يستعد
لبنان لاستقبال أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني غدا وسط مواقف لبنانية متباينة من الزيارة، حيث نظمت القوى المناوئة لحزب الله حملة إعلامية على الزيارة ودعت المسؤولين الى مقاطعتها، بينما يتوقع أن يلتقي لاريجاني إضافة للمسؤولين الرسميين، قيادة
حزب الله وعدداً من الشخصيات المؤيدة له.
وعلق لاريجاني من بغداد على المواقف التي تقول إن إيران تمارس الوصاية على حزب الله وتملي على العراق المواقف، فقال "إن العراق أكبر من الإملاءات وإن المقاومة أكبر من الوصاية".
وافادت معلومات "النهار"، ان السفارة الإيرانية تقدمت بطلب رسمي إلى السلطات
اللبنانية ، وتم تحديد مواعيد للقاء لاريجاني مع رؤساء الجمهورية والحكومة ومجلس النواب، ولم يُطلب أي موعد مع وزير الخارجية
وذكرت «الأخبار» أن قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع يمارس ضغوطاً على سلام لإقناع رئيس الجمهورية جوزف عون بعدم استقبال المسؤول الإيراني، وهو ما رفضه عون، معتبراً أن الأمر يتجاوز كل الأصول الدبلوماسية. فيما عُلم أن
وزير الخارجية القواتي يوسف رجّي يواصل اتصالاته الداخلية والخارجية لمحاولة إلغاء الزيارة أو إجبار
إيران على تقديم اعتذار عن التصريحات التي دعمت المقاومة.
وقالت مصادر مطّلعة لـ«الأخبار» إن «لاريجاني لم يطلب لقاء رجّي، وإنه سيزور لبنان ويغادر في اليوم نفسه بعد لقاء الرؤساء الثلاثة وقيادة حزب الله»، فيما يبدو أن الحزب بصدد تنظيم استقبال شعبي له. واعتبرت المصادر أن «محاولة منع لاريجاني من زيارة
بيروت ستكون خطوة تفجيرية قد تقابل بردة فعل شعبية واسعة ضد زيارات الموفدين الآخرين».
وكتبت" البناء": فيما يتعامى رئيس الحكومة وبعض القوى السياسية عن الوصاية الأميركية على الحكومة وتنفيذهم للإملاءات الأميركية التي حملها المفوض السامي الجديد توم براك الى لبنان، استفزتها زيارة الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني الى لبنان. ووفق المعلومات فإن اتصالات رسمية حصلت لمحاولة إلغاء الزيارة. فيما دعا قائد القوات اللبنانية سمير جعجع إلى رفع شكوى على إيران. وينظم ناشطون حفل استقبال للاريجاني في مطار بيروت غدا الأربعاء .
واكدت أوساط وزارية لـ "نداء الوطن" أمس أن الدولة دخلت في كباش سياسي مع "حزب الله" الذي يلقى إسنادًا معلنًا من إيران حتى إشعار آخر وسط إصرار مستمر من رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام على نزع السلاح غير الشرعي وتطبيق قراري الحكومة في 5 و7 آب الجاري.
وفي السياق نفسه، علم من مصادر مطّلعة، أنّ الزيارة المرتقبة لأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، إلى بيروت، تأتي بطلب مباشر من "حزب الله"، وتهدف إلى أمرين أساسيين: أوّلهما، احتواء التوتّر المتصاعد بين "الحزب" والحكومة اللبنانية، على خلفية قرار
مجلس الوزراء الأخير بتكليف الجيش اللبناني وضع جدول زمني لسحب السلاح غير الشرعي من مختلف المناطق اللبنانية، وهو ما واجهه "حزب الله" باعتراض حاد، عبّر عنه مسؤولوه علناً، وفي الشارع. أمّا الهدف الثاني، فهو تخفيف حدّة الاحتقان، الرسمي اللبناني تجاه إيران، بعد ما اعتُبر تحديًا مباشرًا لقرارات الحكومة من قبل اثنين من كبار المسؤولين الإيرانيين، هما مستشار المرشد الأعلى للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، ووزير الخارجية عباس عرقجي، في مواقف اعتُبرت تجاوزًا للأعراف الدبلوماسية، وتدخلًا صريحًا وفجًا في الشأن السيادي اللبناني في لحظة سياسية دقيقة يمرّ بها لبنان، وسط ضغوط دولية متزايدة لدفع الحكومة اللبنانية نحو تنفيذ الإصلاحات السياسية والأمنية المطلوبة، لا سيّما تلك المرتبطة بحصر السلاح بيد الدولة.
وبحسب المعلومات، فإنّ لاريجاني سيحمل معه رسائل تهدئة من القيادة الإيرانية، في محاولة لإعادة ضبط إيقاع العلاقة بين "حزب الله" والدولة، خصوصًا مع اتّساع الهوة بين مواقف "الحزب" وبعض مكوّنات الحكومة، على خلفية ملفّ السلاح، والقرار اللبناني بحصره بالمؤسسات الرسمية الشرعية، بما يتوافق مع خطاب القسم والبيان الوزاري والقرارات الدولية ذات الصلة، وفي مقدّمها القرار 1701 .
في السياق نفسه، يُنتظر أن يلعب رئيس مجلس النواب
نبيه برّي دورًا مسهّلًا لمهمّة لاريجاني، من خلال توفير الغطاء السياسي للزيارة، وتدوير الزوايا مع رئيس الحكومة نوّاف سلام. إلاّ أنّ برّي، بحسب المعلومات نفسها، لم يكتفِ بدور الوسيط التقليدي، بل نقل عبر قنواته الخاصة، رسالة واضحة إلى طهران، مفادها أنّ شيعة لبنان لا يمكنهم إلاّ أن يكونوا مع الدولة ومؤسساتها، وأنّ ما عدا ذلك هو انتحار سياسي وأمني لا طائل منه.
وبانتظار ما ستؤول إليه زيارة لاريجاني، تقول مصادر رفيعة المستوى، إنّ الصراع بين منطق الدولة ومنطق السلاح بلغ مرحلة دقيقة، تتطلّب أكثر من مجرّد رسائل تهدئة، لا تعدو كونها إبراً في جسد سياسي متعب... بلّ تتطلّب قرارات جريئة لا تزال غائبة.
وكتبت" اللواء": سجلت حركة لأمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي لاريجاني، الذي يصل الى بيروت غداً، وينتظره كبار المسؤولين، لمعرفة تفاصيل الموقف الايراني من قراري الحكومة تكليف الجيش اللبناني وضع خطة لجمع السلاح والموافقة على مبادىء واهداف ورقة العمل الاميركية الشاملة للحل في لبنان، وسماع التوجهات الايرانية حول الوضع اللبناني التي استبقها عدد من المسؤولين الايرانيين قبل ايام بمواقف رافضة للقرارين.
وبحسب معلومات مسرّبة، فإن السفارة الإيرانية في لبنان تقدمت بطلب رسمي إلى السلطات اللبنانية وتم تحديد مواعيد للقاء لاريجاني مع رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام ورئيس مجلس النواب
نبيه بري ، ولم يطلب أي موعد مع وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي، علماً أن الأخير لم يكن ليستقبل المبعوث الإيراني ولو طلب موعداً لذلك. و أن رجّي أبدى استياءه من المواقف الإيرانية في الكواليس السياسية، وكان يفضّل ألا تحصل الزيارة وألا يتم السماح للاريجاني بزيارة بيروت». وأن رئيس الحكومة نواف سلام سيكون حاسماً مع لاريجاني، وسيبلغه استياء لبنان مما يعتبر تدخلاً في الشؤون اللبنانية.
وكتبت" الديار" وفق المعلومات ستكون «الرسالة» الايرانية واضحة ومباشرة وحازمة، لا تحمل اي التباس لكل من يعنيهم الامر في الداخل والخارج، بان من يظن انه قادر على «الاستفراد» بالمقاومة مشتبه، لان طهران لن تتراجع عن دعمها لحزب الله في مواجهة الضغوط الاميركية- «الاسرائيلية»، مع تجديد الحرص على افضل العلاقات مع لبنان، الذي يفترض ان يحصن ساحته في مواجهة الهجمة الخارجية، لا ان يكشفها امام التدخلات المغرضة في شؤونه. وقد اكد لاريجاني من العراق ان حزب الله لديه نضوج سياسي ولا يحتاج الى وصاية من احد.
ووفق المعلومات، فان طهران تتعامل بحساسية عالية مع موقف الحكومة اللبنانية، وهي تعتبر ان ملف حزب الله جزء مما يحصل في المنطقة من هجوم على حلفائها، ولم تكن زيارة لاريجاني الى بغداد قبل بيروت مجرد صدفة، بل «رسالة» واضحة الى الاميركيين قبل غيرهم، بان محاولات الضغط المرتفعة على كلا البلدين لن تدفع طهران الى التراجع، بل ستدفعها الى رفع مستوى التنسيق مع حلفائها، وتعزيز دعمها لهم في «معركة» تعتبرها القيادة الايرانية مصيرية، وباتت تتجاوز البعد السياسي الى ما هو اخطر، حيث بات واضحا ان ثمة من يريد محاصرة «الدور» الشيعي في المنطقة.
وستكون لطهران نصائح عديدة للمسؤولين اللبنانيين، اهمها فتح قنوات جدية للحوار الداخلي، بعيدا عن الاملاءات الخارجية، لما يصب في مصلحة لبنان بكل مكوناته، مع التفهم لطبيعة الضغوط الخارجية، الا ان لاريجاني سيقدم عرضا مسهبا لطبيعة المخاطر المحدقة في دول الجوار اللبناني، وسيبدي اهتماما قاطعا في الحفاظ على الاستقرار الداخلي، وسيدعو القيادات اللبنانية الى عدم «حرق المراحل»، في ظل سباق محتدم بين الديبلوماسية والحرائق المتنقلة في المنطقة والعالم.
وكتبت" النهار": امين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي لاريجاني يصل غداً الأربعاء إلى بيروت وسط عاصفة سياسية مناهضة لزيارته، بما يعني أن هذه الزيارة ستفاقم الرفض المتصاعد لزيارات الموفدين الإيرانيين بعدما تجاوزت مواقف طهران في تدخلها في الشؤون اللبنانية كل الأصول والسقوف، وأمعنت في تحدي السلطة اللبنانية عبر إطلاق مواقف متعاقبة حتى البارحة ترفض عبرها قرار احتكار الدولة السلاح وتتمسك ببقاء سلاح "حزب الله". ورسمت الساعات الأخيرة معالم معادلة سلبية من شأنها زيادة التوتر السياسي العام وداخل الحكومة تحديداً، من خلال "ملاقاة" "حزب الله" للموفد الإيراني و"احتفائه" بإطلالة الوصاية التي تريد طهران إسباغها مجدداً على الوضع اللبناني الذي يتفلت بقوة من نفوذها السابق، وذلك بضخ الحزب جرعة تصعيدية جديدة ضمنها تهديدات مباشرة بإسقاط الحكومة، وتكرار سردية رفض تسليم ولو "إبرة" من سلاحه. وجرى ذلك ويجري عشية جلسة طويلة لمجلس الوزراء غداً الأربعاء، ستخصص لإقرار جدول أعمال كبير من البنود الخدماتية قبيل "إجازة" قصيرة للمجلس لفترة أسبوعين. والمفارقة أن وزراء "حزب الله" سيمضون في سياسة التهويل على الحكومة، فيما هم يحضرون الجلسات ويتباهون بأنهم لن يستقيلوا بما يعكس طابع المناورات التي حشر "الحزب" وزراءه فيها.
وعشية زيارته لبيروت، اعتبر لاريجاني "أن علاقاتنا مع الحكومة والشعب اللبناني في مجالات مختلفة، تشمل السياسة والثقافة والاقتصاد، وهي متجذرة وواسعة، وفي هذه الزيارة أيضاً، وستتم مشاورات مهمّة مع المسؤولين اللبنانيين والشخصيات المؤثرة"، وقال إن "الظروف السائدة في لبنان، خصوصاً في ظلّ التطورات الأخيرة والاشتباكات الخطيرة مع الكيان الصهيوني، حسّاسة وخاصة من هنا، فإن الحوارات من أجل تعزيز الاستقرار والأمن الإقليمي تحظى بأهمية كبيرة". وأعلن أن "هذه الجولة تشهد توجيه رسائل محدّدة أيضاً من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فالمواقف الإيرانية تجاه لبنان كانت دائماً واضحة تحت عنوان الحفاظ على الوحدة الوطنية اللبنانية في أي ظرف، والتأكيد على استقلال لبنان وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية". وختم: "إن الجمهورية الإسلامية كانت دائماً مستعدة لمساعدة الشعب اللبناني من أجل تجاوز الأزمات وإيجاد الاستقرار والتنمية المستدامة، وستظل كذلك".
وقبيل وصول لاريجاني، قال أمين مجلس صيانة الدستور الإيراني علي جنتي في مستهل اجتماع للمجلس امس: إنّ الطروحات المتداولة حول «الاحتلال الكامل لغزة ونزع سلاح حزب الله اللبناني ليست واقعية وتُعدّ أحلاماً واهمة»، كما أشار جنتي إلى الذكرى السنوية لانتهاء حرب الـ33 يوماً بين حزب الله وإسرائيل عام 2006، واصفاً هذه المعركة بأنها «رمز لانتصار جبهة المقاومة العالمية التي انطلقت، على حدّ قوله، «عبر الاقتداء بثورة إيران وستنتهي في نهاية المطاف بالنصر».