مستهلّ قراءة مواد بعض الأسبوعيات من “الأيام”، التي كتبت أن الخبير الأمريكي مايكل روبن اعتبر في حوار مع الأسبوعية أن توافق الديمقراطيين والجمهوريين، الذي لا يحدث إلا مرات قليلة، على دعم مبادرة الحكم الذاتي، يدلّ على أهمية المغرب الإستراتيجية وثقة واشنطن في مقاربته. ولم يتردد مايكل روبن في وصف تدبير الأمم المتحدة لملف الصحراء بـ”الفاشل”، معتبرًا أنها أصبحت تطيل أمد النزاع بدل حله، وذهب أبعد من ذلك بالقول إنه بوفاة السيناتور جيم اينهوف، وعجز وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر عن التأثير في السياسات، لم يعد لدى الجزائر أحد يمكنها رشوته بعقود غاز.
ويراهن الخبير الأمريكي على أن أصوات الرفض داخل المخيمات آخذة في الارتفاع، وسَيأتي وقت لن يستطيع فيه المجتمع الدولي تجاهلها، وأن العقلانية المغربية، وثبات الشراكة الإستراتيجية مع واشنطن، هما ما يجعلان من الرباط شريكًا استثنائيًا في محيط مضطرب.
وفي التصريح ذاته قال الخبير المقيم بمركز التفكير الأمريكي “إنتربرايز إنستيتيوت”: “لقد عدت للتو من كوت ديفوار، وزرت سابقًا مالي وبوركينا فاسو، وكنت محظوظًا أيضًا لزيارة معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات بالرباط. يمكن أن أؤكد أن المغرب هو الأساس الذي يقوم عليه استقرار غرب إفريقيا. من الواضح أن سكان المنطقة ينظرون بشكل متزايد إلى المغرب كنموذج يحتذى به”.
الأسبوعية ذاتها نشرت كذلك أن رئيس حركة العمل الوطني من أجل سورية أحمد رمضان قال في تصريح لـ”الأيام”، بمناسبة الذكرى 26 لعيد العرش: “لن ننسى الأيادي البيضاء لمحمد السادس طوال 14 عامًا من الثورة”.
واستعاد رئيس حركة العمل من أجل سورية في التصريح ذاته بعضًا مما كان شاهدًا عليه من تميز علاقات المغرب مع الشعب السوري، والاهتمام الذي يحظى به السوريون في المغرب، عندما قال: “لقد شاهدت بعيني، خلال زياراتي للمملكة المغربية، حجم التعاطف الذي حظي به السوريون على المستويين الرسمي والشعبي، والمشاعر الفياضة التي تختلج في قلوب الشعب المغربي الشقيق تجاه أهله في سورية وبلاد الشام. وقد أكد لي ذلك أهمية أن تسارع الدولة السورية الجديدة لردّ المعروف، والوقوف إلى جانب المغرب في أهم ما يتعرض له، وهو الوحدة الترابية والاعتراف الكامل بمغربية الصحراء، ورفض أن تكون سورية منطلقًا لأي عمل أو نشاط يمس وحدة التراب المغربي، كما فعل نظام الأسد البائد عندما سمح لانفصاليي جبهة البوليساريو باستخدام الأرض السورية منطلقًا لأعمال تهدف إلى نشر الإرهاب وزعزعة الاستقرار في الصحراء المغربية”.
وفي حوار مع “الأيام” ورد أن السفير البريطاني السابق لدى الرباط (2017 ـ 2020)، طوماس رايلي، لا يخفي حماسه بعد إعلان لندن دعمها الحكم الذاتي، واعتباره الأساس الأكثر مصداقية وقابلية للتطبيق وبرغماتية والأقرب لتسوية النزاع، كما لا يخفي دفاعه عن الشراكة الاقتصادية والثقافية بين الرباط ولندن.
وقال توماس رايلي: “لقد كنت سعيدًا للغاية بتوقيع الاتفاقيات بين المملكة المتحدة والمغرب، التي تم من خلالها الاعتراف البريطاني بسيادة المغرب على صحرائه”.
وأضاف السفير البريطاني السابق: “مما لا شك فيه أن الوجود المغربي في الصحراء المغربية له أهمية بالغة، فهو يوفر إمكانات حقيقية للتنمية الاقتصادية التي لم تكن لتتحقق لولا هذا الوجود. كما أن الوجود المغربي في منطقة الصحراء مهم للغاية لضمان استقرار وازدهار المنطقة. لقد رأينا كيف أن الانقلابات العسكرية والتدخل الروسي عمّقَا حالة عدم الاستقرار في الساحل. بالنسبة لي يمثل المغرب من خلال سياسته متعددة الأقطاب شريكًا واعدًا للاستثمار بالنسبة للاتحاد الأوروبي”.
وإلى حوار آخر مع المنبر الإعلامي ذاته، ورد به أن مستشار المرزوقي (الرئيس التونسي السابق) أنور الغربي، قال: “أعتقد أن مرور 26 عامًا على تولي الملك محمد السادس حكم المغرب مناسبة من أجل استعراض شامل لتاريخ منطقتنا المغاربية والعلاقات المغربية‑التونسية بشكل خاص. في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة من تاريخ المنطقة العلاقات التونسية‑المغربية كانت معروفة ومتجذرة منذ زمن الاستعمار الفرنسي للبلدين اللذين حصلا على استقلالهما في السنة نفسها، وقد كانت منذ البداية علاقات متطورة، والدليل هو أن أكبر شارع في العاصمة تونس يحمل اسم الملك الراحل محمد الخامس”.
