جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، دعمه لمخطط تهجير فلسطينيي قطاع غزة بشكل "دائم" إلى دول أخرى، معتبرا أن حل الصراع يكمن في خروج الفلسطينيين من غزة، وأن هناك بلدانا أخرى غير الأردن ومصر ستقبل بإيوائهم.
جاءت تصريحات ترامب خلال مؤتمر صحفي عقده مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، قبيل انطلاق محادثات ثنائية بينهما.
وقال ترامب إن "الناس في غزة عاشوا الجحيم، وهي ليست مكانا للعيش، ولا أعتقد أنهم يجب أن يعودوا؛ لا يمكنك العيش في غزة الآن. أعتقد أننا بحاجة إلى موقع آخر. أعتقد أنه ينبغي أن يكون موقعا يجعل الناس سعداء".
وقال إن "غزة لم تنجح أبدا وإذا استطعنا العثور على أرض مناسبة وبناء أماكن جميلة سيكون ذلك أفضل من العودة لغزة"
وأضاف "عندما تنظر إلى العقود الماضية، فإن كل ما تراه في غزة هو الموت. لقد كان هذا يحدث منذ سنوات".
وقال إنه يريد للناس في غزة "أن يجدوا مكانا مناسبا يعيشون فيه فما يحصل في الأنفاق وغيرها فوضى"، وأضاف أن "سكان غزة لم يشهدوا سوى الموت والدمار".
وتابع مروجا لمخططه: "ماذا لو استطعنا إيجاد منطقة جميلة لإعادة توطين الناس بشكل دائم في منازل جيدة، حيث يمكنهم أن يكونوا سعداء، وألا يتعرضوا لإطلاق النار أو القتل مثلما يحدث في غزة".
وأشار ترامب إلى أن مصر والأردن أبلغا واشنطن بعدم استعدادهما لاستقبال سكان من غزة، لكنه ادعى أن هناك دولا أخرى أعربت عن استعدادها لاستقبالهم، وقال في هذا السياق: "عديد من قادة البلدان تواصلوا معنا وأبدوا رغبتهم في إيواء سكان من غزة".
ومنذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي، يروج ترامب لمخطط نقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة، مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضته الدولتان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.
ورغم تورط نتنياهو في جرائم حرب وإبادة جماعية في قطاع غزة جعلته مطلوبا للمحكمة الجنائية الدولية، فإن ترامب قال: "نحن نريد السلام ووقف القتل وهو ما يريده نتنياهو كذلك"، معتبرا أنه "الزعيم المناسب لإسرائيل، وقد قام بعمل جيد، ونحن أصدقاء منذ فترة طويلة".
وأشار ترامب إلى نفسه بأنه يستحق جائزة نوبل للسلام لكن الأكاديمية لن تمنحها له أبدا، حسب قوله.
من جانبه، قال نتنياهو إن سيحاول مواصلة المرحلة الثانية من الاتفاق (اتفاق وقف إطلاق النار في غزة)، "وهذا أحد المواضيع التي سنتحدث عنها مع الرئيس الأميركي".
وأضاف: "عندما تعمل إسرائيل والولايات المتحدة معا، تزداد الفرص، وعندما لا يحدث ذلك تنشأ المشاكل"، وفق ما نقلت عنه صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية الخاصة.
ورغم المؤشرات على صمود حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة بعد حرب إبادة إسرائيلية تواصلت لنحو 16 شهرا، فإن نتنياهو جدد التهديد بعدم التنازل عن أهداف هذه الحرب، مشددا على أن "حماس لا يمكن أن تبقى في غزة".
وأضاف "نسعى لتدمير القدرات السلطوية والعسكرية لحماس وضمان أن غزة لن تشكل تهديدا لإسرائيل"، وعبّر عن اعتقاده أن "الرئيس (ترامب) قادر على مساعدتنا في تحقيق هذه الأهداف".