آخر الأخبار

إسبانيا تفتح أرشيفها السري.. كشف وشيك لتفاصيل انسحابها من الصحراء المغربية - العمق المغربي

شارك

كشفت مجلة “جون أفريك” الفرنسية في تقرير لها أن الحكومة الإسبانية اتخذت منعطفا تاريخيا بإقرارها أواخر يوليو الماضي مشروع قانون يهدف إلى استبدال قانون الأسرار الرسمية الموروث من حقبة فرانكو منذ عام 1968.

وتمهد هذه الخطوة التشريعية، التي طال انتظارها، لعملية رفع سرية واسعة النطاق عن وثائق الدولة، مما يفتح الباب أمام كشف تفاصيل دقيقة وحساسة تتعلق بالانسحاب الإسباني المفاجئ من الصحراء المغربية عام 1975، والذي لا يزال يوصف في مدريد بأنه “مرتجل” ويحيط به الغموض. وتترقب الأوساط السياسية والبحثية في كل من مدريد والرباط هذا التطور باهتمام بالغ، لما قد يحمله من تداعيات دبلوماسية ورمزية كبيرة.

ويعد المغرب معنيا مباشرا بهذه العملية، إذ تأمل الرباط أن تسلط المحفوظات التي سيتم الكشف عنها الضوء على التزامات إسبانيا في تلك الفترة، أو تكشف عن أي شكل من أشكال الاعتراف الضمني بالسيادة المغربية على الصحراء، وهو ما سيكون له وزن دبلوماسي كبير.

وتشمل الفترة الزمنية المستهدفة أحداثا محورية في تاريخ المنطقة، على رأسها تنظيم المسيرة الخضراء، والمفاوضات التي أفضت إلى اتفاقيات مدريد الثلاثية في 14 نوفمبر 1975، والتي رسمت خريطة الانسحاب الإسباني، بالإضافة إلى طبيعة الدور الذي لعبته الولايات المتحدة والانقسامات التي كانت تعصف بهيئة الأركان الإسبانية آنذاك.

وقد أوضح فيليكس بولانيوس، وزير شؤون الرئاسة الإسباني، أن عملية رفع السرية ستتم بشكل تدريجي ومن المتوقع أن تدخل حيز التنفيذ الكامل بحلول نهاية عام 2026، مشيرا إلى أن الأولوية ستعطى للملفات المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان. ونبه الوزير أيضا إلى أن حجم الوثائق هائل جدا، مما يستدعي جهودا لوجستية ضخمة لتحديدها وتصنيفها وفهرستها قبل إتاحتها للجمهور والباحثين.

ورغم التفاؤل، أثارت هذه الخطوة مخاوف لدى الأكاديميين، حيث يخشى خبراء مثل البروفيسور نيكولاس سيسما من احتمالية تكرار سيناريوهات سابقة، كإتلاف وثائق تتعلق بمعارضي نظام فرانكو في الثمانينيات. ويشير سيسما إلى أن غياب الشفافية في إسبانيا يدفع الباحثين للاعتماد على أرشيفات أجنبية، مما يخلق “نسيانا استراتيجيا” ويعيق الوصول إلى الحقيقة الكاملة.

ويظل التحدي الأكبر الذي يواجه الديمقراطية الإسبانية ليس فقط في رفع السرية، بل في جعل هذه الثروة الأرشيفية قابلة للاستغلال الفعلي عبر إنشاء جرد عام ومنظم يمكن للباحثين الاعتماد عليه، لأنه كما تقول صحيفة “إلباييس” الإسبانية: “لا يمكن للباحثين أن يطلبوا ما يجهلون وجوده”.

العمق المصدر: العمق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا