجملة، بينما البعض الآخر يريد الحصول على منتجاتنا بالتقسيط”.

ولن يكون نجاح هذه التعاونية، وفق رئيستها، نجاحَ شخص بعينه، وإنما سيكون نجاحا لمؤسسة تُدرّ دخلا على عدد من الأسر منذ تأسيسها قبل عشر سنوات، قائلة: “للمنتج المغربي عشّاقه ومستهلكوه، ومن الضروري أن يصل إليهم”.

نحو الأسواق الخارجية

شيماء أتبير، مسيّرة تعاونية “تورتاتين” بجهة سوس ماسة، فتطمح إلى أن تُتوّج مشاركتها بمعرض “أديف” باتفاقات تجارية تسمح بوصول منتجات تعاونيتها من اللوز والجوز وكذا الزيوت النباتية إلى منطقة الخليج، باعتبارها “سوقا واعدة”.

وعبّرت أتبير، في تصريح لهسبريس، عن امتنانها لهذه المبادرة التي وقفت وراءها وكالة التنمية الفلاحية، مؤكدة أهمية فتح باب أرحب أمام الجمعيات المشتغلة في المجال الفلاحي، لا سيما بالعالم القروي.

لا تهم المشاركة في معرض دولي كهذا فقط جهتي سوس ماسة والشرق، بل تنسحب أيضا على التعاونيات النشطة بباقي الجهات، لعلّ أبرزها العيون-الساقية الحمراء، الرباط-سلا-القنيطرة، وطنجة-تطوان-الحسيمة.

عرض وطني غني

في معرض الحديث عن أبعاد المشاركة المغربية في هذا الحدث المتواصل على مدار ثلاثة أيام، قالت وكالة التنمية الفلاحية (ADA) إن “ترويج المنتجات المحلية يحتل موقعا مركزيّا في الاستراتيجيات الفلاحية الوطنية. وتتمثل هذه الدينامية في العديد من البرامج والأنشطة، من بينها الرمز الجماعي “Maroc du Terroir”.

وأعلنت الوكالة، ضمن بيان لها، مشاركة 25 مجموعة منتجة للمنتجات المحلية تمثّل جميع جهات المملكة، وتضم أكثر من 600 فلاح صغير، منهم 52 في المائة من النساء القرويات، معتبرة أن “هذا المعرض يشكّل منصة استراتيجية لإبراز أهمية العرض المغربي، عبر انتقاء العديد من المنتجات المحلية التي تعكس غنى وتنوّع التراث الفلاحي الوطني”.

ويعتبر معرض “أديف” الدولي، المقام في إطار فعاليات أسبوع الغذاء العالمي بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، موعدا بارزا في قطاع الصناعات الغذائية، حيث يجمع أكثر من 35 ألف زائر مهني، ويستقطب نحو 1900 عارض وعلامة تجارية من نحو 60 دولة، في وقت يشكّل أيضا فرصة لعقد لقاءات تجارية (B2B) بين العارضين والزبائن.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا