آخر الأخبار

وهبي ينعي بنعيسى بكلمة مؤثرة: أصيلة أصبحت يتيمة برحيلك - العمق المغربي

شارك

خص وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، الراحل محمد بنعيسى بكلمة مؤثرة، استحضر فيها علاقته به وارتباطه الوثيق بمدينة أصيلة التي ارتبط اسمها بعطاءات الفقيد في الثقافة والسياسة والدبلوماسية.

وقال وهبي، في نص تأبيني خلال فعاليات موسم أصيلة، مساء الجمعة، إن رحيل بنعيسى شكل تحدياً للطبيعة، مضيفاً: “ها أنت ترحل وتترك أصيلة وراءك، لا من يغازلها ولا من يعاتبها، وحدها تصارع البحر الذي يتمدد، وذلك القطار الذي يمر بسرعة غير عابئ بها”، في إشارة إلى وحدة المدينة بعد غياب من كان يعتبر رمزها الثقافي والسياسي.

وتوقف وهبي عند ذكريات جمعته بالراحل، حين كانا يتحدثان في السياسة والفكر على شرفة منزله في أصيلة، قائلاً: “كنت هادئاً في صخب البرلمان، متأملاً أكثر من متحدث، وحين ترغب في الكلام تأخذني بعيداً وتمطرني بالأسئلة التي لا أجد لها جواباً”، معتبراً أن بنعيسى كان ينظر إلى الماضي بعاطفة وإلى المستقبل بأمل، فيما كان الحاضر بالنسبة له مرهقاً ومستفزاً.

ووصف وزير العدل الراحل بأنه كان “مسيحياً في السياسة”، متسامحاً في خلافاته، يفضل الحوار والابتسام على الصدام، وأضاف: “كنت تشتكي لي من الثقافة، وأشتكي لك من العدل، وما العدالة إلا ثقافة وما الثقافة إلا عدالة منصفة لمدينة تركتها يتيمة”، في إشارة إلى أصيلة التي اعتبرها وهبي الضحية الدائمة “بين البحر الذي يترصدها والقطار الذي يعبرها دون توقف”.

وأكد وهبي أن غياب محمد بنعيسى يمثل خسارة كبرى للثقافة المغربية ولأصيلة التي “عانقت حياته واحتضنته ميتاً”، داعياً إلى أن تواصل المدينة رسالتها الثقافية التي أسس لها الراحل، قائلاً: “على أصيلة أن تنجب مسيحاً آخر يتعبد بعشق الثقافة وينتصر على السياسة، لتبقى وفية لذاكرتها”.

واختتم كلمته بنبرة حزينة قائلاً: “لا أستطيع أن أودعك لأنني أصادق فيك أصيلة، ولا أستطيع أن أنساك لأنها تذكرني بك، فسلام على مدينة احتضنت أعز ما تملك”.

ويعد محمد بنعيسى، الذي وافته المنية قبل أشهر، واحداً من أبرز الوجوه السياسية والثقافية في المغرب، حيث شغل مناصب ديبلوماسية وحكومية، وارتبط اسمه بمهرجان أصيلة الثقافي الذي حول المدينة الصغيرة إلى منصة دولية للحوار الثقافي والفني.

العمق المصدر: العمق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا