آخر الأخبار

دراسة جديدة تكشف أثر الموسيقى في تقليل خطر الخرف لدى كبار السن

شارك

أشار الباحثون إلى أن العلاج بالموسيقى يُستخدم منذ القرن الثامن عشر على الأقل لتحفيز مناطق مختلفة من الدماغ، رغم أنه لا يُنظر إليه عادةً كأداة موجّهة لكبار السن.

أظهرت دراسة جديدة نُشرت في المجلة "الدولية للطب النفسي عند المسنين" أن التفاعل مع الموسيقى في مراحل متقدمة من العمرــ سواء عبر الاستماع المنتظم أو عزف آلة موسيقية ــ يرتبط بانخفاض ملحوظ في خطر التراجع الإدراكي والخرف لدى كبار السن.

واستندت الدراسة إلى بيانات من مشاريع بحثية سابقة شملت 10,893 بالغاً تبلغ أعمارهم 70 عاماً أو أكثر، جميعهم لم يكونوا مصابين بالخرف عند بدء المتابعة. وتحديداً، استُخدمت معلوماتهم من دراسة "الأسبرين في تقليل الأحداث لدى كبار السن" (ASPREE) وفرعيتها المخصصة لمراقبة الوظائف العقلية مع التقدّم في العمر (ALSOP).

وهدفت إلى تقييم ما إذا كانت الأنشطة الترفيهية المرتبطة بالموسيقى قادرة على خفض خطر الإصابة بالخرف والضعف الإدراكي دون خرف (CIND)، فضلاً عن تحسين الوظائف الدماغية لدى كبار السن الأصحاء.

ويكتسب هذا البحث أهمية خاصة في ضوء تقرير "حقائق وأرقام مرض ألزهايمر لعام 2025"، الذي يشير إلى أن واحداً من كل تسعة بالغين أمريكيين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً يعاني من خرف ألزهايمر، مع ارتفاع هذه النسبة كلما تقدّم العمر.

انخفاض ملحوظ في مخاطر الخرف بين المتفاعلين مع الموسيقى

وأشارت النتائج إلى أن من يستمعون إلى الموسيقى "دائماً" أو "بشكل متكرر" سجّلوا انخفاضاً بنسبة 39% في حدوث الخرف، و17% في حدوث الضعف الإدراكي، مقارنةً بمن لا يفعلون ذلك إلا نادراً أو أحياناً أو لا يفعلونه مطلقاً. كما ارتبط هذا السلوك بتحسّن في الإدراك العام والذاكرة اليومية (الذاكرة الحلَقية).

أما من يعزفون آلة موسيقية، فسجّلوا انخفاضاً بنسبة 35% في معدلات الخرف ، في حين بلغ الانخفاض 33% لدى من يجمعون بين الاستماع والعزف، مقارنةً بمن لا يشاركون في أيٍّ من النشاطين أو يفعلون ذلك بشكل نادر.

الموسيقى كجزء من نمط حياة يدعم صحة الدماغ

أوضح الباحثون أن الدراسة من نوع الرصد، ولا تهدف إلى إثبات علاقة سببية، لكنها تُظهر ارتباطاً قوياً. ولفتوا إلى أن التفاعل مع الموسيقى يحفّز مناطق دماغية متعددة تدعم الذاكرة والعواطف والانتباه—وهي وظائف حيوية يجب الحفاظ عليها مع التقدّم في العمر.

وأشاروا إلى أن العلاج بالموسيقى يُستخدم منذ القرن الثامن عشر على الأقل لتحفيز مناطق مختلفة من الدماغ، رغم أنه لا يُنظر إليه عادةً كأداة موجّهة لكبار السن.

وقال الفريق: "هذه النتائج تُبرز الموسيقى كاستراتيجية واعدة ومتاحة قد تساعد في تقليل الضعف الإدراكي وتأخير ظهور الخرف في مراحل لاحقة من الحياة".

وأضافوا: "تشير الأدلة إلى أن شيخوخة الدماغ لا تعتمد فقط على العمر والعوامل الوراثية، بل يمكن أن تتأثر أيضاً بالخيارات البيئية ونمط الحياة. وتقترح دراستنا أن التدخلات القائمة على نمط الحياة، مثل الاستماع إلى الموسيقى و/أو عزفها، يمكن أن تعزز الصحة الإدراكية".

تأكيدات علمية سابقة وسياق اجتماعي ملحّ

ودعمت دراسة سابقة من جامعة نورث إيسترن هذه الفكرة، إذ وجدت أن الأغاني التي تثير مشاعر الحنين لدى الفرد قادرة على تفعيل مناطق في الدماغ مرتبطة بالوظائف الإدراكية. وفي تصريح عام 2022، أوضحت الباحثة بسيكي لوي من الجامعة نفسها أن التدخل الموسيقي زاد من الاتصال بين الشبكة السمعية والقشرة الجبهية الوسطى ــوهي جزء من نظام المكافأة في الدماغ ــ كما عزّز دقة الشبكة اليمنى للتحكم التنفيذي في تمثيل الموسيقى، وهي شبكة تضم مناطق مهمة للانتباه والوظائف التنفيذية.

ولم تحدّد الدراسة الحالية نوع الموسيقى المستخدمة، لكن الأدلة تشير إلى أن الأغاني التي تثير الاهتمام أو تستحضر الذكريات الشخصية قد تكون الأكثر فاعلية في دعم الصحة الإدراكية.

يورو نيوز المصدر: يورو نيوز
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار