اتفقت السلطات المغربية والعراقية على تشكيل لجنة مشتركة بين البلدين للنظر في تعويض الفلاحين المغاربة ضحايا حرب الخليج، الذين هاجروا للعراق في بداية الثمانينات من القرن الماضي.
وقال وزير الخارجية ناصر بوريطة، إن المغرب طرح ملف ضحايا حرب الخليج المغاربة على وزارة العمل والشؤون الاجتماعية العراقية، عبر سفارة المملكة ببغداد، بعد إعادة فتحها استئناف عملها، مضيفا أن رد بغداد كان “إيجابيا”.
وتابع المسؤول الحكومي المغربي، أن الملف الذي طرح على هامش أشغال الدورة الخمسين لمؤتمر العمل العربي التي انعقدت مؤخرا ببغداد، تفاعلت معه السلطات العراقية باقتراح تشكيل لجنة مشتركة مغربية عراقية لحل هذا الموضوع وفق ما تنص عليه بنود الاتفاق.
وتابع أن وزارة الخارجية عملت على عقد اجتماعات تنسيقية حول الملف، دعيت لها القطاعات الوزارية المعنية، من ضمنها وزارة الداخلية ووزارة الاقتصاد والمالية، ووزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولات الصغرى والتشغيل والكفاءات.
وتم التوافق على تشكيل الجانب المغربي عن اللجنة المغربية العراقية المشتركة، والتي ضمت ممثلين عن كل قطاع، مهمتها التفاوض مع الجانب العراقي بشأن التعويضات، يقول الوزير، مشيرا إلى أن من بين الفلاحين من سبق لهم الاستفادة في إطار البرنامج الأممي “النفط مقابل الغداء”.
وأخبرت المملكة عبر سفارته ببغداد، العراق بتشكيلة الجانب المغربي عن اللجنة، ودعته للتسريع بتشكيل نظيره العراقي، وتحديد موعد لانعقاد اجتماعات اللجنة المشتركة ببغداد، بحسب ما ورد في جواب وزير الخارجية.
وفي انتظار الرد العراقي، “سيقوم أعضاء اللجنة عن الجانب المغربي بعقد اجتماع بمقر الوزارة من أجل مواصلة إعداد الملفات وضبط منهجية العمل. ومن المرتقب أن يعقد اجتماع آخر مع جمعيات الفلاحين من أجل الاستماع لمقترحاتهم حول هذا الملف وأخدها في عين الاعتبار في إطار المحادثات مع الجانب العراقي”.
جدير بالذكر أن عشرات الأسر المغربية هاجرت إلى العراق في بداية الثمانينات من القرن الماضي، للعمل في ميدان الفلاحة، في إطار بروتوكول اتفاق موقع بين المملكة المغربية والعراق في عهد الملك الراحل الحسن الثاني والرئيس العراقي السابق صدام حسين.
وعاش هؤلاء المغاربة بالعراق حرب الخليج الأولى التي نشبت بين العراق وإيران ما بين سنتي 1980 و1988، ثم حرب الخليج الثانية التي شنتها قوات تحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي.
وفي الوقت الذي اضطر جزء كبير من هؤلاء المغاربة إلى مغادرة الأراضي العراقية إبان حرب الخليج الثانية في بداية التسعينات، بالنزوح برا نحو الأردن قبل مغادرتها نحو المغرب، فضل آخرون الاستقرار بالعراق رغم الحرب، لكنهم اضطروا إلى مغادرته سنة 2003 في ظل الغزو الأمريكي.