قال عبد الصمد قيوح، وزير النقل واللوجستيك، السبت، إن المملكة المغربية تضع السلامة الجوية ضمن أولوياتها، مع الحرص على ملاءمة تشريعاتها لمعايير منظمة الطيران المدني الدولي، مؤكّدًا أن البلاد حققت نسبة امتثال بلغت 87% في برنامج التدقيق الشامل للسلامة الجوية لعام 2024.
وأضاف قيوح في خطاب ألقاه خلال الدورة الـ42 للجمعية العمومية لمنظمة الطيران المدني الدولي في مونتريال، أن المغرب عمل على تعزيز أمن الطيران المدني من خلال تحديث أنظمة الفحص وتطوير الأمن السيبراني، مذكّرًا باستضافة المملكة لمنتدى “سماء أكثر أمانًا” بمراكش في أبريل 2025.
وفيما يخص الاستدامة البيئية، أكد المغرب في الجمعية العمومية التزامه بتقليل الأثر البيئي لقطاع الطيران، لا سيما عبر توقيع “إعلان تولوز” و”إعلان الطموح المناخي” في مؤتمر الأطراف كوب 26، ودعم الهدف العالمي الطموح الطويل الأجل لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050، وذلك من خلال تقديم الخطة الوطنية للعمل البيئي (SAP) ورفع التقارير السنوية المتعلقة بمتابعة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لشركات الطيران المغربية في إطار نظام “CORSIA”.
ومضى وزير النقل واللوجستيك مستعرضًا مشاركة المغرب الفاعلة في برنامج (ACT-SAF) لتطوير واعتماد وقود الطيران المستدام عبر تعزيز الشراكات وتبادل المعرفة، مبرزًا أن المملكة تعمل في إطار رؤيتها المستقبلية على تنفيذ مشاريع استراتيجية مهمة تهدف إلى تعزيز مكانتها العالمية.
وأوضح أن هذه الاستراتيجية تشمل الخطة الطموحة للسياحة 2023-2026، بالإضافة إلى استضافة الفعاليات العالمية الكبرى مثل كأس العالم لكرة القدم 2030 وكأس الأمم الإفريقية 2025.
وسجل قيوح أن المملكة تواصل تطوير البنية التحتية للنقل الجوي، إذ يشهد عدد من المطارات المغربية مشاريع كبرى للتحديث والتوسعة، في إطار برنامج “رؤية مطارات 2030″، الذي يهدف إلى رفع الطاقة الاستيعابية من 40 إلى 85 مليون مسافر سنويًا مع ضمان مستوى عالٍ من جودة الخدمات.
وأشار المسؤول الحكومي إلى أن شركة الخطوط الملكية المغربية، باعتبارها فاعلًا أساسيًا، تقوم بوضع مخطط تنموي طموح يهدف إلى توسيع أسطولها ليصل إلى 200 طائرة بحلول 2037، مع الالتزام بأعلى معايير السلامة والاستدامة.
وفي إطار مساعي المملكة لتقليص بصمتها الكربونية في مجال الطيران المدني، تابع الوزير مبينًا أن الشركة الوطنية قامت بتشغيل رحلتين باستخدام وقود الطيران المستدام، الأولى بين الدار البيضاء ودكار في ديسمبر 2023، والثانية بين مراكش ومطار باريس أورلي في فبراير 2025.
وأكد قيوح أن المغرب يؤمن بأن تطوير الطيران لا يكتمل دون تنمية الكفاءات، إذ يضع العنصر البشري في قلب استراتيجياته الرامية إلى تعزيز مستوى التكوين في جميع المجالات، وأفاد بأن الرقمنة واستعمال التكنولوجيات الحديثة أصبحت أدوات رئيسية لتحسين الأداء وضمان مستويات جودة عالية.
وأضاف المسؤول الحكومي أن اعتماد الذكاء الاصطناعي في الطيران سيمكن من رفع الكفاءة وتقليص التكاليف وتحقيق أعلى درجات الأمان، مشيرًا إلى أن المغرب نظم برعاية ملكية مناظرة وطنية حول الذكاء الاصطناعي في يوليو 2025، تحت عنوان “استراتيجية فعالة وأخلاقية للذكاء الاصطناعي في خدمة مجتمعنا”، حيث يندرج هذا اللقاء ضمن دينامية تطوير شراكات فاعلة ومستدامة في قطاع الرقمنة الاستراتيجية.
وشدد قيوح على أهمية تكثيف التعاون الدولي لتحقيق الأهداف الطموحة لمنظمة الطيران المدني الدولي، كما أكد التزام المملكة المغربية وعزمها على الإسهام الفعال في تطوير قطاع الطيران المدني من خلال ترشحها لعضوية مجلس المنظمة في الفئة الثالثة للفترة 2025-2028.
وذكر قيوح الحاضرين في التظاهرة الدولية أن المغرب سيستضيف النسخة القادمة من الندوة العالمية حول دعم التنفيذ (GISS 2026) بمدينة مراكش من 14 إلى 16 أبريل 2026، مرحّبًا بجميع الحاضرين في مدينة الحضارة والضيافة.