آخر الأخبار

بعد تكليفه بتدبير أكاديمية الداخلة.. بوكنين يثير الجدل بمذكرة حول هندام الأساتذة - العمق المغربي

شارك

أثارت مذكرة صادرة عن المدير المكلف بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الداخلة – وادي الذهب، عيدة بوكنين، جدلا واسعا في الأوساط التعليمية، حيث دعت الأطر التربوية إلى ضرورة الالتزام بهندام مهني لائق وارتداء الوزرة، في خطوة تأتي بعد أيام قليلة من إعفاء محمد فوزي من مهامه كمدير للأكاديمية، وهو ما اعتبره العديد من الأساتذة مطلبا يضاف إلى سلسلة الأعباء المادية التي يتحملونها دون أي تعويض يذكر.

ودعت المراسلة الإدارية مديرات ومديري المؤسسات التعليمية بالجهة إلى تفعيل مذكرة وزارية سابقة صادرة عام 2017، تحث على الحرص على اعتماد هندام لائق ومهني يعكس مكانة رسالة التعليم ورمزيتها.

وشددت الأكاديمية على تشجيع الأستاذات والأساتذة على الارتداء المنتظم للوزرة، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الهوية المهنية ومظهرا من مظاهر الاحترام للعمل التربوي، فضلا عن إبراز قيمة هذا السلوك في تقوية صورة المؤسسة التعليمية كفضاء للتربية والتكوين والقدوة أمام المتعلمين والمتعلمات.

وكشفت ردود الأفعال التي عجت بها مواقع التواصل الاجتماعي عن امتعاض شريحة واسعة من الشغيلة التعليمية من هذا القرار، حيث تساءل العديد من المعلقين عن سبب تركيز الإدارة على جوانب شكلية في وقت يعاني فيه القطاع من مشاكل جوهرية أعمق.

وأشار المنتقدون إلى أن مطالبة الأستاذ بشراء “بذلة العمل” من ماله الخاص يمثل استثناء داخل منظومة الوظيفة العمومية، على عكس العديد من القطاعات الأخرى التي يستفيد موظفوها من تعويضات خاصة باللباس المهني، مما يشعرهم بالتمييز وانتقاص من قيمة مجهوداتهم.

وأكد عدد من الأساتذة في تدوينات متفرقة أنهم غالبا ما يجدون أنفسهم مضطرين لتغطية نفقات مستلزمات بيداغوجية أساسية من جيوبهم لضمان سير العملية التعليمية، كشراء الطباشير وأقلام السبورة، وفي أحيان أخرى يضطرون لشراء دفاتر وكتب مدرسية للتلاميذ المعوزين.

وقال المعنيون بالمذكرة إن تحميلهم عبئا ماليا إضافيا من أجل “الهندام” يتنافى مع مبدأ توفير الدولة لظروف العمل الملائمة، ويحول التركيز عن الأولويات الحقيقية المتمثلة في تحسين جودة التعليم ومعالجة الاكتظاظ وتوفير الموارد الديداكتيكية اللازمة.

وفي هذا السياق، اعتبر عضو بالمكتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم fne، كبير قاشا، أن المذكرة المنسوبة لأكاديمية الداخلة وادي الذهب بشأن الهندام المدرسي داخل المؤسسات التعليمية، تعد محاولة لتشويش الانتباه عن المشاكل الجدية التي يغرق فيها القطاع سنة تلو الأخرى.

وأوضح المسؤول النقابي في تصريح لجريدة “العمق”، أن المذكرة المذكورة تستند في مرجعيتها على المذكرة الوزارية رقم 17.093، الصادرة عن وزير التربية الوطنية الأسبق السيد حصاد، الذي بين المصدر أنه قادم من وزارة الداخلية بخلفية وصفها بأنها “تنظر بعين متحيزة للتسلط”.

وأشار إلى أن تلك المذكرة كانت قد اقترحت على أطر المؤسسات التعليمية ارتداء الوزرة البيضاء بهدف تحسين جاذبية المدرسة والتعبير عن اعتزازهم بالمهنة، لكنها لم تكن ذات طابع إلزامي.

وأكد المصدر ذاته أن تحسين مناخ التعليم وجعل المدرسة فضاء جاذبا للتلاميذ لن يتحقق عبر إلزام الأساتذة بارتداء وزرة أو بذلة رسمية، وهو ما اعتبره تنميطا لأشكال أطر القطاع ووصاية على أجسادهم وأرواحهم. وشدد على أن هيبة المدرسة العمومية تتحقق فعليا عبر مراجعة أوجه الإنفاق عليها وتزويدها بكافة المرافق والتجهيزات الضرورية وأنسنتها.

وتابع المتحدث أن شعور الأساتذة بالفخر والاعتزاز بالانتماء للمهنة لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال التفاعل الجدي مع مطالبهم، والإنصات العميق لهمومهم، والوفاء بالالتزامات والتعهدات والاتفاقات المبرمة معهم.

وأشار المصدر وفقا لما أورده، إلى أنه إذا كان لارتداء الوزرة البيضاء مبرراته في الماضي لحماية الملابس من غبار الطباشير، فإن هذا المبرر لم يعد قائما مع استخدام أقلام اللبد. وختم تصريحه بالتأكيد على أن معالجة أزمات القطاع لن تتم بتعزيز مفاهيم الطاعة والضبط والخضوع، بل بغرس قيم الاختلاف والحرية والنقد وقبول الآخر في الفضاءات التعليمية.

العمق المصدر: العمق
شارك

الأكثر تداولا اسرائيل حماس حرب غزة

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا