تشهد أعمال بناء سفينة الدوريات البحرية من طراز “أفانتي 1800″، التي يتم تشييدها لفائدة القوات المسلحة الملكية المغربية من طرف شركة “نافانتيا” الإسبانية في حوض بناء السفن بـ”سان فرناندو”، تقدماً كبيراً حسب موقع “ديفينسا” الإسباني المتخصص في الشؤون الدفاعية.
واحتفى حوض بناء السفن سالف الذكر أواخر شهر مايو الماضي بتدشين هذه القطعة العسكرية الجديدة، التي يُرتقب تسليمها للجيش المغربي العام المقبل في إطار صفقة سابقة. وأشار الموقع الإسباني المتخصص إلى أن “السفينة تخضع حالياً لمرحلة البناء النهائية، وحتى الآن لم تُركب عليها الأسلحة أو أجهزة الاستشعار الخارجية، التي لن يتم الكشف عن نماذجها وفق سياسة العميل”.
وذكر المصدر ذاته أن الحكومة المغربية وقعت في شتنبر من العام 2022 قرضاً بقيمة 95 مليون يورو مع “بنك سانتاندير” لتمويل بناء الزورق من قبل شركة نافانتيا الإسبانية، بتكلفة إجمالية تصل إلى 130 مليون يورو، قبل أن تنطلق رسمياً أشغال البناء في أوائل يوليوز من سنة 2023.
وأوضح الموقع المذكور أن “إزاحة هذه القطعة ستبلغ عند التحميل الكامل نحو 2,020 طنًا، بطول 87 مترًا وعرض 13 مترًا، وستضم مساحة كبيرة مخصصة للطيران في السطح، ما يسمح بتشغيل مروحية أو نظام جوي غير مأهول (UAS)، كما ستكون مجهزة بزورقين مساندين من نوع RHIB”، وبيّن أن “السرعة القصوى للسفينة يمكن أن تصل إلى 24 عقدة بفضل نظام الدفع المدمج المزود بأربعة محركات من نوع MAN 175D وخمسة مجموعات مولدة من نوع Baudouin 6 M26.3”.
وأشار المصدر نفسه إلى أنه “حتى الآن لم يتم الكشف عن أنظمة القتال والأسلحة التي يتم دمجها في سفينة ‘أفانتي 1800’، غير أن تصميمها متعدد الاستخدامات ويتيح دمج عدة أسلحة، بما في ذلك مدافع من عيار 76 أو 57 ميليمتراً، بالإضافة إلى أنظمة أسلحة يتحكم بها عن بُعد من طراز RCWS بعيار 25 أو 30 ميليمتراً، إلى جانب مجموعة واسعة من الصواريخ”.
كما أكد موقع “ديفينسا” الإسباني المتخصص في الشؤون الدفاعية أن “سفينة الدوريات البحرية التي يتم العمل عليها في حوض بناء السفن بـ’سان فرناندو’ تعد أول سفينة حربية يبنيها حوض بناء سفن إسباني للمغرب منذ نحو أربعة عقود، إذ تعود آخر عملية بناء إلى أوائل ثمانينيات القرن الماضي، عندما بنت شركة Empresa Nacional Bazán (حالياً نافانتيا) فرقاطة الليوتنان كولونيل الرحماني، التي تم تسليمها في 28 مارس 1983”.
وخلال حفل تدشين هذه السفينة الدورية السريعة في 27 مايو الماضي، بحضور شخصيات رسمية من المغرب وإسبانيا، أكد القبطان محمد الفاضلي، عن البحرية الملكية المغربية، على أهمية هذا المشروع باعتباره انعكاساً لروابط الصداقة العميقة بين الرباط ومدريد، مشدداً على أن الخصائص التكنولوجية المتقدمة لهذه القطع تجسد طموح البحرية الملكية في امتلاك أسطول فعال ومتعدد الاستخدامات ضمن خطة تحديث الجيش المغربي التي يقودها الملك محمد السادس لمواجهة التحديات المتغيرة للأمن البحري.