(CNN) -- قال المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف ، إن أكبر عقبة أمام حل حرب روسيا في أوكرانيا هي وضع شبه جزيرة القرم والمناطق الأوكرانية الرئيسية الأربع التي تحتلها روسيا، واصفًا إياها بـ"الفيل في الغرفة" في محادثات السلام التي تستضيفها المملكة العربية السعودية.
وفي مقابلة مطولة مع الإعلامي الأمريكي، تاكر كارلسون، قال ويتكوف - الذي كشف أيضًا أن الرئيس الروسي بوتين قد كلف برسم صورة لدونالد ترامب وأرسلها إليه - إن الإدارة تُحرز تقدمًا "لم يظن أحد أنه ممكن" مع روسيا، لكن قضايا الأراضي لا تزال بحاجة إلى تسوية .
والمناطق الأربع في البر الرئيسي، التي بدا أن ويتكوف يجد صعوبة في تحديدها واحتاجت إلى حث من كارلسون، ضُمت بشكل غير قانوني خلال الغزو الروسي الشامل، وتُعارض كييف بشدة التخلي عنها، منذ ذلك الحين، أجرى الكرملين استفتاءاتٍ حول الانضمام إلى روسيا في دونيتسك ولوغانسك وزابوروجيا وخيرسون، والتي وصفتها كييف والمجتمع الدولي بأنها مجرد دعاية، بينما زعم ويتكوف أنها دليل على رغبتهم في الانفصال عن أوكرانيا .
وقال ويتكوف عن المناطق الشرقية الأربع: "إنها مناطق ناطقة بالروسية، وقد أُجريت استفتاءاتٌ أبدت فيها الأغلبية الساحقة من الشعب رغبتها في الخضوع للحكم الروسي".
وكانت شبكة CNN قد ذكرت في وقت سابق أن التصويت في هذه المناطق تم تحت تهديد السلاح، حيث قال أحد السكان إن النتائج كانت محسومة سلفا.
قال ويتكوف، مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، والذي يلعب أيضًا دورًا رئيسيًا في المحادثات مع روسيا، إن "القضايا الدستورية داخل أوكرانيا، المتعلقة بما يمكنهم التنازل عنه... فيما يتعلق بالأراضي"، أصبحت "المشكلة الجوهرية" خلال المفاوضات. ومن المقرر استئناف المحادثات يوم الاثنين في المملكة العربية السعودية، حيث من المقرر أن يلتقي مسؤولون أمريكيون بمسؤولين من روسيا وأوكرانيا .
وتساءل ويتكوف: "الروس يسيطرون بحكم الأمر الواقع على هذه الأراضي. والسؤال هو: هل سيعترف العالم بأنها أراضٍ روسية؟.. هل يستطيع (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي النجاة سياسيًا إذا اعترف بذلك؟ هذه هي القضية المحورية في الصراع ."
وأكد زيلينسكي نهاية الأسبوع الماضي أن موقف أوكرانيا "هو أننا لا نعترف بالأراضي الأوكرانية المحتلة كأراضي روسية . ، مضيفا أن الولايات المتحدة أثارت هذه القضية خلال محادثات مع مندوبين أوكرانيين في مدينة جدة السعودية، مضيفًا أنه يأمل في حل المسألة خلال محادثات سلام لاحقة، بدلاً من المناقشات حول وقف إطلاق نار أولي، وقال إن ذلك "يطيل العملية لفترة طويلة جدًا".
أعرب ويتكوف عن إعجابه بمدى "لطف" الزعيم الروسي خلال مناقشاتهما، مشيدًا به ووصفه بأنه "ذكي وصريح".
وقبل لقائه بوتين في موسكو، قال ويتكوف إن شخصًا في إدارة ترامب حذره من "الحذر، لأنه رجل سابق في جهاز المخابرات السوفيتية (كي جي بي)، في إشارة إلى مسيرة بوتين السابقة في وكالة الأمن السوفيتية، وأضاف ويتكوف إنه قلل من مخاوف ذلك الشخص، مشيرًا إلى أن خبرة بوتين في الوكالة كانت مقياسًا لذكائه. وتذكر قوله: "في الماضي، كان الأشخاص الوحيدون الذين التحقوا بجهاز المخابرات السوفيتية (كي جي بي) هم أذكى الناس في البلاد... إنه رجل فائق الذكاء".
وتابع ويتكوف: "لا أعتبر بوتين شخصًا سيئًا"، مشيرًا إلى أن الزعيم الروسي كان "لطيفا" استقباله في موسكو لإجراء محادثات في وقت سابق من هذا الشهر، وأن ذلك اللقاء "اتسم بطابع شخصي"، متذكرًا كيف أن بوتين "كلف فنانًا روسيًا رائدًا برسم صورة جميلة للرئيس ترامب"، والتي أخذها ويتكوف إلى الرئيس .
وأضاف ويتكوف أنه بعد محاولة اغتيال ترامب في سبتمبر، قال بوتين إنه "ذهب إلى كنيسته المحلية والتقى بقسيسه وصلى" من أجل ترامب، "ليس لأنه... يستطيع أن يصبح رئيسًا للولايات المتحدة، بل لأن بينه وبينه صداقة"، لافتا إلى أن ترامب "تأثر بوضوح" بقصة بوتين والصورة.
وألمح ويتكوف إلى أن حل الحرب في أوكرانيا قد يؤدي إلى تعاون في طيف أوسع من القضايا، وأن الجانبين يفكران في "دمج سياساتهما في مجال الطاقة في القطب الشمالي"، وتقاسم الممرات البحرية، والتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي، وإرسال الغاز الطبيعي المسال "إلى أوروبا معًا ".
وتساءل: "من منا لا يرغب في عالم تتعاون فيه روسيا والولايات المتحدة لتحقيق الخير؟"