آخر الأخبار

في اليوم الأول من “برمجة ميراوي”.. طلبة الطب يعلنون مقاطعة الامتحانات بأزيد من %90

شارك الخبر
مصدر الصورة

في تطور جديد يعكس استمرار أزمة كليات الطب في المغرب، قاطع أزيد من 90% من طلبة الطب امتحانات الدورة الاستثنائية التي انطلقت اليوم في مختلف كليات الطب والصيدلة، وفق إحصاءات أولية للجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان.

ففي كلية الطب والصيدلة بفاس، من بين 572 طالبًا في السنة الثانية الذين تم استدعاؤهم لاجتياز الامتحانات، حضر فقط 35 طالبًا، مما يعكس نسبة مقاطعة بلغت 93.89%.

وفي كلية الطب بأكادير، بلغت نسبة المقاطعة 94%، حيث اجتاز 10 طلاب فقط الامتحانات، من بينهم 5 مغاربة و3 مكررين.

وفي كلية الطب والصيدلة بالعيون، كانت المقاطعة كاملة بنسبة 100%، حيث لم يتقدم أي طالب لاجتياز الامتحانات في مختلف المستويات، أما على مستوى كلية الطب والصيدلة بمراكش فبلغت نسبة المقاطعة 99.21%، وفق اللجنة.

وفي خطوة تصعيدية جديدة، أعلن طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان في المغرب عن تنظيم إنزال وطني يوم السبت  القادم تحت شعار “شباب المغرب وأطره من أجل وضع حقوقي وصحي أفضل.” يأتي هذا الإعلان في ظل استمرار الأزمة التي تعيشها كليات الطب بالمملكة منذ قرابة سنة.

تأتي هذه المقاطعة في ظل استمرار توتر العلاقة بين طلبة الطب والحكومة، رغم الإجراءات التي أعلنت عنها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار لتجاوز الأزمة.

من أبرز هذه الإجراءات تمكين الطلبة الذين اجتازوا امتحانات الفصل الأول في دورة 5 شتنبر 2024 من استكمال امتحانات الفصل الثاني خلال الدورة الاستثنائية التي انطلقت اليوم، وكذلك السماح للطلبة الذين سيجتازون الامتحانات لأول مرة بالمشاركة في الدورات القادمة.

ورغم ذلك، قوبلت العروض الحكومية الأخيرة برفض واسع من قبل الطلبة، حيث أكدت اللجنة الوطنية لطلبة الطب أن أكثر من 75% من الطلبة رفضوا العرض الحكومي على المستوى الوطني.

ويعود هذا الرفض، حسب اللجنة، إلى عدم تلبية مطالب الطلبة المتعلقة بتحسين التجهيزات والمعدات الطبية، ورفع التعويضات خلال فترات التدريب، إضافة إلى مطالب أخرى تتعلق بتكافؤ الفرص وإعادة برمجة الدورات الاستدراكية.

وأكدت الوزارة التزامها بتوفير شروحات إضافية حول التنظيم البيداغوجي الجديد للتكوين الطبي، وتقديم الدعم اللازم للطلبة من خلال تعزيز آليات التواصل والاستماع إلى مطالبهم.

واتهمت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، وزارة التعليم العالي ولبحث العلمي والابتكار بمحاولة تعطيل الوساطة الجارية مع مؤسسة وسيط المملكة من خلال اعتماد برمجة متجددة للامتحانات بشكل أحادي، وهي خطوة يقول الطلبة إن “مصيرها الفشل كما حدث في دورات سابقة”.

كما أعربت اللجنة عن استئائها الشديد من التدخلات الأمنية العنيفة التي شهدتها احتجاجاتهم السلمية. وكانت العاصمة الرباط قد شهدت، يوم الأربعاء الماضي، مواجهات وصفت بـ”الأربعاء الأسود”، حيث تدخلت قوات الأمن بقوة لفض اعتصام سلمي للطلبة أمام كلياتهم، ما أسفر عن وقوع إصابات وإغماءات في صفوف المحتجين وأسرهم.

وتفاقمت الأزمة بعد اعتقال عدد من الأطباء الداخليين والمقيمين الذين أبدوا تضامنهم مع زملائهم، ما أثار موجة من الغضب والاستنكار في صفوف النقابات والهيئات الحقوقية.

وأشار الطلبة في بيانهم إلى أن “القمع العنيف” لم يقتصر على العاصمة، بل امتد ليشمل مدنًا أخرى مثل طنجة، الدار البيضاء، مراكش وأكادير، حيث تم فض اعتصامات مماثلة. كما منعت السلطات تنظيم وقفات احتجاجية في مدن كلميم وفاس.

وفي تطور آخر، أعرب الطلبة عن صدمتهم من الملاحقات القضائية التي طالت زملاءهم، مؤكدين أن هذه الإجراءات تشكل “منعطفًا خطيرًا” في مسار نضالهم السلمي.

وأبدوا استغرابهم من استدعاء الأطباء للتحقيق واتهامهم بـ”جرائم التضامن”، في حين أنهم كانوا يعبرون عن رأيهم بشكل سلمي.

وكانت النيابة العامة قد قررت متابعة جميع الطلبة البالغ عددهم 27، في حالة سراح بتهم العصيان وعدم الامتثال لأوامر السلطة، والتجمهر الغير مرخص، وحددت يوم 23 أكتوبر القادم كأول جلسة للمحاكمة.

وأعربت اللجنة الوطنية لطلبة الطب عن امتنانها للتضامن الواسع الذي حظيت به من مختلف مكونات المجتمع المدني والهيئات الحقوقية والنقابية.

وأشادت اللجنة بالدور الذي لعبه المحامون والصحفيون ونشطاء وسائل التواصل الاجتماعي في دعم قضيتهم. وأكدت اللجنة تشبثها بالوساطة الجارية مع مؤسسة وسيط المملكة، معتبرة أن أي محاولة لتجاوز هذه الوساطة لن تؤدي إلا إلى تعقيد الأمور أكثر.

وجرى، الجمعة الماضي، تقديم 27 طالب طب بالرباط أمام أنظار النيابة العامة، على خلفية توقيفهم يوم أمس خلال وقفات احتجاجية دعت إليها اللجنة الوطنية، بمؤازرة ما يناهز 30 محاميا على رأسهم نقيب هيئة المحامين بالرباط.

وكانت اللجنة قد كشفت الخميس أنه تم توقيف ما لا يقل عن 28 طالب طب، قبل أن يتم الإفراج عنهم، على خلفية المشاركة في الوقفات الاحتجاجية أمام المستشفيات الجامعية الأسبوع الماضي، والتي دعت اللجنة إلى تنظيمها وحثت كافة طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان وأساتذتهم وكافة الشغيلة الصحية وعموم الجماهير الطلابية، على المشاركة فيها  للتنديد بما تعرض له  أطباء المستقبل، في ذات الأسبوع.

العمق المصدر: العمق
شارك الخبر

إقرأ أيضا