آخر الأخبار

مركز إسرائيلي: تداعيات حرب غزة وضمّ الضفة الغربية تنسف "اتفاقيات أبراهام"

شارك

أكد تقرير حديث صادر عن المعهد الإسرائيلي للسياسة الخارجية الإقليمية (ميتيفيم) أن “اتفاقيات أبراهام، منذ توقيعها قبل خمس سنوات، نجحت في بناء بنية إقليمية جديدة، وإن كانت هشة”، معتبراً في الوقت ذاته أن “صمود هذه الاتفاقيات، حتى في أوقات الصراع، دليل على براغماتية جديدة في العلاقات العربية الإسرائيلية؛ لكن في غياب الروابط العميقة بين الشعوب يبقى التطبيع محدودًا”.

وشدد مركز التفكير ذاته على أن “العلاقات التي بُنيت في إطار هذه الاتفاقيات معرضة للذبول، إذ إن استمرار الحرب وفكرة الضم يشكلان تهديداً حقيقياً لاستمرارها”، مبرزاً أن “بقاء اتفاقيات أبراهام في قلب حرب مستمرة يدل على وجود ‘تطبيع وظيفي’ قائم على مصالح الدول، رغم أن الحالة مع المغرب مختلفة قليلاً، إذ تستند العلاقات معه أيضاً إلى إرث تاريخي وديني وثقافي مشترك؛ لكن في كل الدول المعنية الفجوة بين النخب والجماهير تتسع، وهذا يزداد وضوحاً بين جيل الشباب الذي لم يعرف الحروب، وضغوطه تدفع النخب إلى ردود فعل محسوبة”.

وذكر المصدر ذاته أن “الأضرار التي لحقت باتفاقيات أبراهام بفعل الحرب كبيرة، لكنها ليست غير قابلة للإصلاح؛ غير أن ترميم العلاقات مع إسرائيل وتوسيعها لتشمل السعودية أمر ضروري، لكنه مشروط أيضاً بوقف الحرب وبمدى التقدّم في حل القضية الفلسطينية”.

وأشار المعهد الإسرائيلي للسياسة الخارجية الإقليمية إلى أن “الحرب في غزة وضعت الاتفاقيات أمام امتحان قاسٍ، إذ أثارت مشاهد الدمار وتعاطف الشارع العربي مع الفلسطينيين شكوكاً حول صمودها، ومع ذلك لم تقطع أي من الدول الموقعة علاقاتها مع إسرائيل”، مضيفاً أن “بعض هذه الدول اتخذت إجراءات رمزية، لكن قنوات الدبلوماسية والتجارة والأمن بقيت فاعلة، وإن سراً أحياناً”.

وشدد المصدر ذاته على أن “هذا الثبات يعكس عمق الخيار الإستراتيجي لتلك الدول، فقد أكدت الإمارات، على وجه الخصوص، التزامها بالاتفاقيات، وقدّمت علاقاتها مع إسرائيل كرصيد وطني رغم الانتقادات الداخلية”، معتبراً أنه “بخلاف الأردن ومصر أسست الإمارات علاقات أكثر دفئاً نسبياً مع إسرائيل، بل منحت شرعية لوجودها في الفضاء العام، لكن نوايا الحكومة الإسرائيلية بضم أجزاء من الضفة الغربية دفعت الإمارات إلى إطلاق تحذير علني بأن ذلك ‘خط أحمر’ سيضر بشدة بروح التكامل الإقليمي”.

ولفت المعهد في هذا الصدد إلى أن “أبوظبي لم تهدد صراحة بإلغاء الاتفاقيات، لكنه يبقى الموقف الأشد الذي اتخذته منذ توقيعها، وقد وُجّه التحذير أيضاً، وربما بالأساس، إلى واشنطن”، مسجلاً في الوقت ذاته أن “الفجوة بين مواقف النخب والرأي العام العربي، خصوصاً بين الشباب، تتسع أكثر فأكثر، ومعها يتزايد أيضاً الثمن السياسي الذي تدفعه دول الاتفاقيات لقاء علاقاتها مع إسرائيل؛ فبينما تصف الحكومات هذه العلاقات كضرورة إستراتيجية، يردّ الجمهور بالمقاطعة والتضامن الشعبي مع الفلسطينيين”.

وخلص مركز التفكير ذاته إلى أن “السعودية، التي كانت حتى اندلاع الحرب المرشح الأبرز للانضمام إلى الاتفاقيات، حذرة للغاية، وباعتبارها ‘حامية الأماكن المقدسة’ وقائدة للعالم السني فهي لا تتعجل التطبيع من دون ثمن جوهري في القضية الفلسطينية أو ضمانات أميركية في المجالين الأمني والنووي”، مؤكداً أن “الرياض تُبقي الباب مفتوحاً للتطبيع مع إسرائيل بعد الحرب، لكنها تربطه بقيام دولة فلسطينية أو على الأقل خطوات عملية نحو حل الدولتين؛ أما ضم أجزاء من الضفة فسيضع بالطبع أي اتفاق مع السعودية في مهب الخطر”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا