آخر الأخبار

فيروس إيبولا يهدد إفريقيا مجددًا.. وخبراء يرصدون جاهزية المغرب للوقاية

شارك

أعاد الإعلان عن وفاة خمسة عشر شخصًا في جمهورية الكونغو الديمقراطية جراء إصابتهم بفيروس إيبولا النقاش الدولي حول خطورة هذا المرض، خاصة أنه يُعد من أكثر الأمراض فتكًا في العالم؛ ومع توالي الأنباء عن عودة ظهوره في إفريقيا يثار التساؤل في المغرب حول إمكانية انتقاله إلى المملكة، في ظل ما يشهده العالم من حركة سفر كثيفة قد تساهم في انتقال الفيروس عبر الحدود.

وبينما يشدد الخبراء على خطورة الفيروس ومعدل وفياته المرتفع فإنهم يؤكدون في الوقت نفسه أن المغرب يتوفر على إجراءات وقائية صارمة ومراقبة صحية دقيقة تجعل احتمال وصوله ضعيفًا، مع ضرورة الحفاظ على الحذر واليقظة الدائمين.

في هذا السياق أوضح مولاي مصطفى الناجي، مدير مختبر علوم الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن هذا المرض موجود منذ سنوات طويلة في الكونغو الديمقراطية، ويظهر بين الحين والآخر على شكل تفشيات محدودة، وأضاف ضمن تصريح لهسبريس أن الفترة الحالية عرفت تطورات علمية مهمة بفضل التوصل إلى لقاح فعال، كما تعمل منظمة الصحة العالمية على مساعدة الكونغو من أجل احتواء المرض ومنع انتشاره في بلدان أخرى.

وأشار الناجي إلى أن “هذا لا يعني أن جميع الدول تتوفر على الإمكانيات ذاتها لمواجهة الوباء، إذ تبقى قدرات الاستجابة مرتبطة بعدة عوامل أبرزها المراقبة على الحدود”، وزاد: “اليوم أصبح السفر بين الدول سهلاً وسريعًا، وقد يحمل شخص الفيروس دون أن تظهر عليه الأعراض إلا بعد فترة حضانة معينة”.

وتابع المتحدث ذاته: “من هنا تأتي أهمية التشخيص في نقاط العبور الحدودية، حيث يمكن من خلال ارتفاع درجة الحرارة أو بعض العلامات الأولية اكتشاف الحالات المشتبه فيها وعزلها”، وخلص إلى أن المغرب لا يواجه تخوفات كبيرة من وصول المرض، نظرًا لوجود طواقم طبية متأهبة وإجراءات وقائية صارمة وضعتها وزارة الداخلية ووزارة الصحة لحماية البلاد من هذه الأمراض.

من جانبه قدّم الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، عرضًا مبسطًا حول مرض إيبولا، مبرزًا أنه فيروس خطير تصل نسبة الوفيات بسببه إلى ما بين ثلاثين وتسعين في المائة حسب الدول وسرعة انتشارها.

وأوضح حمضي، ضمن تصريح لهسبريس، أن المرض اكتُشف لأول مرة سنة 1976 في السودان وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية، وعاد منذ ذلك الحين في شكل موجات وبائية خاصة في إفريقيا الوسطى والغربية، وأشار إلى أن “للفيروس ست سلالات، أخطرها سلالة زاير، وهي الوحيدة التي يتوفر لها لقاح فعال، وهو ما يشكل عاملاً إيجابيًا لأن السلالة المنتشرة حاليًا في الكونغو الديمقراطية تنتمي إلى هذا النوع”.

وبيّن الباحث ذاته أن “أعراض المرض تتمثل في الحمى والإرهاق والآلام، ثم نزيف داخلي وخارجي قد يؤدي إلى الوفاة”، لافتا إلى “غياب علاج دوائي محدد رغم وجود بعض اللقاحات الناجعة ضد سلالة زاير”، وزاد: “أما مصدر الفيروس فيعود إلى الخفافيش التي تتغذى على الفواكه، والتي لا تمرض لكنها تنقل العدوى إلى حيوانات برية مثل القرود، ومن هناك إلى الإنسان عبر ملامسة الدم أو استهلاك اللحوم”.

وأضاف المتحدث ذاته أن الفيروس لا ينتقل عبر الهواء مثل الإنفلونزا أو كوفيد، بل من خلال ملامسة سوائل الجسم، وهو ما يجعل العدوى تحتاج إلى تماس مباشر، سواء في إطار الرعاية الطبية أو أثناء مراسيم الدفن، وهو ما يفسر ارتفاع معدل الإصابات بين الطواقم الصحية إذا لم تتخذ التدابير الوقائية.

وبالنسبة إلى المغرب أكد حمضي أن الوضع لا يدعو إلى القلق، إذ إن الفيروس لا ينتقل إلا بعد ظهور الأعراض، ما يسهل التعرف على الحالات وعزلها، كما أن طرق انتشاره ليست سهلة، ويكفي احترام شروط النظافة والوقاية لتفادي العدوى؛ غير أنه شدد في الوقت نفسه على ضرورة الحذر، لأن الأوبئة قد تشهد تحولات جينية تجعلها أكثر سرعة في الانتشار.

وأكد الطبيب نفسه أنه يتعيّن تعزيز المراقبة الصحية في الحدود والمطارات والموانئ، مع اعتماد التشخيص المبكر دون إثارة الفزع، مبرزًا أن التعامل مع هذه الأوبئة يجب أن يتم بمنهجية علمية واحترازية، بعيدًا عن ردود الفعل المتوترة أو العشوائية.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا