آخر الأخبار

سد بن معاشو.. نكسة بيئية تهدد الأمن المائي والغذائي بإقليم برشيد - العمق المغربي

شارك

يعيش سد بن معاشو بإقليم برشيد، أحد أبرز المعالم المائية والتاريخية بالمغرب، والذي يعود تشييده إلى فترة الاستعمار، على وقع نكسة بيئية خطيرة تهدد الأمن المائي والغذائي بالمنطقة، بسبب تراكم الأوحال وفقدان الثروة السمكية، الأمر الذي أدى إلى جفافه جزئيا.

ووفقا للمعطيات المتوفرة لدى جريدة “العمق”، أصبح السد مصدرا للروائح الكريهة الناتجة عن تراكم الأوحال ونفوق الأسماك، وهو ما يؤثر سلبا على جودة الحياة في المنطقة ويزيد من الضغوط البيئية على السكان المحليين.

وأكد فاعلون جمعويون أن “المشهد العام يعكس إهمالا طويل الأمد لموارد مائية ذات أهمية استراتيجية، الأمر الذي يضع السلطات أمام تحديات كبيرة في مجال حماية البيئة وإدارة الموارد الطبيعية”.

مصدر الصورة

وانتقد متتبعو الشأن المحلي بإقليم برشيد الوضعية البيئية التي يعيشها أحد أقدم السدود على المستوى الوطني، مشددين على أن “إهمال السدود التراثية مثل بن معاشو لا يقتصر على البعد البيئي فقط، بل يمتد ليشمل البعد الاقتصادي والاجتماعي، إذ يهدد الأمن المائي والغذائي للمناطق المجاورة”.

وأوضحت الساكنة المتضررة من جفاف سد بن معاشو أن “الحفاظ على هذه المنشآت التاريخية يمثل ضرورة للحفاظ على التراث الوطني وضمان استمرارية الموارد الطبيعية للأجيال المقبلة”.

وطالبت فعاليات جمعوية بضرورة إطلاق مشاريع عاجلة لإعادة تأهيل السد وتنظيفه، بما يضمن استعادة وظيفته الأساسية كمخزن للمياه ومورد للثروة السمكية، ويحول دون تفاقم التدهور البيئي والاجتماعي في المنطقة.

مصدر الصورة

وأكد سعيد الخياطي، الفاعل الجمعوي بإقليم برشيد، أن سد بن معاشو يمثل معلمة تاريخية وتراثية كبرى في المغرب، إذ يعود تاريخ تشييده إلى فترة الاستعمار، وكان في الماضي من أهم السدود المائية بالمنطقة.

وأضاف الخياطي، في تصريح لجريدة “العمق المغربي”، أن السد، الذي يبلغ ارتفاعه حوالي 90 مترا، ظل لسنوات طويلة مملوءا عن آخره، يشكل مصدرا استراتيجيا لتخزين المياه ورافدا أساسيا للفرشة المائية، فضلا عن كونه خزانا غنيا بالثروة السمكية التي اعتمدت عليها ساكنة المنطقة في تأمين جزء من قوتها اليومي.

لكن، يوضح المتحدث عينه، أن هذا السد تحول اليوم إلى رمز للإهمال البيئي بعد أن تراكمت داخله الأوحال والملوثات لسنوات دون أي عملية تنظيف أو صيانة، ما أدى تدريجيا إلى جفاف مياهه وفقدان وظيفته الأساسية في تخزين مياه الأمطار.

مصدر الصورة

هذا الوضع، حسب قوله، جعله غير قادر على مواجهة الفيضانات أو حفظ المياه، الأمر الذي انعكس بشكل مباشر على التوازن البيئي وعلى حياة السكان.

وأشار الفاعل الجمعوي إلى أن غياب برامج الصيانة وإعادة التأهيل جعل السد يفقد أيضا ثروته السمكية التي كانت تشكل مصدر دخل وغذاء لعدد من الأسر، خصوصا المنتمية إلى الطبقات الهشة.

وقال إن الكارثة البيئية التي يعرفها السد لا تقتصر آثارها على محيطه المباشر، بل تمتد لتشمل شريط وادي أم الربيع، ما ينذر بأضرار واسعة النطاق على المجال الطبيعي والأنشطة الاقتصادية المرتبطة به.

كما شدد الخياطي على أن السد أصبح بؤرة لانبعاث الروائح الكريهة الناتجة عن تراكم الأوحال ونفوق الأسماك، وهو ما يفاقم معاناة الساكنة المحلية ويجعل حياتهم اليومية أكثر صعوبة.

واعتبر أن هذه الوضعية المؤلمة ليست سوى نتيجة طبيعية لسنوات طويلة من التجاهل وغياب تدخلات استعجالية من الجهات المسؤولة، داعيا إلى إدراج سد بن معاشو ضمن أولويات مشاريع إعادة التأهيل المائي والبيئي.

وختم الفاعل الجمعوي بتأكيد أن إنقاذ هذا السد ليس مجرد مطلب بيئي فحسب، بل هو مطلب اجتماعي واقتصادي وإنساني، لأنه يرتبط بشكل مباشر بمصدر عيش السكان المحليين وبحماية المنظومة الطبيعية على طول وادي أم الربيع.

مصدر الصورة

العمق المصدر: العمق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا