آخر الأخبار

خبير: “طوفان الأقصى” غير قواعد اللعبة.. والفلسطينيون يحققون انتصارات غير مسبوقة

شارك الخبر
مصدر الصورة

أكد مدير البحوث والسياسات في المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية (مسارات)، خليل شاهين، أن معركة طوفان الأقصى غيرت قواعد اللعبة السياسية والأمنية في المنطقة، وأعادت القضية الفلسطينية إلى واجهة الاهتمام العالمي.

وأشار شاهين إلى أن أحد أهم الإنجازات التي حققها الفلسطينيون منذ 7 أكتوبر هو “الضربة القوية” التي وجهتها المقاومة الفلسطينية للعقيدة الأمنية الإسرائيلية.

وأوضح أن عملية “طوفان الأقصى” أدت إلى انهيار فرقة غزة في غضون ساعتين ونصف فقط، وهو ما وصفه شاهين بالإنجاز غير المسبوق في تاريخ الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

وأضاف شاهين في حوار مع قناة الجزيرة، أن هذا الانهيار، أثر بشكل كبير على المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وأثار جدلا داخليا حول المسؤوليات

وأوضح أنه من المتوقع أن يؤدي إلى تشكيل لجنة تحقيق قد تطيح بعدة رؤوس بارزة في القيادة الإسرائيلية، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

ولفت إلى أن أحد الإنجازات البارزة هو إعادة القضية الفلسطينية إلى الأجندة الدولية، معتبرا أن الكثير من الدول أعادت النظر في موقفها من الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي بعد 7 أكتوبر.

وأشار إلى أن التطورات العسكرية والسياسية أكدت أن الحلول الأمنية والعسكرية لا يمكن أن تنهي الصراع. وأصبح واضحا أن الاحتلال هو الجذر الحقيقي للأزمة، مما دفع بعض الدول مثل إسبانيا وإيرلندا إلى الدعوة لفرض الحل السياسي وتجسيد حل الدولتين دون انتظار موافقة إسرائيلية.

وبحسب المحلل، فإن المعركة الأخيرة وجهت ضربة قاصمة لمفهوم إقامة دولة فلسطينية عبر التفاوض. فقد بدأ المجتمع الدولي يرى أن العودة إلى طاولة المفاوضات بشروط إسرائيلية لم تعد مجدية، حيث أصبحت الدعوات تتزايد لاعتماد مقاربات أخرى، بما في ذلك فرض الحلول السياسية بشكل مباشر.

فيما يتعلق بالوضع الفلسطيني الداخلي، كشف عن أن هناك خطوات جارية لتشكيل هيئة فلسطينية متفق عليها لإدارة قطاع غزة، مشيرا إلى أن الفصائل الفلسطينية باتت أقرب من أي وقت مضى إلى الاتفاق على هذا الأمر، على الرغم من التحديات الكبيرة التي لا تزال قائمة بسبب الانقسام المستمر منذ عام 2007.

ورغم تقارب الرؤى بين حركتي فتح وحماس، إلا أن إنهاء الانقسام بشكل كامل يتطلب مواجهة العديد من التعقيدات، منها البنية السياسية والاجتماعية التي نشأت في ظل هذا الانقسام، بحسب المتحدث.

وفيما يتعلق بالضفة الغربية، حذر شاهين من أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لتحويل بعض أجزاء الضفة إلى بيئة طاردة للسكان، بهدف تهجير الفلسطينيين قسريا واستكمال ضم الأراضي الفلسطينية بشكل تدريجي. وأشار إلى أن الهجمات الإسرائيلية تتركز على المنطقة “ج”، حيث يتم تهجير السكان والمزارعين، في محاولة لفرض سيادة إسرائيلية كاملة على هذه المناطق.

أما عن مستقبل السلطة الفلسطينية، فقال إنها لا تزال تتشبث بسياسة “البقاء”، حيث تحاول الدفاع عن صلاحياتها في ظل التهديدات المستمرة من قبل الاحتلال. ومع ذلك، أكد أن السلطة بحاجة إلى تغيير شكلها ووظائفها لتصبح ذراعا لحركة التحرر، بدلاً من التمسك بدور دولة قد لا تتحقق في ظل الظروف الراهنة.

إلى ذلك أكد  مدير البحوث والسياسات في المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية، أن الفلسطينيين بحاجة إلى تبني إستراتيجية جديدة قائمة على النضال المستمر لتغيير موازين القوى.

وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لن ينتهي إلا عندما يصبح مشروعه الاستيطاني غير مربح، وهو ما يتطلب ضغطا عسكريا وأمنيا واقتصاديا على إسرائيل. وشدد على ضرورة تحويل الحالة الفلسطينية إلى حالة نضالية تكلف الاحتلال الكثير، حتى يصبح وجوده في الأراضي الفلسطينية غير مستدام.

على الرغم من القرارات الدولية المتعددة التي تدين الاحتلال وتدعم حقوق الفلسطينيين، شدد المتحدث على أن العمل الدبلوماسي وحده لا يكفي. وأوضح أن الفلسطينيين بحاجة إلى تفعيل أشكال المقاومة والنضال على الأرض لجذب اهتمام العالم وتحقيق تغيير حقيقي في الواقع.

العمق المصدر: العمق
شارك الخبر

إقرأ أيضا