عن منشورات “باب الحكمة” بتطوان، صدرت للكاتب الروائي المغربي محمد أمزيان رواية جديدة بعنوان “إقبان.. سيرة جبل”، يواصل من خلالها هذا الروائي الاستثنائي كتابة سردية الريف ببراعة أدبية وصنعة روائية مبتكرة.
تستعيد رواية “إقبان” سيرة رمزية لفضاءات ريفية شهدت مخاضات ما بعد الاستقلال، في قالب يتداخل فيه الواقعي بالخيالي، مستندة إلى ذاكرة الريف المغربي وتحولاته الاجتماعية والسياسية العميقة.
عبر هذا النص المكتوب بلغة جذابة، يرصد الكاتب تفاصيل حياة شخصيات تنتمي إلى هوامش الجغرافيا، في قرى جبلية معزولة، حيث تتقاطع مصائر الأفراد مع أسئلة الانتماء والكرامة والتاريخ.
ومن خلال شخصية “الروبيو”، يفتح محمد أمزيان نافذة على الريف من الداخل، بلغته، وطموحاته، وجرحه الصامت، راسما صورة بانورامية لمجتمع يتلظى بالتحولات، ويكتوي بلظى الإحباطات؛ إنه عمل روائي يستعيد سيرة جبل من الريف ومجتمع يرنو إلى العدالة الاجتماعية بعمق سردي وذاكرة متجددة.
يمثل هذا العمل تتويجا لتجربة أدبية تسعى إلى إعادة الاعتبار للهامش وصوت الهامش، حيث سبق للكاتب محمد أمزيان أن أصدر رواية “أوراق الخزامى” عن دار النشر نفسها. وقد لقيت هذه الرواية اهتمامًا لافتا من القراء، لما تحمله من رؤية تأملية في قضايا المنفى والهوية والانتماء. وبذلك، يواصل أمزيان نهجه المتأمل في أسئلة الهوية والزمن والمنسي من الرواية الرسمية.