وتطرّق المستشار السابق في الرئاسة التونسية، وهو يتحدث لـ”الأيام”، لثورة الياسمين في تونس عام 2011، والموقف المغربي الذي اعتبره إيجابيًا ويعكس عمق العلاقات بين البلدين، وحرص المغرب على استمرار الدولة التونسية، عندما أشار من موقعه داخل الرئاسة التونسية خلال تلك الفترة إلى الموقف المشرف للمغرب خلال المنتدى العربي الثاني لاسترداد الأموال المنهوبة، الذي عقد بمراكش بشراكة مع البنك الدولي.
أما “الوطن الآن” فكتبت أن ما يميّز تجربة المغرب الحديثة في ظل قيادة الملك محمد السادس ليس فقط الإنجاز في حدّ ذاته أو من يسهر عليه، بل طريقة التفكير في الإنجاز، إذ لم تكن الإصلاحات مجرد استجابات ظرفية أو مرحلية، بل تعبيرًا عن رؤية شمولية تنظر إلى الدولة ككائن يتطور.
ونقرأ ضمن مواد الأسبوعية نفسها أيضًا أن الورش الاجتماعي في عهد الملك محمد السادس أصبح يشكل حجر الزاوية في السياسة العمومية خلال السنوات الأخيرة.
وأضاف الخبر أن عيد العرش يعيد كل سنة فرصة لتسليط الضوء على العديد من الملفات ذات البعد الاجتماعي في عهد الملك محمد السادس، إذ يؤكد العديد من المتابعين أنه في عهده انطلقت الكثير من المشاريع والأوراش الاجتماعية الموجهة إلى المواطن من أجل تقليص حدة الفوارق.
في الصدد ذاته أفادت فاطمة بنعدي، رئيسة الاتحاد الوطني للمتصرفين المغاربة، بأن مرحلة حكم محمد السادس ترجمت إرادة قوية لإرساء دعائم الدولة الاجتماعية والانكباب على قضايا الإنسان المغربي بكل فئاته، وبارتباط وثيق بكل جوانب حياته. وذكر جمال فكري، الكاتب العام لمركز المنارة للدراسات والأبحاث، أن الملك محمدا السادس سهر شخصيًّا على ورش القضايا الاجتماعية، وأن عيد العرش تعدّى الطابع الاحتفالي التقليدي، إذ صار مناسبة لتعداد المنجزات واستشراف الأوراش الكبرى لبلدنا، التي تضع في أولوياتها الدولة الاجتماعية كَورْش واعد بقيادة الملك محمد السادس.
وأفاد مصطفى شعون، الأمين العام الوطني للمنظمة الديمقراطية للنقل واللوجيستيك متعددة الوسائط، بأن المغرب أطلق عدة برامج اجتماعية في عهد الملك محمد السادس، تهدف إلى تعزيز العدالة الاجتماعية وتحسين ظروف عيش المواطنين، انسجامًا مع التوجيهات الداعية إلى بناء مغرب التضامن والتماسك.
“الوطن الآن” نشرت أيضًا أن المغرب شهد على مدار 26 سنة من حكم الملك محمد السادس تحولات هامة ومُميزة في مختلف المجالات، كان للتوجه الرياضي فيها نصيب مهم لا يمكن إنكاره.
وفي السياق نفسه أفاد إدريس عبيس، إطار وطني، بأن الملك محمدا السادس يُولي دعمًا كبيرًا لقطاع الرياضة في المغرب. وللحديث عن هذا الاهتمام لا بدّ من الإشارة إلى أن للملك قيادة إستراتيجية تستند إلى المعطيات الإحصائية والرقمية واتفاقيات دولية، من أجل بناء إستراتيجية شاملة على مستوى مختلف القطاعات.
وأضاف الإطار الوطني أن الرياضة أصبحت ركيزة أساسية على مستوى النخبة، لكن في ما يخص الرياضات الشعبية والتقليدية لا بدّ من تعزيز الوعي بأهمية تيسير الولوج إليها، وزاد: “نأمل مستقبلاً أن تنعكس هذه السياسة العامة على هذه الفئات الرياضية وعلى الأجيال القادمة”.
وقال عبد الرحيم غريب، باحث في الحكامة الرياضية: “إن اهتمام الملوك العلويين بالرياضة بصفة عامة ليس حديث العهد، ونحن اليوم نعيش امتداد هذا الاهتمام من خلال الملك محمد السادس، وذلك لوعيهم العميق بأهمية الرياضة وبقوتها الخاصة، لعدة اعتبارات. وهنا يمكن أن نستعرض مثالًا بسيطًا يتمثل في مبيعات العلم الوطني المغربي خلال مباريات المنتخبات المغربية الوطنية، خاصة في كرة القدم، حيث يظهر سحر الرياضة في تنمية الحس الوطني لدى المغاربة وتقوية روح الانتماء”.