آخر الأخبار

55 صحافياً فلسطينياً خلف القضبان: قصة أسيد ومعاذ عمارنة تكشف العدد والملاحقات

شارك

في الضفة الغربية، تتجسد معاناة الصحافيين الفلسطينيين في قصة أسيد ومعاذ عمارنة، ابني العم اللذين يواجهان معاً سيف الاعتقال الإسرائيلي. ما بين خوف العائلة، الظروف الصحية الصعبة، وتجاهل القوانين الدولية، تتحول حكايتهم إلى مرآة لوضع مأساوي أوسع يشمل 55 صحافياً فلسطينياً ما زالوا محتجزين في السجون.

مساء الأربعاء، اعتقلت قوات الجيش الصحافي أسيد عمارنة (40 عاماً) من مخيم الدهيشة قرب بيت لحم، بينما كان برفقة زوجته وأطفاله. الجنود أوقفوا مركبته عند منطقة "قبر حلوة"، أنزلوه بالقوة وفتشوا السيارة، قبل أن يقتادوه بعيداً، تاركين عائلته في حالة من الذهول والصدمة. أسيد، الذي سبق أن أمضى ثلاثة أشهر في سجن عوفر العام الماضي، يعمل محرراً في موقع "الجرمق" ومحاضراً في عدد من الجامعات الفلسطينية، ويُعرف بنشاطه الإعلامي الحر مع مؤسسات محلية.

الاعتقال جاء بعد أقل من عشرة أيام على اعتقال ابن عمه المصور الصحافي معاذ عمارنة (37 عاماً)، الذي اعترضته قوات الجيش قرب مدخل بلدة حوسان غرب بيت لحم، وصادرت هويته وهاتفه. معاذ، الذي فقد عينه اليسرى عام 2019 أثناء تغطيته الصحافية إثر إصابته برصاص القوات الإسرائيلية، يعاني من أوضاع صحية معقدة، لكنه حُوّل مؤخراً للاعتقال الإداري لأربعة أشهر من دون محاكمة أو تهمة. وهو الاعتقال الإداري الثاني الذي يتعرض له خلال عام واحد، بعد أن قضى تسعة أشهر بين 2023 و2024 خلف القضبان.

سيف مسلط، 55 صحافيًا

أماني سراحنة، مديرة وحدة التوثيق في نادي الأسير الفلسطيني، قالت لـ"بكرا": "اعتقال معاذ للمرة الثانية وتحويله للاعتقال الإداري، رغم حالته الصحية الخطيرة، يعكس حجم التعسف الذي يواجهه الصحافيون. السلطات الإسرائيلية تستخدم الاعتقال الإداري كسيف مسلط على أعناق الصحافيين، وتحرمهم من أبسط حقوقهم القانونية". وأضافت أن اعتقال أسيد وغياب المعلومات عنه يؤكد الملاحقات.

من جانبه، عبّر والد الصحافيين عبد المجيد عمارنة لـ"بكرا" عن قلقه الشديد على ولده، قائلاً: "لا نعرف حتى الآن أين نُقل أسيد ولا ما هي أوضاعه. محاميتنا تواصلت مع الجهات الإسرائيلية لكن دون جدوى.

بحسب نادي الأسير، يرتفع بذلك عدد الصحافيين الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية إلى 55 صحافياً، في وقت وثّقت فيه المؤسسات الحقوقية 206 حالة اعتقال واحتجاز منذ بدء الحرب على غزة. وبينما تواصل قوات الجيش منع الصحافيين الأجانب من الدخول إلى القطاع، يبقى الصحافيون الفلسطينيون في الضفة وغزة على خط النار، بين الاعتقال والاستهداف والقتل.

قصة أسيد ومعاذ ليست مجرد حادثة عائلية؛ إنها شهادة حيّة على سياسة منظمة تحاول محو الحقيقة عبر ملاحقة من يسعون إلى نقلها للعالم.

بكرا المصدر: بكرا
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا