في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أثار مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي في العراق موجة جدل واسعة، بعد ظهور محافظ البصرة ، أسعد العيداني، وهو يرد على مواطن سأله عن الخدمات التي قدمها للمحافظة خلال سبع سنوات بقوله: "تدري شنو سوينا؟ خلينا واحد مثلك يحكي ويانا بدون ما نسئ له".
محافظ البصرة اسعد العيداني: يجيب مواطن بصري بعد سؤاله ما هي الخدمات التي قدمها المحافظ بعد 7 سنوات في المحافظة ؟
العيداني: "خلينة واحد مثلك يحجي ويانة" pic.twitter.com/1Y6NHxB1wV— احمد(رضي الله عنه) (@IlllIlIllI11) July 23, 2025
وتعود تفاصيل الحادثة إلى جولة قام بها المحافظ العيداني على كورنيش شط العرب في مدينة البصرة، حيث أوقفه أحد المواطنين ليسأله عن أزمة المياه المستمرة في المحافظة.
ليبدأ الحوار بين الطرفين بهدوء، وأجاب المحافظ على بعض أسئلة المواطن، إلا أن وتيرة النقاش ارتفعت عندما واصل المواطن طرح المزيد من التساؤلات حول انجازات المحافظ طوال فترة توليه المنصب، ليجيبه العيداني بأن الإنجاز هو السماح له بالحديث معه دون إساءة.
انتشار هذا المقطع أحدث تفاعلا واسعا على مواقع التواصل، حيث انقسمت الآراء بين منتقد ومدافع عن المحافظ.
فقد رأى مغردون أن حرية التعبير وانتقاد المسؤولين ليست منة من أحد، بل هي حق تكفله القوانين والدستور العراقي.
يا أستاذ أسعد العيداني، أنت محافظ البصرة، ثاني أكبر محافظة بالعراق، واجبك أن تستمع للمواطن، وليس من المنطق أن تتفضل عليه بعدم الإساءة. هذا منطق لا يليق بك يا عزيزي! لماذا تُستفز من سؤال مواطن؟
أنت موظف خدمة عامة، والمواطن جاء بك لهذا المنصب! ومن حق المواطن أن يسألك ماذا قدمتم؟… pic.twitter.com/3jEFod1iwM— فلاح المشعل (@Falah_Almashal) July 22, 2025
وأكد هؤلاء أن من يمنع التجاوز أو الإساءة هو القانون، أما النقد فهو حق مشروع لأي مواطن، ويجب ألا يُقابل بالتهديد أو القمع، مشددين على أن مهمة المسؤول تقبل النقد والتحلي بسعة الصدر والحكمة، فذلك من صميم النظام الديمقراطي.
في المقابل، دافع آخرون عن المحافظ، معتبرين أنه لم يخطئ في حديثه، فقد وقف وتفاعل مع المواطن بهدوء واحترام، وأن بعض المواطنين يصرون على تكرار السؤال بشكل استفزازي بحثا عن لقطة إعلامية.
المحافظ ما غلطان .. الرجل وقف و تكلم
مع المواطن بـ هدوء و احترام لكن بعض
الناس تلح .. و هذول الي يلحون ابد مو
مال احترام ابـد .— منتظـر💪🏼 (@GG486796) July 22, 2025
ورأى فريق ثالث أن أسعد العيداني، باعتباره محافظا لأكبر محافظات العراق، من واجبه الاستماع للمواطنين والإجابة على استفساراتهم بلغة لائقة بعيدا عن الانفعال، معتبرين أن المواطن لم يتجاوز في سؤاله، بل مارس حقه في المساءلة والمطالبة بالخدمات، وأن هذا السلوك من أساسيات العمل الديمقراطي وممارسات الدولة الرشيدة.
نحب نشكر الشيخ المحافظ اسعد العيداني اللي انطه قيمة للمواطن وخلاه يحجي ويا المحافظ وجها لوجه ويرجع لبيته سالم بدون ما يلزمه المحافظ هو وحمايته ويشبعوا كتل ويذبوا بالمكافحة ، شكرا شيخ بارك الله بيك احنه بدونكم نضيع
* ونصيحة للعيداني هاي الحريات والامتيازات اللي دتنطيها للمواطن… pic.twitter.com/fKgRGfgQ3G
— Ahmed Alsadi | احمد السعدي (@ahmedaalsadi) July 22, 2025
جدير بالذكر أنه مع قدوم فصل الصيف والحرارة، تجدد أزمة المياه في محافظة البصرة مخاوف السكان والجهات المعنية، إذ تعاني المحافظة منذ سنوات من تحديات جمة في توفير مياه شرب ذات جودة مقبولة، وسط أزمة مستمرة تراوح أسبابها بين التغير المناخي جراء الجفاف وقلة التساقطات، وارتفاع درجة الحرارة، وسوء التخطيط وتراجع مياه الأنهار.
وتجاوزت نسب الملوحة في البصرة بحسب تقديرات رسمية مستويات خطيرة وغير مسبوقة، إذ وصلت في بعض المناطق إلى أضعاف الحدود العالمية المسموح بها لمياه الشرب والاستخدام البشري.
وتشير التقديرات إلى أن نسبة الملوحة بلغت 30 ألف جزء من المليون في منطقة الفاو و19 ألفا في مركز البصرة، وراوحت بين 5800 و6 آلاف في شمال الهارثة. ووفقا لمعايير منظمة الصحة العالمية، يجب ألا تزيد نسبة الملوحة في مياه الشرب عن 1000 درجة من مقياس "تي دي إس" (TDS).