آخر الأخبار

بنيس: المجتمع المغربي "انتهى".. والشباب يعيشون "غرائبية هوياتية"

شارك

في أحدث أوراقه البحثية، قال سعيد بنيس، الباحث في علم الاجتماع والأستاذ الجامعي، إن “المجتمع المغربي الذي نعرفه قد انتهى”، مردفا أنه قد تحوّل “من مجتمع التواصل الواقعي إلى مجتمع الاتصال الرقمي”، و”من ثقافة الشفهي إلى ثقافة السمعي البصري: واش سمعتي؟… واش شفتي؟”، و”مواطنة جديدة افتراضية”، مع “تنشئة مجتمعية واقعية بمحاضن تقليدية إلى تنشئة افتراضية بمحاضن ديجيتالية”، و”تنشئة من داخل الذكاء الاصطناعي”.

وتساءل الباحث، في الورقة التي قدّمت نتائجها في أحدث لقاءات الجمعية المغربية لعلم الاجتماع: “هل ما زالت المقاربات الكلاسيكية في علم الاجتماع صالحة لفهم المجتمعات الراهنة؟ وهل لا تزال ذات راهنية؟”، مردفا: “هل نحن بحاجة إلى أدوات منهجية جديدة تتناسب مع طبيعة التغيرات المتسارعة والصاعدة من الافتراضي؟”، و”هل نحن مازلنا بصدد نفس المتن السوسيولوجي أم أمام متن جديد يحتم أدوات ومقاربات مبتكرة؟”، و”هل ما زال علم الاجتماع علما سيعتمد فقط على البيبليوغرافيا أم سيتجاوزها إلى الميدياغرافيا؟”.

وللإجابة عن التساؤلات، اقترحت ورقة بنيس ثلاثة منطلقات؛ أولها يعتبر وسائل التواصل الاجتماعي محضنا جديدا من محاضن التنشئة، يقوم على قيم صاعدة من الافتراضي تؤثر بطريقة عمودية وأفقية في مآلات العيش المشترك، وطبيعة الرابط الاجتماعي ومستقبل التحولات الاجتماعية. وثاني المنطلقات “الاشتغال على دينامية مصفوفة القيم الصاعدة من الافتراضي ومقارنتها بتجلياتها في الواقع”، وثالثها “الارتكاز على مقاربة متعددة المواقع، الواقعي والافتراضي؛ فالميدان مزدوج، والهوية مزدوجة، والتحولات مزدوجة”.

ومن مآلات “التحولات المجتمعية” أنه في فرنسا صارت منصة “تيك توك” من “أسباب انتحار الشباب والقيام بعمليات سادية على الجسد مثل البتر، واختلالات في نظام التغذية عند الشباب”؛ مما أدى إلى “إحداث لجنة تقصٍّ من طرف البرلمان، تتكون من برلمانيين وعلماء النفس ومختصين في الميديا الرقمية، اشتغلت وأنصتت لعينة من 25 ألف شهادة، أدلى بها الآباء والشباب والأساتذة”.

وتحدّثت الورقة عن “الانحراف الافتراضي الناتج عن الإدمان الافتراضي”، مثل: العنف، والتحرش، والتنمر، والابتزاز الافتراضي، وثقافة الكراهية، والبيدوفيليا، مردفة أن “الانحراف الافتراضي بوصفه سؤالا من أسئلة علم الاجتماع يشكل كذلك تحديا أمام للسياسات العمومية، ولاسيما مع المنطق الجديد لما يطلق عليه بالانتقال الرقمي”.

كما أن “الرابط الاجتماعي قد صار يمر عبر جسر الافتراضي؛ فـ”غبرتي شحال هادي ما بنتي؟ (لم تظهر منذ مدة؟)”، تعني: لم تشارك لا منشورا ولا تحديث حالة ولا صورة سيلفي؛ في شكل جديد من التراحم وصلة الرحم”، كما “صار الرابط رهين تفاعلات ديجيتالية من قبيل؛ احظر، ارفع الحظر، بلِّغ، أهمل”.

التنشئة كذلك صارت “متوحشة غير مؤطرة، مع استقلالية متضخمة من خلال الاعتماد على محركات البحث: غوغل، والذكاء الاصطناعي، فتصبح الأسرة خارج اقتصاد التربية”؛ مما يقود إلى “الغرائبية الهوياتية” والتيه المواطناتي” والهجانة القيمية”، أي “جيل مغترب ترابيا، وتائه هوياتيا…”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك

الأكثر تداولا إيران اسرائيل أمريكا

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا