آخر الأخبار

تردي الخدمات و"غياب الإنسانية".. مستشفى محمد الخامس بالبيضاء يغرق في الفوضى - العمق المغربي

شارك

يعيش مستشفى محمد الخامس بالحي المحمدي في مدينة الدار البيضاء منذ سنوات على وقع تجاوزات وممارسات غير إنسانية، جعلت سكان المنطقة التي تتداوى فيه يرفعون أصواتهم بالاستياء والتذمر.

وتحول المرفق الصحي الذي من المفترض أن يكون ملاذا للمرضى، بحسب شهادات ومعاينات، إلى مصدر معاناة إضافية، بسبب تردي خدماته، وغياب شروط الاستقبال والعلاج، فضلا عن مشاهد مأساوية تتكرر يوميا في أقسامه المختلفة، وخاصة بمصلحة المستعجلات.

مستعجلات بطعم الموت

من يلج مصلحة المستعجلات بمستشفى محمد الخامس بالحي المحمدي يخرج بانطباع قاتم؛ برودة في الاستقبال، اكتظاظ لا يطاق، وصورة أقرب إلى انتظار الموت منها إلى طلب العلاج، حيث المرضى وذووهم يتكدسون في قاعات ضيقة، بعضهم في حالات حرجة نتيجة حوادث سير أو أمراض مفاجئة، فيما يعلو الصراخ من الألم دون أي تدخل سريع.

في نهاية الأسبوع يتضاعف الوضع سوءا، حيث تقل الموارد البشرية ويعتمد المستشفى بشكل شبه كلي على متدربين يفتقرون للخبرة، هؤلاء لا يترددون في الاتصال بالأطباء عبر الهاتف لأخذ التعليمات، بينما تظل الحالات الخطيرة رهينة للانتظار.

أحد المرضى، وفق ما عاينته “العمق”، ظل ينزف لحوالي ساعة بعد تعرضه لحادث سير خطير، وتم تركه جانبا حتى يحين دوره بعدما لم تتمكن الممرضات المتدربات من وضع المصل له بسبب عدم خبرتهن.

وبعد انتظار طويل، وحضور أقارب المريض واحتجاجهم على الإهمال، اعترف طبيب المستعجلات بأنه لا يمكن علاجه لغياب الإمكانيات والأطر المختصة، وطلب من الممرضين حقنه بإبرة بشكل عاجل لتفادي مضاعفات قد تودي بحياته أثناء تحريكه ونقله إلى مصحة خاصة، ليتم الرد عليه بشكل صادم “غير متوفرة”، وبعد صراخ واحتجاج، تقرر أن هناك إبرة وحيدة متبقية، جرى إحضارها على عجل.

ولا تقتصر محنة المرضى وأقاربهم على الخدمات الطبية فحسب، بل تمتد إلى طريقة تعامل رجال الأمن الخاص داخل المستشفى، حيث يسود أسلوب الصراخ والمنع التعسفي، إذ اشتكى كثيرون من منعهم من مرافقة ذويهم في حالات حرجة أو حتى الدخول لإحضار دواء أو مستلزمات عاجلة، ما يزيد الضغط النفسي على الأسر التي تجد نفسها في مواجهة حراس يتصرفون وكأنهم أصحاب السلطة المطلقة.

ممرضات بين الرشوة والإهمال الممنهج

وفق ما عاينته جريدة “العمق”، فإن بعض الممرضات يتركن مهامهن في المستشفى خلال ساعات العمل الرسمية، ليتوجهن إلى منازل مرضى آخرين قصد تقديم خدمات تمريضية خاصة بمقابل مادي، وهن يرتدين بدلاتهن الرسمية ويحملن أدوات ومستلزمات مأخوذة من المؤسسة العمومية.

كما تقوم بعض الممرضات بأخذ رشاوى مقابل تسهيل إدخال المرضى إلى الأطباء أو تسريع استقبالهم في قسم المستعجلات.

وحسب شهادات بعض المرضى وذويهم فإن بعض الممرضين ورجال الأمن يطلبون مبالغ مالية غير قانونية مقابل خدمات من المفترض أن تكون مجانية، سواء تعلق الأمر بتسريع الفحوصات أو الحصول على سرير أو حتى مجرد الولوج إلى الطبيب.

وتضاعف هذه الممارسات، حسب المتضررين، معاناة الفئات الهشة والمعوزة التي لا تجد بديلا عن هذا المستشفى، وتجعلها تفكر ألف مرة قبل التوجه إليه.

ودفع هذا الوضع عددا من سكان الحي المحمدي إلى المطالبة بتدخل عاجل من وزارة الصحة والجهات الوصية، للقيام بجولات ميدانية والاستماع مباشرة إلى معاناة المواطنين، بدل الاكتفاء بتقارير مكتبية، كما تطالب الساكنة بمحاسبة المتجاوزين، وتعزيز الموارد البشرية، وتجديد البنية التحتية “المهترئة” التي لا تليق بمؤسسة استشفائية في مدينة كبرى مثل الدار البيضاء.

العمق المصدر: العمق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا