من المقرر إجلاء مجموعة تتراوح بين 30 و50 طفلاً فلسطينياً مصابين بأمراض خطيرة من غزة إلى المملكة المتحدة لتلقي العلاج الطبي خلال الأسابيع المقبلة.
وتُعد هذه الدفعة الأولى من الأطفال الذين سيتم نقلهم إلى المملكة المتحدة ضمن عملية حكومية مشتركة تنسقها وزارتا الخارجية والداخلية بالتعاون مع وزارة الصحة.
وسيتم اختيار الأطفال بناءً على احتياجاتهم الطبية من قبل الأطباء العاملين في وزارة الصحة في غزة، ثم تتولى منظمة الصحة العالمية تنسيق إجراءات السفر.
جاء ذلك عقب قيام عدد من أعضاء البرلمان بتوجيه رسالة إلى الحكومة طالبوا فيها بإجلاء الأطفال المرضى والمصابين من غزة إلى المملكة المتحدة "بأسرع وقت ممكن".
وحذر 96 نائباً من مختلف الأحزاب في رسالة الأسبوع الماضي، من أن الأطفال في غزة يواجهون خطر الموت الوشيك جراء "تدمير نظام الرعاية الصحية"، مؤكدين ضرورة رفع كافة العوائق أمام عمليات الإجلاء فوراً.
كان قد نقل عدد من الأطفال من غزة إلى المملكة المتحدة لتلقي العلاج الطبي عبر مبادرة منظمة مشروع الأمل النقي (PPH)، في حين لم تقم الحكومة أي عمليات إجلاء للأطفال من خلال برنامجها الرسمي منذ بداية الحرب حتى الآن.
وفي وقت سابق من شهر أغسطس/آب، أعلنت الحكومة أن الخطط الخاصة بإحضار المزيد من الأطفال إلى المملكة المتحدة لتلقي العلاج الطبي يجري تنفيذها "بوتيرة سريعة".
وتُعطى الأولوية للمرضى الذين يحتاجون إلى رعاية متخصصة تنقذ حياتهم، وذلك بناءً على إحالة من الطبيب المعالج أو الاختصاصي الطبي، وفقاً للبروتوكولات السريرية الموحدة، ولا تضمن تلك الإحالة، الحصول على الموافقة النهائية على الإجلاء.
بعد ذلك، تقوم لجنة التحويل التابعة لوزارة الصحة في غزة بمراجعة الحالة الطبية، وتحديد الأولويات، والموافقة على الإجلاء الطبي.
في هذه المرحلة، تتولى منظمة الصحة العالمية تنسيق الوثائق مع الدول المضيفة المتوقعة، والحصول على الموافقات الأمنية من السلطات الإسرائيلية، بالإضافة إلى تنظيم إجراءات السفر.
وسيُنقل الأطفال المرضى من المستشفى برفقة أحد أفراد الأسرة - عادةً برفقة شخص بالغ واحد وما يصل إلى ثلاثة أطفال - مروراً بدولة ثالثة حيث سيتم تسجيل بياناتهم.
ولم يتضح بعد أي دولة ثالثة سوف يمر بها الأطفال في طريقهم إلى المملكة المتحدة، أو عدد الأطفال الذين سوف يشاركون في الرحلة تحديداً، أو ما إذا كانت مجموعات أخرى سوف تتبعهم لاحقاً.
وتتحمل الدولة المضيّفة تكاليف العلاج، بما في ذلك الدعم النفسي، إلى جانب توفير احتياجات السكن والمعيشة للمريض ومرافقيه.
ونظراً للصعوبة الكبيرة في عودة الأطفال إلى غزة، من المتوقع أن يلجأ بعضهم إلى نظام اللجوء بعد إتمام العلاج، مع التأكيد على ضرورة تمكين المرضى العائدين من الحصول على الرعاية الصحية التي يحتاجونها.
وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، فقد قُتل وجُرح أكثر من 50 ألف طفل منذ بداية الحرب في غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ومنذ ذلك الحين، قدمت المملكة المتحدة تمويلات لعلاج الجرحى من سكان غزة في المستشفيات بالمنطقة، كما تتعاون مع الأردن في إيصال المساعدات جواً إلى القطاع.
وسيتم تقديم العلاج للأطفال الذين يُنقلون إلى المملكة المتحدة ضمن البرنامج الحكومي من خلال نظام الخدمة الصحية الوطنية NHS.
في بداية أغسطس/آب، كشفت الحكومة عن تشكيل فريق عمل مشترك بين الأحزاب لوضع خطة تهدف إلى "إجلاء الأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة بأسرع وقت ممكن من غزة".
وكانت وزارة الداخلية البريطانية قد أعلنت في وقت سابق أنه سيتم إجراء فحوصات بيومترية للأطفال ومقدمي الرعاية قبل سفرهم.
وتم إجلاء مجموعة من الفلسطينيين المصابين بأمراض خطيرة من غزة إلى عدة دول منذ بداية الحرب، منهم أكثر من 180 بالغاً وطفلاً نُقلوا إلى إيطاليا.
وحذرت الأمم المتحدة من انتشار سوء التغذية على نطاق واسع في غزة، حيث حذر خبراء المنظمة في تقرير الشهر الماضي، من أن "أسوأ سيناريو" قد يحدث في القطاع.
وأصرت إسرائيل على عدم وجود قيود على إيصال المساعدات إلى غزة، متهمة الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الأخرى بالتقصير في إيصالها.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 60 ألف شخص قُتلوا في غزة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وتشن إسرائيل هجومها رداً على هجوم نفذه عناصر من حركة حماس على بلدات جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واختطاف 251 آخرين بحسب السلطات الإسرائيلية.