آخر الأخبار

ساكنة واد بوتيوس تطالب سلطات زاكورة بإصلاح طريق إقليمية منسية منذ الاستعمار - العمق المغربي

شارك

في وقت تتسارع فيه برامج التنمية القروية وفك العزلة عن المناطق النائية، ما تزال ساكنة واد بوتيوس بجماعة ترناتة، إقليم زاكورة، تعاني في صمت جراء تدهور الطريق الإقليمية رقم 15/20، التي تربط بين زاكورة ولبليدة، مرورا بجماعة ترناتة، وهي طريق غير معبدة منذ عهد الاستعمار، وتتحول إلى معبر محفوف بالمخاطر كلما تهاطلت الأمطار.

وتطالب الساكنة، بضرورة التدخل العاجل لإصلاح الطريق التي تمر عبر مجالات رعوية وسكنية تعيش فيها أكثر من 60 أسرة، وسط ظروف من العزلة التامة، في غياب البنية التحتية وتغطية الهاتف والحد الأدنى من الخدمات الأساسية، حسب ما أفادت به مصادر محلية لجريدة “العمق”.

وفي هذا السياق، كشف مصطفى معيزو، وهو واحد من سكان دوار بوتيوس زاوية بيهي، أن “الطريق المعنية موجودة منذ القدم، ومع ذلك لم يتم إصلاحها البتة، ما جعل الساكنة تعاني من عزلة تامة، خصوصا عند هطول الأمطار، حيث تنقطع الطريق بالكامل، في غياب تام للآليات رغم توفرها لدى المجلس الإقليمي”، مرجعا هذا الإهمال إلى “حسابات سياسية وحزبية ضيقة”.

وأبرز معيزو في تصريح لـ“العمق المغربي”، أن “الساكنة تواجه عزلة كبيرة بسب إنعدام وسائل المواصلات، والإنترنت، والمدارس، فضلا عن غياب أبسط المتطلبات الطبية”، مضيفا أن “مقومات الحياة البسيطة تغيب بالمنطقة، ما دفع بالساكنة إلى مناشدة السلطات المختصة عبر مراسلات كتابية وزيارات ميدانية، لتتلقى الوعود الكاذبة والاستخفاف بمطالبها”.

من جهة ٱخرى، دعا المتحدث ذاته الجهات المختصة، وعلى رأسها عامل إقليم زاكورة، إلى القيام بزيارات ميدانية لتفقد أوضاع أكثر من ستين عائلة تقطن بالمنطقة، وتوفير وسائل الاتصال والإنترنت، باعتبارها الوسيلة الأقرب لربط الساكنة بالمجال الحضري، إلى جانب المستلزمات الطبية، خاصة مضادات السموم.

وختم المصدر نفسه تصريحه بالتاكيد على ضرورة تمثيل الساكنة والدفاع عن حقوقها ومتطلباتها، معربا عن أمله في أن “تجد مطالبهم آذانا صاغية لفك العزلة وتحقيق الحد الأدنى من متطلبات العيش الكريم، إسوة بباقي ساكنة الإقليم”.

وفي السياق ذاته، قال الفاعل الحقوقي محمد لمين الأبيض، وهو الٱخر واحد من أبناء المنطقة، إن “الطريق الإقليمية رقم 15/20 تبقى الوحيدة في إقليم زاكورة التي لم تعبّد إلى اليوم، رغم أنها تربط بين جماعتين وهما زاكورة والبليدة، وتصل بين إقليمي زاكورة وطاطا، وبالتالي فهي صلة بين جهتين، وهما جهة درعة تافيلالت وسوس ماسة”.

وأضاف لمين الأبيض في تصريح لـ“العمق المغربي”، أن “الطريق أنشئت منذ عهد الاستعمار، وتمثل اليوم المسلك الوحيد لعشرات الأسر القاطنة على طول واد بوتيوس، بطابعهم الرعوي والفلاحي، ومع كل تساقطات مطرية تنقطع المنطقة عن العالم الخارجي بالكامل، مما يعرض السكان لمعاناة إنسانية خطيرة، خصوصا في الحالات الصحية الاستعجالية”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن “رئيس المجلس الإقليمي سبق له أن وعد بإصلاح هذه الطريق منذ سنة 2016، غير أن الوعود ظلت حبيسة التصريحات، دون أي تدخل فعلي، بل حتى الآليات البسيطة لتسريح المسالك لم تخصص للمنطقة رغم خطورة الوضع”.

واستعرض لمين الأبيض حالة إنسانية مؤلمة لرجل مسن بدوار واد جراد، ظل في حالة حرجة دون إمكانية إسعاف، بسبب انقطاع الطريق، واضطرت زوجته لقطع مسافة ساعة ونصف مشيا على الأقدام لإبلاغ قريبة لها بالخبر عبر هاتف تقليدي، قبل أن يتم نقل المريض عبر ثلاث مراحل عبر شاحنة و“بيكوب”، إلى أن وصلت سيارة الإسعاف، في رحلة استغرقت ساعات.

وطالب لمين الأبيض، السلطات المعنية بكافة مستوياتها، بـ“برمجة الطريق ضمن مشاريع الإقليم ذات الأولوية، وإنصاف الساكنة التي تنتظر منذ سنوات، على أمل الوصول إلى طريق تضمن الكرامة والحق في التنقل والخدمات الصحية”.

من جهتها، وجهت ساكنة واد بوتيوس، في ستنبر 2019 مراسلة رسمية إلى عامل إقليم زاكورة، تتوفر “العمق المغربي” على نسخة منها، تطالب فيها بـ“التدخل العاجل لتعبيد الطريق الإقليمية رقم 15/20، وتسخير آليات المجلس الإقليمي لإصلاحها، لما لها من أهمية استراتيجية في فك العزلة عن حوالي 80 عائلة مستقرة ومتنقلة”.

وأكدت الساكنة في مراسلتها أن هذه الطريق تعد الأقصر نحو لبليدة (73 كلم فقط)، مقارنة بالمسارات البديلة التي تصل إلى 104 و174 كلم، مشيرة إلى أن “المنطقة ظلت محرومة حتى من أبسط أشكال التدخلات الترابية، رغم التوجيهات الملكية المتكررة بخصوص تنمية العالم القروي وفك العزلة عن المناطق النائية”.

وختمت الساكنة مراسلتها بالمطالبة بـ“فك العزلة عن حوالي 80 عائلة ما بين القارين والرحل”، لافتة إلى أن “رئيس المجلس الإقليمي سبق له أن وعدهم بإصلاحها منذ سنة 2016 ولحد الآن ما زالو ينتظرون”.

العمق المصدر: العمق
شارك

الأكثر تداولا اسرائيل حرب غزة حماس

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا