آخر الأخبار

مجلة فرنسية: الاستعمار دمر أيضًا الطبيعة الجزائرية!

شارك

كشفت مجلة Reporterre في تحقيق صادم عن الوجه الآخر للاستعمار الفرنسي الغاشم في الجزائر، حيث لم تقتصر جرائمه على القتل والتعذيب ونهب الثروات، بل امتدت لتدمير البيئة ونهب الموارد الطبيعية بطريقة خبيثة و ممنهجة سعت إلى إخضاع الشعب الجزائري وإفقاره.

لقد كان الغزو الفرنسي، منذ عام 1830، حملة تدمير شاملة لمجتمع زراعي قائم على التوازن بين الإنسان والطبيعة، وهو ما أدى إلى كوارث بيئية واجتماعية لا تزال آثارها قائمة حتى اليوم، تشرح المجلة بجرأة متناهية.

نهب الأرض والمياه: استراتيجية استعمارية خبيثة!

منذ اللحظات الأولى للاحتلال، اعتمدت فرنسا على قوانين استعمارية جائرة لمصادرة الأراضي من أصحابها الشرعيين، حيث تم الاستيلاء على أكثر من 1.2 مليون هكتار من الأراضي الخصبة وتحويلها إلى ممتلكات استعمارية تقول المجلة.

هذه السياسة لم تكن عشوائية، بل كانت جزءًا من خطة مدروسة لتدمير الاقتصاد الزراعي الجزائري، وفقًا لما أوضحه الباحث أنطوان بلارييه، الذي أكد أن الإدارة الاستعمارية لم تتردد في إصدار قرارات تعسفية تجرد القبائل والمزارعين الجزائريين من أراضيهم دون مبرر أو تعويض.

لكن الأمر لم يتوقف عند الأرض، بل امتد إلى المياه والغابات، تقول المجلة. فقد عمد الاحتلال إلى بناء السدود والسيطرة على مصادر المياه لضمان ري أراضي المستوطنين الفرنسيين، بينما حرم الفلاحون الجزائريون من حقوقهم الطبيعية في مياه الأنهار والوديان.

وتم فرض قوانين صارمة على استخدام الغابات، مما أدى إلى حرمان السكان من الأخشاب والموارد التي كانت أساسا لحياتهم اليومية.

زراعة المستوطنين على حساب التوازن الطبيعي!

بهدف خدمة مصالحها الاقتصادية، فرضت فرنسا على الجزائر نمطًا زراعيًا يعتمد على الزراعة الأحادية، او ما يعرف باللغة الفرنسي monoculture، حيث تم استبدال المحاصيل المحلية التي تغذي السكان بزراعات موجهة للتصدير مثل العنب لإنتاج النبيذ لصالح السوق الفرنسية.

هذه السياسة دمرت النظم البيئية وأدت إلى استنزاف التربة وحرمان المزارعين من زراعتهم الأساسية كالقمح والشعير.

وفي إطار مشاريعها الاستعمارية التخريبية، أدخلت فرنسا أنواعا نباتية دخيلة مثل الأوكاليبتوس، الذي أدى إلى اختلال في النظام البيئي المحلي، حيث تسبب في جفاف التربة وتدمير النباتات الأصلية.

كما شهدت الجزائر عمليات صيد وحشية للحيوانات البرية كالفهود والأسود، بقرارات رسمية جعلت قتل هذه الحيوانات “إنجازًا” يكافأ عليه المستوطنون.

إرث استعماري قاتم!

ما قامت به فرنسا في الجزائر لم يكن مجرد استعمار، بل جريمة شاملة بحق البيئة والبشر على حد سواء.

وحتى وإن اعترفت فرنسا الرسمية بجرائمها اليوم في الجزائر، إلا أن ذلك لا يطوي ملف الذاكرة الدموية ولن يرمم جراح الماضي.

@ آلاء عمري

الإخبارية المصدر: الإخبارية
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا